قاسم أكّدَ عدم وجود اتفاق سرّي ولا بنود تحت الطاولة: المقاومةُ وشعبُها لن يسمحا لـ«الإسرائيليّ» بالاستمرار في العدوان

نحن مع حصرية السلاح لقوى الأمن والجيش لضبط الأمن وسلاحنا لمواجهة «إسرائيل»
علاقتنا مع عون تتسم بحرارة إيجابيّة وحريصون على التعاون مع سلام
ما قاله وزير الخارجيّة يعطي الذريعة لـ»إسرائيل» بينما واجبه أن يتحدّثَ عن الخروقات الصهيونيّة
أكدَ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “المقاومة بخير ومستمرّة لكن جُرحت وتأذّت وبذلَت تضحيات” وقال “نُجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعِبر والمحاسَبة وأجرينا تغييرات في قلب المعركة”، مؤكّداً أنّه «لا يوجد اتفاق سرّي ولا بنود تحت الطاولة، وفي الاتفاق هناك كلمة جنوب نهر الليطاني خمس مرات”. وأعلن أنّه “إذا استمرَّ الاحتلال لا بدَّ من مواجهته بالجيش والشعب والمقاومة”، مشدّداً على أنَّ “المقاومةَ وشعبَها لن يسمحا للإسرائيليّ بالاستمرار في العدوان”.
كلامُ قاسم جاء خلالَ مقابلة مساء أمس على قناة “المنار”، أكّدَ في مستهلّها، أنَّ مشاركة الناس في تشييع الأمينين العامّين لحزب الله الشهيدين السيّدَين حسن نصر الله وهاشم صفيّ الدين “كانت استثنائية كأنَّهم يقولون إنَّنا مستمرّون وإنّا على العهد يا نصر الله”، وأضاف “أحسستُ في هذه الفترة أنَّ هؤلاء الناس يعشقهم الإنسان، والآن فهمتُ علاقة العشق المتبادَلة بين السيّد الشهيد والناس”.
وتابع “أدعو الناس كما كنتم دائماً رافعين رؤوسكم إبقوا هكذا فأنتم أبناء السيّد نصر الله. أنتم أبناء السيّد حسن والمقاومة والشهداء وهذه المسيرة”، واصفاً جمهور المقاومة بأنّهم استشهاديون.
ولفت إلى أن “التشييع ليس لشخصين رحلا بل للمستقبل وهذه صلة بين الأمينين العامين وبين المستقبل الذي سنتابع فيه مع الناس”، معتبراً أنّ “التشييع إعلان للانتصار على شاكلة ما نؤمنُ به بأننا استمرّينا وثبتنا إلى آخر لحظة حتّى جرى الاتفاق”.
وأكّدَ أنَّ “المقاومة فكرة تسري في العقول وهي متجذّرة ومتأصّلة وجمهورها صلب وصادق مستعدّ للوقوف في الملمّات”، مشدّداً على أنَّ “الأعداء يحلمون بأن يهزموا هذا الشعب لأنَّه موجود في الميدان وسابق للجميع».
وأشارَ إلى أنَّه “بعد شهادة السيّد حسن نصر الله كان هناك تواصل مع السيّد هاشم صفي الدين بخصوص يوم الدفن لكنَّ الظروف كانت معقّدة وقرّرنا تأجيل الدفن بسبب الخطر على الناس”. وأضاف “تبيّنَ أنَّ هذا التأجيل أتاحَ لنا فرصة أن نجد قطعة أرض على طريق المطار وأن يكون لنا فرصة لدعوة الناس للمشارَكة”.
وحيّا “الشعبَ العراقيّ والمرجعيّة العراقيّة والحشد والعتبات المقدسة الذين لديهم الاستعداد ليقدّموا، والشعب الإيراني الذي كان حضوره بارزاً على الرغم من أن الطرق سُدّت في وجههم”. وشكر الفلسطينيين واليمنيين والتونسيين وكلّ الأفرقاء على مشارَكتهم في التشييع.
وعن تواصله الأخير مع السيّد نصرالله كشفَ قاسم أنّ “آخر مرّة كنتُ في لقاء مباشر مع سماحة السيّد بحضور عدد من أعضاء الشورى كان في 18 أيلول، وآخر اتصال مع سماحة السيّد حصل في 21 أيلول اتصل بي وكلّفني بأن أصلّي في تشييع القائد الحاج إبراهيم عقيل ورفاقه وطلبَ منّي أن أتحدّث في المناسبة”.
وأردف “بعد اغتيال سماحة السيّد اتصلتُ بالسيّد هاشم صفي الدين، وتحدّثنا عن موضوع الدفن، وتطرقنا إلى موضوع الأمانة العامّة قبل الدفن كعنصر وعامل قوّة وطلبتُ أن يكون هو الأمين العام”، لافتاً إلى أنّ “السيّد صفي الدين استشهدَ قبل أن يتمّ الإعلان عن انتخابه”.
وأضاف “تحدّثتُ في 30 أيلول في أول كلمة مُتلفزة بصفتي نائباً للأمين العام بينما كان يتابع السيّد صفيّ الدين مهام الأمين العام لحزب الله”، موضحاً أنّه “مع شهادة السيد هاشم شعرتُ بزلزال حصل وقلتُ انقلبت حياتي رأساً على عقب، ولكن واقعاً لم أشعر لا بقلق أو توتّر بل شعرتُ بالتسديد الإلهيّ. بعد شهادة السيّد صفيّ الدين اتصلتُ بقيادة المقاومة العسكرية وطلبتُ منها إبلاغي ماذا بقي وليس ماذا ذهب”.
وأكّدَ أنّه “ابتداءً من تاريخ 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة”، وقال “استعدنا السيطرة بعد 10 أيام من العدوان”، مشدّداً على أنَّ “الصمودَ الأسطوريّ للشباب والإمكانات التي كانت ما زالت متوافرة، وقدرتنا على ضرب تل أبيب والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت الإسرائيليّ يذهب إلى الاتفاق”. ولفتَ إلى أنَّه “عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة”.
وتابع “لم نحاور عن ضعف. نحنُ قلنا إنَّ هذه المعركة لا نُريدها وإذا أتى الوقت يريد الإسرائيليّ التوقف تحت سقف القرار 1701 فنحنُ لم يكن لدينا المانع»، مؤكّداً أنَّ المقاومة كانت “تستطيع قصف أيّ مكان في الكيان، لكنَّ قرارَنا كان قصف الأماكن العسكريّة، لأنّه إذا قصفنا الأماكن المدنيّة كنّا قدمنا ذريعة للعدوّ للاستهداف بشكلٍ عشوائيّ”.
وإذ أكّدَ أنَّ “المقاومة بخير ومستمرّة لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات”، قال “نُجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة وأجرينا تغييرات في قلبِ المعركة”.
وعن اتفاق وقف إطلاق النار، أكّدَ أنّه “لا يوجد اتفاق سرّي ولا بنود تحت الطاولة، وفي هذا الاتفاق هناك كلمة جنوب نهر الليطاني خمس مرات”.
وبما يتعلق بالنوايا التوسعيّة للعدوّ، قالَ قاسم “الإسرائيليّ صاحب نظرة توسعيّة وإدخال الحاخامات إلى موقع العبّاد أكبر دليل على أنَّنا أمام مشروع إسرائيليّ كبير من المحيط إلى الخليج”، مُضيفاً “إذا استمرَّ الاحتلال لا بدَّ من مواجهته بالجيش والشعب والمقاومة. المقاومةُ وشعبُها لن يسمحا للإسرائيليّ بالاستمرار في العدوان”.
وتوجّه قاسم للعدو بالقول “حتّى لو بقيتم في النقاط الخمس كم ستبقون؟ هذه المقاومة لن تدعكم تستمرّون”.
وردّاً على سؤال بالنسبة للحديث الأخير لوزير الخارجيّة يوسف رجّي، قال قاسم “هو من يُعطي الذريعة لإسرائيل. 2000 خرق إسرائيليّ حتى الآن وعلى وزير الخارجيّة اللبنانيّ أن يتحدّثَ عن الخروقات الصهيونيّة”.
وللبعض في الداخل، قال قاسم “لن نوقف المقاومة مهما فعلتم. عندما نقول المقاومة مستمرّة يعني أنَّ المقاومة مستمرّة في الميدان”.
وأردف “نحن نصبرُ لأنَّ الدولة مسؤولة ولا يعني ذلك أنَّ الأمورَ سوف تظلّ على هذا الوضع” وأضاف “المعادلات الجديدة لن نتركها تترسّخ بطريقة إسرائيليّة بل علينا ترسيخ معادلة تحمي مستقبلنا”، موضحاً “أنّنا في مرحلة جديدة لم تتغيّر فيها الثوابت إنّما الأساليب والطرق والأزمنة”، مؤكّداً أنَّ المقاومة الآن أشدّ بطولة وعزيمة من الوقت الذي قاتلت فيه”.
ولفتَ إلى أنَّ “الهجمة السياسيّة علينا من قبل أميركا وتستعين بإسرائيل وبعض الأدوات في المنطقة ولبنان هي هجمة سياسيّة كبيرة جدّاً ولن يدعونا نرتاح”، وأضاف “لكن نحنُ لدينا إيمان وعقل ويقين أنَّهم لم يستطيعوا المرور كيفما يريدون، قد يستطيعون إيلامنا بمحل لكن نحنُ نواجههم”.
وتوجّه إلى شعبِ المقاومة بالقول “علينا أن نصبرَ وقيادتكم ومقاومتكم والشباب الذين وقفوا في المواجهة موجودون. اصبروا علينا قليلاً واطمئنوا أنَّ مقاومتكم موجودة”.
وعن قضيّة الطيران الإيراني، قال “موضوع الطيران الإيراني نتابعه. نحنُ مع إعادة الطيران إلى إيران لاعتباراتٍ عدّة أولها أنّها دولة صديقة وسنتابع الموضوع مع الدولة اللبنانيّة”.
ورأى أنّه “ليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّة توجهات أميركيّة وإسرائيليّة”، لافتاً إلى “أنّنا دخلنا إلى الحكومة على الرغمِ من كلام المبعوثة الأميركيّة، واخترنا رئيس الجمهوريّة بالتوافق وعلاقتُنا معه تتسمُ بحرارةٍ إيجابيّة”.
وأضاف “لم يستقرّ وضع رئيس الحكومة ولكنّنا حريصون على التعاون معه وأصل دخولنا إلى الحكومة وإعطاء الثقة يعني أنّنا مددنا اليد للإيجابيّة”، وقال “نحنُ أمام حكم جديد وحكومة جديدة فلنخرج من المهاترات ولنرَ تجربة عمليّة في البلد”.
وعن الانتخابات البلديّة والاختياريّة المُقبلة، قال قاسم “نحنُ مع إجراء الانتخابات البلديّة في وقتها، وسنشارك في الانتخابات واتفقنا مع حركة أمل على تجديد الاتفاق الذي كان موجوداً بين الرئيس نبيه برّي والشهيد السيّد حسن نصر الله”، مُضيفاً “عندما تصدّينا للانتخابات النيابيّة والبلديّة والمشاركة في الحكومة تصدّينا لكيّ نمثّل الناس وتجربتنا رائدة” وتابع “نحنُ مع القانون الانتخابيّ الموجود إلاّ إذا طُرحت أفكار أفضل نناقشها ونُعطي رأينا”.
وإذ أكّدَ أن “إسرائيل خطر بكلّ المعايير ومن حقّ المقاومة أن تستمرّ ولا علاقة لها بإدارة الدولة سلاحها وحفظ الأمن”، أوضحَ “أنّنا مع حصريّة السلاح لقوى الأمن والجيش لضبط الأمن في لبنان وسلاحنا لمواجهة إسرائيل”.
وشدّدَ على أنَّ “تمثيلنا الشعبيّ قويّ ومستمرّ وموجود”، مؤكّداً “أنّنا لا نعيشُ أزمة مع من بقي على تحالف معنا، ونحن حريصون على أكبر قدر من التفاهم أو التحالف الداخليّ”. وأوضحَ أنّه “لم تنقطع العلاقة مع التيّار الوطنيّ الحرّ، وهناك قابلية للتعاون مع تيّار المستقبل وعوامل الاتفاق معه متوافرة وعقل الرئيس سعد الحريري منفتح”، مؤكّداً أنَّ “معيارَنا في العلاقات هو الناس من تُريد”.
وفيما يتعلق بملفّ إعادة الإعمار، اعتبرَ قاسم أنَّ “الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار لأنّ إسرائيل اعتدَت على مواطنين لبنانيين، وسنساهم في التخفيف من أيّ ثغرات موجودة، ونحنُ لم نشنّ الحربَ بل صدّيناها والإسناد ليس هو سببُ الحرب” وقال “عمليّة الإعمار هي جزءٌ لا يتجزّأ من عمليّة الإصلاح والإنقاذ في البلد”، مشدّداً على أنّه من دون “إعمار لا إصلاح وإنقاذ” ورأى أنَّ “على الحكومة أن تدرسَ بشكل دقيق كيف تقوم بعمليّة الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهضَ بالبلد”.
وعن التحالف مع حركة أمل، قال قاسم “تحالفنا وحركة أمل تخطّى كلّ التحالفات وهو متجذّر وله علاقة بالأرض والعائلات وبرغبة بإعمار لبنان” وأضاف “إعمار لبنان والانتخابات البلديّة يعني حزب الله وحركة أمل، والمقاومة يعني حزب الله وحركة أمل”.
وعن الوضعِ في سورية، رأى قاسم أنّ “من المبكر معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع في سورية، هناك حالة غليان وأجواء غير مستقرّة ومشاكل لها علاقة بالانتماءات الطائفيّة والمذهبيّة، ومشاكل داخليّة عند القوى الحاكمة ووجود الأجانب معهم”، وأضاف “علينا أن ننتظر ونتمنّى لسورية الاستقرار وأن يجدوا طريقة للتفاهم حول نظام يساعدهم على سورية القويّة، وأن يقدروا على وضع حد للتمدُّد الإسرائيلي”، لافتاً إلى أنَّ “مؤشّرات التقسيم موجودة بقوّة لكن هل تصل إلى نهايتها، لكن هل يجدون حلاًّ لها؟».
وتابع “ليس لنا أيّ تدخّل في سورية، ولا استبعدُ أن ينشأ في سورية مقاومة ضدّ العدو الصهيونيّ”، مشيراً إلى أنَّ “ما يحصل في سورية كنّا شاهدناه في لبنان لولا المقاومة”.
وأكّدَ أن “ الرئيسَ الأميركيّ دونالد ترامب طاغوت ويعمل بطريقة وحشيّة ويرى العالم غابة، وهو وحش يريد مصادرة العالم”، لافتاً إلى أنَّ “الاعتداءَ على إيران له أثمان كبيرة جدّاً وينعكسُ على المنطقة كلّها”. وشدّدَ على أنّ “موقف السيد الحوثي والشعب اليمنيّ مشرّف جدّاً تجاه القضيّة الفلسطينيّة”.
وختم “أقول للمقاومين في كلّ مكان وموقع أنتم تاجُ الرؤوس وأنتم نتاجُ سيّد شهداء الأمّة وحملتم الأمانة والمسيرة واستمرَّيتُم”.