مانشيت

هزات ارتدادية للزلزال السوري والبطريرك اليازجي للشرع: أوقفوا المجازر فورا / التهديد اليمني بفتح جبهة البحر الأحمر يحرّك عجلة التفاوض لاستئناف الاتفاق / قاسم: المقاومة لن تدع الاحتلال في المناطق المحتلة… والاتفاق جنوب الليطاني

 

كتب المحرّر السياسيّ

 

كما خذل العرب عشرات آلاف الشهداء في غزة خذلوا مجدداً ضحايا مجازر الساحل السوري، بل إن بعض الحكومات العربية أصدرت بيانات تأييد للنظام باعتبار ما يجري في الساحل خطة خارجية لزعزعة النظام، ولولا صدور بيانات أميركية وبريطانية وألمانية تصف ما يجري بالجريمة ودعوتها لتحقيق ينتهي بمحاكمة المرتكبين، لما اضطر النظام إلى تشكيل لجنة تحقيق والإعلان عن رفض الفوضى وما ترتّب عليها من مجازر. وكانت عين النظام على الموقف الأميركي الذي قال “أدانت الولايات المتحدة مقتل أشخاص غرب سورية على يد من وصفتهم بـ»الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين»، مطالباً إدارة المرحلة الانتقالية بـ»محاسبة مرتكبي المجازر ضد الأقليات». وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في بيان أمس، إن «الولايات المتحدة تدين الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين، بمن فيهم الجهاديون الأجانب، الذين قتلوا أشخاصًا في غرب سورية في الأيام الأخيرة». وأكد أن الولايات المتحدة «تقف إلى جانب الأقليات الدينية والإثنية في سورية، بما في ذلك المجتمعات المسيحية والدروز والعلويين والأكراد، وتقدّم تعازيها للضحايا وعائلاتهم». وأضاف «يجب على السلطات المؤقتة في سورية أن تحاسب مرتكبي هذه المجازر ضد المجتمعات الأقلية في سورية». وتردّد في العواصم الأوروبية خطاب البطريرك يوحنا اليازجي، الذي جاء فيه، «حُرمات النّاس وكراماتهم قد انتُهكت، والصّيحات والهتافات الّتي تُستخدم تبثُّ التّفرقة وتؤدّي إلى النّزعة الطّائفيّة وزعزعة السّلم الأهلي. كما أنّ العديد من المدن والبلدات والقرى قد أُحرقت بيوتها وسُرقت محتوياتها»، موضحًا أنّ «المناطق المستهدَفة هي أماكن العلويّين والمسيحيّين. وقد سقط أيضًا العديد من القتلى المسيحيّين الأبرياء». داعياً رئيس النظام أحمد الشرع إلى إيقاف المجازر فوراً.
في المنطقة تحرّكت عجلة التفاوض حول مواصلة تطبيق اتفاق غزة، بعدما وجّه اليمن تهديداً بالعودة إلى حرب البحار والحصار البحري على السفن المتوجهة إلى كيان الاحتلال، إذا لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد غد الأربعاء، وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة هآرتس إن المفاوضات تشهد حراكاً من الممكن أن يؤدي إلى التوصل لاستئناف تطبيق اتفاق وقف النار في غزة، بصيغة تضمن الإفراج عن عدد من الأسرى يعقبه انسحاب إسرائيلي من محور فيلادلفيا، على أن يتم إعلان وقف نار دائم مع تبادل لاحق بعد عيد الفطر.
في لبنان، تحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حوار مع قناة المنار عن المقاومة واتفاق وقف إطلاق النار وبقاء الاحتلال في مناطق لبنانيّة، فأكد أن المقاومة سوف تخرج الاحتلال من كل المناطق المحتلة، معتبراً أن الوقت الآن هو فرصة للدولة كي تقوم بما يلزم لإلزام الاحتلال بالانسحاب وفقاً للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، وعن توازن القوى بين المقاومة والاحتلال، قال قاسم إن المقاومة تضررت كثيراً لكن الاحتلال تضرّر أيضاً، متسائلاً عن معنى عدم عودة المستوطنين النازحين إلى شمال فلسطين المحتلة رغم أن المقاومة أوقفت إطلاق النار وسلّمت منطقة جنوب الليطاني للدولة اللبنانية، وحكومة الاحتلال تبذل جهداً استثنائياً لإقناعهم بالعودة وتقديم المساعدات لهم، بينما لم يتردّد الجنوبيون بالعودة إلى ركام بيوتهم والاعتداءات مستمرّة بحق قراهم، وهم لم يروا شيئاً بعد في اتجاه إعادة الإعمار، وشرح ملابسات التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وبنوده، نافياً وجود أي بنود سرية، مؤكداً أن الاتفاق جزء من القرار 1701 ومحصور بجنوب الليطانيّ.

أشار أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن «جسمنا كبير في حزب الله ولدينا قدرات كبيرة جدًا». وفي حديثٍ لـ»المنار»، أوضح قاسم أنه «نُجري تحقيقًا لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة وأجرينا تغييرات في قلب المعركة». وتوجّه لوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، بالقول: «2000 خرق «إسرائيلي» حتى الآن وعلى وزير الخارجية أن يتحدّث عن الخروقات الإسرائيلية، وهو يُعطي الذريعة لـ»إسرائيل»، ونحن لن نتوقّف عن المقاومة».
وأضاف: “عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة، وكانت مراسلاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري متكرّرة وكنّا مهتمّين بوضعه في جوّ الجبهة”.
وتابع قاسم “المقاومة بخير ومستمرّة، لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات، أما من جهة الإسرائيلي فأكثر من 100 ألف مستوطن لم يعودوا حتى الآن إلى الشمال”. وشدّد قاسم على أنَّ “الإسرائيلي صاحب نظرة توسعيّة، وأنَّ إدخال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع “إسرائيلي” كبير من المحيط إلى الخليج.
وأكمل “لا علاقة لنا بأيّ اتفاق بين أميركا و”إسرائيل”، والاتفاق أُعلن عبر وسائل الإعلام ولا توجد بنود تحت الطاولة أو اتفاق سرّي وكلمة جنوب نهر الليطاني وردت فيه 5 مرات. وهذا الاتفاق هو جزء من 1701”.
وتوجّه قاسم لـ”إسرائيل” بالقول: “المقاومة وشعبها لن يدعوكم تستمرون”، مؤكدًا، “من يقاتل لبنانيّون وعلى أرض لبنانيّة”، مضيفاً إذا بقي الاحتلال يجب التصدّي له بالجيش والشعب والمقاومة، فحين نقول إنّ المقاومة مستمرّة فإننا نعني أنها مستمرّة في الميدان.
ورأى الشيخ قاسم أنه “ليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّ توجهيات أميركية و”إسرائيلية””، ولفت إلى أنّه “دخلنا إلى الحكومة رغم كلام المبعوثة الأميركية، واخترنا رئيس الجمهورية بالتوافق، وعلاقتنا معه تتسم بحرارة إيجابية”.
وأضاف “لم يستقرّ وضع رئيس الحكومة ولكننا حريصون على التعاون معه وأصل دخولنا الى الحكومة وإعطاء الثقة يعني أننا مددنا اليد للإيجابية”. وبيّن أنه “نحن أمام حكم جديد وحكومة جديدة فلنخرج من المهاترات ولنرَ تجربة عملية في البلد”.
وحول الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة، قال “نحن مع إجراء الانتخابات البلدية في وقتها، وسنشارك في الانتخابات واتفقنا مع حركة أمل على تجديد الاتفاق الذي كان موجودًا بين الرئيس نبيه بري والشهيد السيد حسن نصرالله”، وأضاف “عندما تصدّينا للانتخابات النيابية والبلدية والمشاركة في الحكومة تصدّينا لكي نمثل الناس وتجربتنا رائدة”، وتابع “نحن مع القانون الانتخابي الموجود إلا إذا طرحت أفكار أفضل نناقشها ونعطي رأينا”.
وبينما أكد الشيخ قاسم أن “إسرائيل” خطر بكل المعايير وليس من حق أن تستمرّ ولا علاقة لها بإدارة الدولة سلاحها وحفظ الأمن”، أضاف “نحن مع حصرية السلاح لقوى الأمن والجيش لضبط الأمن في لبنان”.
وشدّد على أن “تمثيلنا الشعبي قويّ ومستمرّ وموجود”، وأضاف “لا نعيش أزمة من بقي على تحالف معنا، ونحن حريصون على أكبر قدر من التفاهم أو التحالف الداخلي”، وأوضح أنه “لم تنقطع العلاقة مع التيار الوطني الحر، وهناك قابليّة للتعاون مع تيار المستقبل وعوامل الاتفاق معه متوفّرة وعقل الرئيس سعد الحريري منفتح”، لافتًا إلى أن “تقييم مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي إيجابي حيال “إسرائيل””، ومؤكدًا أن “معيارنا في العلاقات هو الناس مَن تريد”.
وبما يتعلق بملف إعادة الإعمار، قال الشيخ قاسم “الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار لأن “إسرائيل” اعتدت على مواطنين لبنانيين، وسنساهم في التخفيف من أي ثغرات موجودة، ونحن لم نشنّ الحرب بل صدّيناها والإسناد ليس هو سبب الحرب”. وأضاف “عمليّة الإعمار هي جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ في البلد”، وشدّد على أنه من دون “إعمار لا إصلاح وإنقاذ”، ورأى أن “على الحكومة أن تدرس بشكل دقيق كيف تقوم بعملية الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهض بالبلد”.
وأمس، بدأ الجيش الإسرائيليّ تمرينًا مفاجئًا لاختبار جاهزيّته لعمليّات التسلّل في القواعد والمواقع العسكريّة في الشمال. وفي تطوّر منفصل، في المقابل شارك عدد كبير من أهالي بلدة كفركلا في تشييع 24 من أبنائهم الذين قضوا في الحرب، حيث جرت مراسم التشييع وسط ركام المنازل والمحالّ التجاريّة المدمّرة. وأفادت معلومات متطابقة عن تحليق طائرة درون (كواد كابتر) فوق رؤوس المشيّعين أثناء مراسم الدفن.
إلى ذلك، أفادت تقارير ميدانيّة عن استهداف جيش العدو الإسرائيليّ لأحد المواطنين في بلدة كفركلا برصاصتين في الكتف والرقبة وقد تمّ نقله إلى مستشفى مرجعيون بحالةٍ حرجة. كما وأطلق الجيش الإسرائيليّ النار مستهدفًا محيط عمل رعاة الماشية في مزرعة بسطرة بقذيفة هاون.
في سياقٍ متصل، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت، زيارة إلى تل أبيب، حيث من المقرر أن تلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين. وستركّز المناقشات على تنفيذ تفاهم وقف الأعمال العدائيّة الذي تمّ التوصل إليه في 26 تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 (2006). وجاء في بيانٍ صدر عنها، أن الزيارة هي تأكيد أهميّة تعزيز الأمن والاستقرار للسكان على جانبي الخط الأزرق، وتواصل المنسّقة الخاصّة دعوتها لجميع الأطراف للحيلولة دون خلق أمر واقع جديد على الأرض، مشددةً على ضرورة المضي قدمًا في تنفيذ الحلول التي نصّ عليها قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وفي الشمال يسود هدوء نسبيّ مدينة طرابلس في ظلّ انتشارٍ كثيف لعناصر الجيش اللبنانيّ، وذلك عقب التوتّر الذي شهدته ليلًا مناطق القبة وجبل محسن وباب التبانة. وجاء هذا التوتّر على خلفيّة قيام شابّ من جبل محسن بطعن قاصرٍ بالسكين، وسط شائعات أشارت في البداية إلى أنّ القاصر سوريّ الجنسيّة. وقد شهدت المنطقتان إطلاق نارٍ متفرّق، ما استدعى تدخّل وحدات الجيش بشكل مكثّف للسيطرة على الوضع، خصوصًا في أحياء البقار والجبل وشارع سورية الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن.
إلى ذلك، أصدر المجلس الإسلاميّ العلويّ بيانًا حول الحادثة، جاء فيه: “السلم الأهلي والاستقرار الأمني خطّ أحمر، وتجاوبًا مع طلب الأجهزة الأمنيّة تسليم الشابّ أحمد البيطار، بادرنا بالتواصل معه، وقد قابل هذا المطلب بإيجابيّة. ولنا كامل الثقة بالأجهزة الأمنيّة بأنّها ستقوم بواجبها بكل شفافيّة للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة. إنّ طرابلس كانت وما زالت أنموذجًا للانصهار الوطنيّ وسدًّا منيعًا في وجه الفتنة. حمى الله لبنان، حمى الله الجيش، وعاشت طرابلس آمنة مستقرة”.
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي: “لقد آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربيّ، ويعود إلى موقعه الطبيعيّ ضمن الجماعة العربيّة، من خلال استعادة شرعيّته الميثاقيّة، والسعي إلى استعادة شرعيّته العربيّة بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدًا لعودته الكاملة إلى الشرعيّة الدوليّة”. وقال: “لبنان الجديد: حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان “وطن لقاء”، وليس “ساحة صراع”.
على خط آخر أعلن الجيش اللبنانيّ رسميًّا تسلُّم الشحنة الأولى من هبة الوقود القطريّة للعام 2025، والمقدّمة عبر صندوق قطر للتنمية. هذا الإعلان جاء في بيانٍ أصدرته قيادة الجيش – مديرية التوجيه، مشيرةً إلى أنّ هذه الهبة “تهدف إلى دعم قدرات المؤسّسة العسكريّة ومساندتها في مواجهة الصعوبات التي تمرّ بها البلاد خلال المرحلة الراهنة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى