أولى

غزة على مفترق

 

– تتقلب الخيارات حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بين احتمالات نجاح المفاوضات بالدخول إلى المرحلة الثانية، أو العودة إلى التوتر وربما الحرب. وتشير مفاوضات حركة حماس المباشرة مع الأميركيين الى تقدّم لافت، لكن لا تزال العقد المتصلة بالموافقة الإسرائيلية على الانسحاب الكامل من قطاع غزة وخصوصاً محور صلاح الدين المسمّى بفيلادلفيا، وإعلان انتهاء الحرب، تعيق البحث الجدّي بصيغة تقوم على العودة إلى مفاوضات المرحلة الثانية وإجراء تبادل جزئي للأسرى في فترة التفاوض أو الذهاب إلى صفقة الكل مقابل الكل دفعة واحدة.
– إلى جانب الموافقة الأميركية على الصيغتين يتحرّك أهالي الأسرى داخل الكيان كقوة ضغط على رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لمواصلة تنفيذ الاتفاق أو الذهاب إلى صفقة شاملة، وفقاً للصيغة الجديدة المتداولة، لكن بالمقابل يقف نتنياهو متردداً بسبب خشيته من انهيار حكومته التي يعترض شريكه فيها بتسلئيل سموتريتش على أي اتفاق يتضمن الانسحاب الكامل من قطاع غزة ويعلن نهاية الحرب.
– هنا يدخل اليمن على الخط، فيضع الكيان وداعمه الأميركي أمام تحديات جدية. فموعد المهلة اليمنية لإدخال المساعدات إلى غزة ينتهي غداً، ولأن اليمن لا يمزح فمع نهاية المهلة سوف يعود اليمن إلى استهداف السفن المتوجهة الى الكيان في البحر الأحمر، سوف يكون على الأميركي الذي قام بتصنيف جماعة أنصار الله جماعة إرهابية، أن يتحرك داعماً للكيان بالعودة إلى استهداف اليمن، وسوف يكون الردّ اليمني، عودة الى قصف السفن والحاملات الأميركية واستطراداً استهداف عمق الكيان بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
– ضغط الاستحقاق الذي حدّده اليمن يفرض حسم الخيارات سريعاً في واشنطن وتل أبيب وتقييم الخيارات واتخاذ القرارات، فإن كانت العودة إلى الحرب داهمة، فيجب الحسم بمصير التفاوض قبل حلول الأجل، إما بإعلان التوصل الى اتفاق ولو جزئي يضمن إدخال المساعدات تفادياً لبدء التحرك اليمني، وهذا يعزز وضع حماس التفاوضي، أو إعلان الاتفاق الكامل، وهذا يعني أن الضغط اليمني لعب ورقة القوة لصالح المقاومة، أو الانسحاب من المفاوضات على قاعدة التسليم بالفشل واعتبار خيار الحرب حتمياً، وهذا يعني مخاطرة كبرى، بمصير الأسرى من جهة، والفشل العسكري في غزة والبحر الأحمر مجدداً، لكن الحماقة لم تصبح خارج التاريخ بعد، وكل شيء وارد.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى