أخيرة

لن يفلّ الحديد إلا الحديد…

 

يبدو أنّ رغبة أولئك الذين يضربون بسيف «إسرائيل»، ويشعرون بأنّ النصر التكتيكي الذي حققه هذا الكيان القاتل هو نصرهم، وأنّ عليهم أن يراكموا المكاسب نتيجة لهذا «النصر»، يبدو أنّ هذه الرغبة الجامحة أصابت عيونهم بالعمى فلم يلحظوا، برغبتهم او بدون رغبتهم، أننا بإزاء عدوّ قرّر ذاتٍ فجأة ان يخوض حروبه من الآن فصاعداً ضدّ الأطفال والنساء، وقرّر أيضاً، وبموازاة ذلك القرار الوحشي، أن لا يبالي بخسران كلّ الشارع العالمي، وأن تتحطّم سرديته، التي خدع العالم بها لقرن من الزمان، كما تتحطّم آنية الفخار شظايا وقطعاً متناثرة لا سبيل إلى إعادة لصقها وتجميعها…
لم يعد يبالي بأن يُدان من قبل «المجتمع الدولي» بارتكاب جرائم حرب أو إبادة جماعية، لقد قرّر هؤلاء السادرون في إدانة المقاومة لمكاسب ومنافع دنيوية أنّ المقاومة قد فقدت المقدرة على الردع، وأنّ العدو يصول ويجول ويدمّر كما يشاء بلا رادع وبلا مانع، ونسوا أو تناسوا أنّ العدو بتكتيكه الوحشي الإجرامي هذا سيردّ على أيّ عمل مقاوم شرعيّ ضدّ الاحتلال، بضرب المدنيين، أطفالاً ونساءً وشيوخاً ومسعفين وصحافيين، وسيجتهد في قتل أكبر عدد منهم حتى لا تفكر المقاومة لثانية واحدة بالمقاومة…
المقاومة لم تفقد قدرة الردع أبداً، المقاومة وجدت نفسها بإزاء عدو ليس له مثيل في التاريخ، تتصدّى له في ميدان القتال، وتنازله رجلاً لرجل، فيطلق ساقيه للريح، ويجهش بالبكاء خوفاً من الموت، ولكنه بدلاً من القتال قتال الرجال، يطلق العنان لكلّ تكنولوجيا القتل لديه ولدى الغرب الفاجر الفاشي ليقتل أكبر كمّ من الأبرياء، الذين تحميهم كلّ شرائع الأرض، وتحرّم إيذاءهم في حالة الحرب، وتعتبر كلّ من يناقض ذلك مجرم حرب يستحق أقسى درجات العقاب…
المقاومة الآن هي في حالة تأمّل وتفكير عميقين لاجتراح مقدرة تكتيكية واستراتيجية تجبر العدو، بالجبر وبالقوة الماحقة على ترك هذا النمط من القتال الجبان، والعودة إلى سوح القتال الرجولي الأخلاقي الذي سيفضي لا محالة وبالضرورة إلى الزوال المطلق لهذا الكيان اللقيط…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى