ماذا قدّم العرب والمسلمون للحضارة الإنسانية في مجال العلوم الكيميائية؟

العميد البروفسور تيسير حمية العاملي*
في الوقت الذي يرتكب فيه صهاينة اليهود المجرمون المجازر والإبادة الجماعية ضدّ العرب مسيحيين ومسلمين في فلسطين ولبنان، يقوم صهاينة العرب من دواعش وتكفيريين إرهابيين بذبح العرب في سورية من علويين وسنة وشيعة ومسيحيين، ويعطون صورة سوداء قاتمة عن انعدام الإنسانية لدى هؤلاء الذين أشبه ما يُقال عنهم إنهم أسوأ من الأنعام بل أضلّ سبيلا،
وهنا أودّ أن أردّ على هؤلاء المجرمين النازيين على طريقتي الخاصة بإظهار جزء بسيط عما قدّمه العرب والمسلمون للحضارة الإنسانية في مجال علوم الكيمياء…
مقدمة
لقد قدّم العرب والمسلمون إنجازات عظيمة في مجال الكيمياء، وساهموا بشكل كبير في تطوير هذا العلم، حيث وضعوا أسس الكيمياء التجريبية وصقلوا العديد من النظريات. ويعتبر الإمام جعفر بن محمد الصادق مخترع علم الكيمياء بحق وأعظم عالم كيمياء في التاريخ والذي كان جابر بن حيان العالم الكيميائي الشهير أحد طلاب الإمام الصادق كما قال وكرّر مراراً في الكثير من كتبه ومؤلفاته.
من أهم إنجازات العرب والمسلمين في الكيمياء ما يلي:
1 ـ تطوير المنهج العلمي التجريبي:
كان جابر بن حيان والمعروف بأنه «أبو الكيمياء» من أوائل العلماء بعد الإمام جعفر الصادق من الذين اعتمدوا على التجربة والملاحظة في دراستهم، ما جعل الكيمياء علماً قائماً بذاته بدلاً من كونه مجرد فلسفة قديمة.
2 ـ اكتشاف وتحضير العديد من المواد الكيميائية:
كان العرب والمسلمون أوّل من حضّر حمض الكبريتيك (وأطلقوا عليه «زيت الزاج») وحمض النيتريك والماء الملكي (خليط من حمضي الكبريتيك والنيتريك، القادر على إذابة الذهب).
واستخدموا مواد مثل الكحول، والزئبق، والزرنيخ، والكبريت، والملح الصخري في تطبيقات مختلفة.
3 ـ اختراع وتطوير أدوات كيميائية:
صمّم العلماء المسلمون أدوات مثل المِقْطر (لتقطير السوائل)، والإنبيق، والمورِّق، وهي أدوات لا تزال تُستخدم في الكيمياء الحديثة.
4 ـ تطوير عمليات كيميائية جديدة:
طوّر العرب عمليات مثل التقطير، والتبلور، والتسامي، والتكليس، والترشيح، مما ساهم في تقدم الصناعة الكيميائية والصيدلانية.
5 ـ تطبيق الكيمياء في الطب والصيدلة:
استخدم الكيميائيون المسلمون علمهم في صناعة العطور، والأدوية، ومستحضرات التجميل، وكان لهم دور كبير في تأسيس علم الصيدلة الحديث.
6 ـ التأثير على أوروبا:
تُرجمت كتب الكيميائيين المسلمين، مثل كتب جابر بن حيان، والرازي، وابن سينا، إلى اللاتينية، وكانت مصدر إلهام للعلماء الأوروبيين خلال عصر النهضة.
7 ـ إسهامات جابر بن حيان في تأسيس علم الكيمياء
يُعتبر جابر بن حيان (721-815م) أحد أعظم العلماء المسلمين في الكيمياء، وقد ألّف أكثر من 200 كتاب في هذا المجال.
وقد أرسى قواعد الكيمياء التجريبية، وصنّف المواد إلى حيوانية، نباتية، ومعدنية، وهو تقسيم أثر في التصنيفات الكيميائية لاحقاً.
ثم طوّر نظرية الفلزات، التي حاول من خلالها تفسير تكوّن المعادن والتحولات الكيميائية. كما يُنسب إليه اكتشاف ماء الذهب، وهو محلول قادر على إذابة الذهب.
8 ـ تطوير عمليات كيميائية حديثة
لم يقتصر العلماء المسلمون على الاكتشافات النظرية، بل طوّروا عمليات تُستخدم حتى اليوم، منها:
ـ التقطير: استخدموه في تحضير العطور والكحول.
ـ التكليس: تحويل المعادن إلى مسحوق ناعم عن طريق الحرق.
ـ التصعيد (التسامي): تحويل المواد الصلبة إلى غاز دون المرور بالحالة السائلة، مثل تنقية الزئبق.
ـ التبلور: استخدموه لفصل المواد الكيميائية بناءً على اختلاف قابليتها للذوبان.
ـ الترشيح والتبخير: فصل المواد المختلفة باستخدام عمليات دقيقة.
9 ـ الرازي وإسهاماته في الكيمياء التطبيقية
كان أبو بكر الرازي (865-925 م) طبيباً وكيميائياً بارعاً، استخدم الكيمياء في الطب والصيدلة وقد ألّف كتاب «سر الأسرار» الذي شرح فيه العديد من العمليات الكيميائية والأدوات المخبرية وقام بتمييز المواد الكيميائية إلى فئتين: مواد عضوية (مثل المستخلصات النباتية) وغير عضوية (مثل المعادن والأملاح).
وكان أول من استخدم الكحول (الإيثانول) في الطب وعمل على تنقيته بالتقطير.
10 ـ مساهمات ابن سينا في الكيمياء والطب
قدّم ابن سينا (980-1037 م) رغم شهرته في الطب، إسهامات كيميائية مهمة. ورفض أفكار الخيمياء مثل إمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، مؤكداً أنّ التغيّرات الكيميائية لها حدود علمية. واستخدم العمليات الكيميائية في تحضير العلاجات والعقاقير الطبية.
11 ـ تطوير الصناعات الكيميائية
كان الكيميائيون المسلمون أول من استخدم الكيمياء في تطبيقات صناعية، مثل:
ـ تحضير الأحماض (مثل حمض الكبريتيك والنتريك.
ـ صناعة الزجاج، الأصباغ، والصابون، حيث كانوا رواداً في تصنيع الصابون الصلب وتحسين جودته بإضافة مواد عطرية.
ـ صناعة الأحبار والورق، مما ساعد في انتشار العلم والكتابة.
ـ إنتاج المعادن وسبائكها مثل الصلب المحسن بطرق كيميائية.
12 ـ الكتب الكيميائية وترجمتها إلى اللاتينية
انتقلت علوم الكيمياء الإسلامية إلى أوروبا من خلال ترجمة الكتب العربية إلى اللاتينية، وكان لها تأثير هائل على تطور الكيمياء الحديثة.
ومن أشهر الكتب المترجمة:
«كتاب الأسرار» و»كتاب الرسائل السبع» لجابر بن حيان.
كتاب «سر الأسرار» للرازي.
«القانون في الطب» لابن سينا، والذي احتوى على معلومات كيميائية مفيدة للطب.
13 ـ التأثير على الكيمياء الحديثة
مهّدت أساليب البحث والتجربة التي وضعها العلماء المسلمون الطريق لتطور الكيمياء الحديثة.
كما يوجد كثير من المصطلحات الكيميائية المستخدمة اليوم (مثل الكحول، القلوي، الإنبيق) جاءت من العربية.
وألهمت أعمال العلماء المسلمين شخصيات أوروبية مثل روجر بيكون، وروبرت بويل، ولافوازييه، الذين أسّسوا الكيمياء الحديثة.
14 ـ اختراع عمليات فصل جديدة للمواد الكيميائية
إلى جانب التقطير والتكليس، طوّر العلماء المسلمون عمليات جديدة لفصل المواد الكيميائية مثل:
ـ الاستخلاص بالمذيبات: استخدموا هذه التقنية لاستخراج الزيوت العطرية والمكونات الطبية من النباتات.
ـ الترسيب: استخدموه لفصل المعادن المختلفة في عمليات التعدين والتكرير.
15 ـ تحسين صناعة المعادن وصهرها
قام المسلمون بتحسين صهر الحديد وصناعة الصلب الدمشقي، الذي اشتهر بجودته الفائقة واستخدم في صناعة السيوف والأسلحة.
واستخدموا مواد كيميائية مثل الزئبق والزنك في تنقية الفلزات وصقلها وابتكروا تقنيات مبكرة لجلفنة الحديد لحمايته من الصدأ.
16 ـ استخدام الكيمياء في حفظ الطعام
استخدم الكيميائيون المسلمون الأحماض والملحّ في حفظ اللحوم والأسماك وطوّروا تقنيات تبخير الفواكه وتجفيفها للحفاظ عليها لفترات طويلة واستخدموا الخلّ ومواد حافظة طبيعية أخرى لحفظ الأغذية.
17 ـ تطوير مواد التجميل والعطور
كان المسلمون روّاداً في صناعة العطور، حيث استخدموا عمليات التقطير لاستخراج الزيوت العطرية من الورود والنباتات.
واستخدموا الكحل، الحناء، والصابون المعطر في مستحضرات التجميل.
وكانوا أول من صنع الصابون الصلب المعطر باستخدام الزيوت النباتية والقلويات، وهي تقنيات ما زالت تُستخدم في صناعة الصابون اليوم.
18 ـ اكتشافات متعلقة بالصحة والطب
اكتشف العرب والمسلمون العديد من المواد الطبية ذات الفوائد العلاجية، مثل الكحول التي استخدمت كمطهر للجروح.
واستخدموا مركبات مثل أكسيد الزئبق والزرنيخ في العلاجات الجلدية ثم طوّروا تقنيات لتحضير الأدوية المركبة التي تجمع بين مواد كيميائية مختلفة لزيادة فعاليتها.
19 ـ تصنيف المواد الكيميائية
كان العلماء المسلمون أول من صنّف المواد الكيميائية بطريقة علمية. وقد قسم جابر بن حيان المواد إلى ثلاثة أنواع:
ـ مواد متطايرة (مثل الكحول).
ـ مواد معدنية (مثل المعادن والأملاح).
ـ مواد عضوية (مثل الزيوت والدهون).
واعتبر هذا التصنيف حجر الأساس لتطور الكيمياء العضوية وغير العضوية الحديثة.
20 ـ تطبيقات الكيمياء في الهندسة والعمارة
استخدم الكيميائيون المسلمون الجص والكلس في البناء.
وطوّروا مواد مقاومة للماء والرطوبة باستخدام مركبات كيميائية خاصة واستخدموا الأصباغ الكيميائية لصناعة الفسيفساء والزخارف الإسلامية المبهرة.
21 ـ التأثير في الكيمياء الأوروبية والحديثة
تُرجمت كتب الكيميائيين المسلمين إلى اللاتينية وانتشرت في أوروبا خلال العصور الوسطى.
واستند الكيميائي روجر بيكون إلى دراسات جابر بن حيان في تجاربه الكيميائية.
كما استخدم الكيميائي لافوازييه بعض مفاهيم المسلمين في نظرياته حول تركيب المواد والعناصر.
22 ـ اكتشاف مواد جديدة
كان المسلمون أول من حضّر حامض الكبريتيك والنيتريك، وهما مادتان أساسيتان في الصناعات الكيميائية الحديثة.
وطوّروا طرقاً لاستخراج الأمونيا واستخدامها في الأدوية والأسمدة.
23 ـ ابتكار طرق لتنقية المعادن وتحليلها
ابتكر المسلمون تقنيات فصل الذهب عن الفضة باستخدام الأحماض، وهي تقنية تعرف اليوم بـ التنقية بالتحليل الرطب.
واستخدموا التذويب بالأحماض القوية لاختبار نقاء المعادن النفيسة واخترعوا طرقاً لفصل الكبريت والزئبق والزرنيخ من خاماتها الطبيعية.
24 ـ تحسين صناعة الورق والأحبار
استخدم الكيميائيون المسلمون مواد كيميائية لصناعة الأحبار الثابتة التي لا تزول بالماء، مما ساعد في حفظ الكتب والمخطوطات.
وطوّروا تقنيات لتحضير أوراق مقاومة للحشرات والرطوبة باستخدام خليط من المواد الكيميائية الطبيعية واخترعوا الأحبار السرية التي تظهر فقط عند تعريضها للحرارة أو مواد كيميائية معينة.
25 ـ صناعة الزجاج والخزف
كان المسلمون من أوائل من استخدم أكاسيد المعادن مثل أكسيد الرصاص والمنغنيز لتحسين جودة الزجاج وصبغه بألوان زاهية.
وابتكروا تقنيات لحفر الزجاج باستخدام الأحماض، وهي طريقة مهّدت لصناعة الزجاج المزخرف في أوروبا.
ثم أدخلوا تحسينات على صناعة الخزف المطلي، الذي انتشر لاحقاً في أوروبا كالبورسلين.
26 ـ الكيمياء الحربية وصناعة البارود
كان المسلمون من أوائل من فهموا خصائص الملح الصخري (نترات البوتاسيوم) واستخدموه في تركيب البارود.
وطوّروا مواد متفجرة محسنة لاستخدامها في الحروب، وهو ما نقلته أوروبا عنهم خلال الحروب الصليبية واستخدموا الكيمياء في صناعة الدروع المقاومة للصدأ والأسلحة ذات الحواف الحادة من خلال تحسين عمليات التصلب الحراري للمعادن.
27 ـ الكيمياء الزراعية وتحسين التربة
طوّر الكيميائيون المسلمون أسمدة كيميائية طبيعية باستخدام مخلفات الحيوانات والنباتات وكانوا من أوائل من درسوا تأثير المعادن في خصوبة التربة، مما ساعد في تحسين الإنتاج الزراعي واستخدموا الجير (كربونات الكالسيوم) والكبريت لمعالجة الأراضي القلوية والحدّ من التصحر.
28 ـ إنتاج الصابون والمنظفات الكيميائية
كان المسلمون رواداً في تحضير الصابون الصلب بخلط الزيوت النباتية مع القلويات، وهي نفس الطريقة المستخدمة حتى اليوم.
كما أضافوا مواد معطرة مثل المسك والعنبر لجعل الصابون أكثر جاذبية وطوّروا مواد تنظيف خاصة للغسيل وتطهير الملابس باستخدام مركبات كيميائية مثل البوتاس والصودا الكاوية.
29 ـ اكتشاف تأثير المواد الكيميائية على صحة الإنسان
أدرك العلماء المسلمون مبكراً سمّية بعض المعادن مثل الزئبق والرصاص، وحذّروا من استخدامها في الأدوات المنزلية ثم قاموا بدراسات حول تأثير الأبخرة الكيميائية على الجهاز التنفسي، خاصة الأبخرة الناتجة عن التفاعلات في المختبرات واستخدموا الفحم المنشط في تنقية المياه والتخلص من السموم.
30 ـ تأسيس أول مختبرات الكيمياء
أنشأ العلماء المسلمون مختبرات متكاملة لتحضير المواد الكيميائية وإجراء التجارب، وهو مفهوم لم يكن موجوداً عند الإغريق أو الرومان واستخدموا أجهزة تقطير وتبخير وتحليل مشابهة لما يُستخدم اليوم في مختبرات الكيمياء الحديثة.
ثم وضعوا إجراءات صارمة لضمان دقة التجارب، مثل تكرار التجربة أكثر من مرة قبل الوصول إلى نتيجة نهائية.
31 ـ التأثير في الكيمياء الصناعية الحديثة
طوّر المسلمون أساليب استخراج الأحماض وتحضيرها وقد أصبحت أساساً للصناعات الكيميائية الحديثة.
وطوّروا تقنيات لصبغ الأقمشة باستخدام مواد طبيعية مثل النيلة والقرمز، وهي تقنيات ما زالت تُستخدم في صناعة الأصباغ اليوم.
واستخدموا القطران والمواد الكيميائية المستخرجة من النباتات لصناعة الأدوية والمراهم العلاجية.
32 ـ تأثير الكيمياء الإسلامية على أوروبا
وقد انتقلت كتب جابر بن حيان، والرازي، وابن سينا إلى أوروبا بفضل الترجمة، وكانت من الكتب الأساسية التي درسها العلماء الأوروبيون لفترات طويلة. وقد تبنّى المفكر الأوروبي روجر بيكون المنهج التجريبي الذي وضعه المسلمون في الكيمياء.
أما الكيميائي لافوازييه، الذي يُعرف بأنه «أبو الكيمياء الحديثة»، استند إلى العديد من الأفكار التي وضعها العلماء المسلمون حول التفاعلات الكيميائية.
33 ـ استخدام الكيمياء في الطباعة والتلوين
وقد طوّر المسلمون أحباراً كيميائية مقاومة للتلف، مما ساعد في حفظ المخطوطات والكتب القديمة.
كما استخدموا مواد كيميائية لتثبيت الألوان في الأقمشة والورق، وهي تقنيات ساعدت في تطور فن الطباعة لاحقاً.
34 ـ اكتشاف طرق جديدة لصناعة العطور والمستحضرات الطبية
وابتكروا تقنيات جديدة لاستخلاص الزيوت العطرية باستخدام التقطير البخاري.
واستخدموا الكحول النقي كمذيب في صناعة العطور، وهي تقنية لا تزال مستخدمة في صناعة العطور الحديثة.
ثم طوّروا مراهم وأدوية تعتمد على الكبريت والزئبق لعلاج الأمراض الجلدية.
35 ـ تصحيح الأخطاء القديمة في الكيمياء
رفض العلماء المسلمون نظريات الإغريق الخاطئة حول إمكانية تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب (الخيمياء).
كما أكّدوا أنّ التفاعلات الكيميائية تحكمها قوانين ثابتة، وهي فكرة ساهمت لاحقاً في تطور الكيمياء الحديثة.
وفرّقوا كذلك بين العمليات الكيميائية الحقيقية والتفاعلات التي تعتمد فقط على التغيرات الفيزيائية.
36 ـ اكتشاف وتطوير المواد اللاصقة والمذيبات الكيميائية
وقد طوّر الكيميائيون المسلمون مواد لاصقة طبيعية باستخدام الصمغ والنشا والمواد العضوية واستخدموا مذيبات كيميائية لاستخراج الزيوت العطرية والمواد الطبية من النباتات، مثل الإيثانول، الذي استخدموه كمذيب طبي وكحول معقم. وطوّروا مواد مانعة للتسرّب استُخدمت في العمارة وحفظ المخطوطات من الرطوبة.
37 ـ صناعة الأحجار الكريمة الاصطناعية
استخدم المسلمون التفاعلات الكيميائية لتغيير لون الأحجار الكريمة وتحسين جودتها وطوّروا تقنيات لصنع أحجار مزيفة تشبه الألماس والزمرد باستخدام مركبات كيميائية محددة.
واستعملوا أكسيد الرصاص لإضفاء لمعان خاص على الأحجار الزجاجية المستخدمة في المجوهرات.
38 ـ الكيمياء البيئية ومعالجة المياه
كان المسلمون من أوائل من اهتمّوا بتنقية المياه، حيث استخدموا الفحم المنشط والرمل والترشيح بالأحجار لتنقيتها واستخدموا الشبّة (كبريتات الألمنيوم) كمادة لتنقية المياه وتعقيمها، وهي طريقة ما زالت مستخدمة في محطات تنقية المياه الحديثة.
كما طوّروا مواد طبيعية لمعالجة التربة الملوثة وتحسين خصوبتها باستخدام الجير والكبريت.
39 ـ الكيمياء في الأصباغ والدهانات
وطوّر العلماء المسلمون أصباغاً كيميائية مقاومة للماء والتلف باستخدام مواد مثل الكبريت والنحاس والرصاص واستخدموا أكاسيد المعادن لإنتاج ألوان جديدة في صناعة الزجاج والخزف.
وطوّروا كذلك تقنيات لحفظ الألوان من البهتان، مما ساهم في تطور الزخرفة الإسلامية والفن الإسلامي.
40 ـ الكيمياء في الطب وعلم السموم
أسّس المسلمون علم السموم والترياق، حيث درسوا تأثير المواد السامة على الجسم وطوّروا مضادات السموم.
واستخدموا الكبريت والزئبق في علاج الأمراض الجلدية، وهي تقنيات ما زالت مستخدمة في طب الأمراض الجلدية الحديث.
وطوّروا أدوية تحتوي على مركبات كيميائية، مثل الزرنيخ والكافور والمسك لعلاج الأمراض المختلفة.
41 ـ اختراع المواد الحافظة للكتب والمخطوطات
طوّر العرب والمسلمون مواد كيميائية لحفظ الورق والمخطوطات من التلف، مثل استخدام مزيج من الشمع والزيوت لمنع الرطوبة.
واستخدموا الأعشاب العطرية والمواد الكيميائية الطبيعية لحماية الكتب من الحشرات والتعفن واكتشفوا تأثير الأحماض الضعيفة في تقوية الورق، وهي فكرة مهدت لحفظ الوثائق القديمة.
42 ـ الكيمياء في الهندسة المعمارية
طوّر المسلمون مواد بناء مقاومة للماء باستخدام الجير والرمل والرماد البركاني واستخدموا القطران والراتنج لعزل المباني من الرطوبة والتآكل.
كما ابتكروا أنواعاً من الإسمنت الطبيعي كانت تُستخدم في بناء القلاع والمساجد الكبيرة.
43 ـ تطوير تقنية التقطير وتحسين المشروبات والأدوية
كان المسلمون رواداً في تطوير تقنية التقطير، والتي استخدمت لاحقاً في صناعة العطور، والمشروبات، والأدوية.
واستخدموا تقنيات التقطير لاستخلاص الزيوت العطرية، مثل زيت الورد وزيت الياسمين.
كما ساهموا في تطوير المشروبات غير الكحولية عبر استخدام العمليات الكيميائية لتكرير السكر والعصائر الطبيعية.
44 ـ الكيمياء في تصنيع الأسلحة والدروع
استخدم المسلمون الكيمياء لتحسين جودة المعادن المستخدمة في صناعة السيوف والدروع، مثل الصلب الدمشقي الشهير. واستخدموا مركبات كيميائية لحماية الأسلحة من التآكل والصدأ. وطوّروا مواد قابلة للاشتعال استُخدمت في الحروب، مثل النفط المحترق والأسلحة الكيميائية البدائية.
45 ـ تطبيقات الكيمياء في الفلك
واستخدم المسلمون المركبات الكيميائية لصناعة العدسات الزجاجية المستخدمة في المراصد الفلكية وطوّروا مرايا عالية الجودة باستخدام الفضة والزئبق، مما ساهم في تطور التلسكوبات.
واستخدموا الأصباغ الكيميائية لصبغ الأوراق والرسومات الفلكية التي كانوا يستخدمونها في دراسة الكواكب والنجوم.
46 ـ إدخال مفاهيم جديدة في علم الكيمياء
أدرك العلماء المسلمون أن التفاعلات الكيميائية لا تعتمد فقط على الحرارة، بل على عوامل أخرى مثل الضغط والتركيز.
وقاموا بتحديد أوزان الذرات والجزيئات بشكل تقريبي، وهو ما مهّد الطريق لنظرية الذرات الحديثة وابتكروا نظريات حول حفظ المادة وتحولها، والتي أصبحت أساساً لقوانين الكيمياء الحديثة.
47 ـ تأثير الكيمياء الإسلامية على الثورة الصناعية
طور العلماء المسلمون أساليب التكرير وتنقية المعادن حتى أصبحت الأساس لصناعة المعادن الحديثة.
وتمّ استخدام تقنيات التقطير وصناعة الأحماض لاحقاً في الصناعات الكيميائية الكبرى.
كما عرفوا باستخدامهم المبكر للمواد الكيميائية في الطب والصيدلة مما مهّد الطريق لصناعة الأدوية الحديثة.
48 ـ استخدام المواد الكيميائية في صناعة الفخار والزجاج
طوّر المسلمون تقنيات لصناعة الزجاج الملون باستخدام أكاسيد المعادن واخترعوا طرقاً لتحسين جودة الفخار باستخدام الطلاء الزجاجي المقاوم للماء واستخدموا الرصاص والقصدير لصنع مرايا عاكسة أكثر كفاءة.
49 ـ اكتشاف مواد جديدة لم تكن معروفة سابقاً
كان المسلمون من أوائل من عزلوا الزرنيخ والزئبق كمواد كيميائية نقية واكتشفوا أن الكبريت عند تسخينه مع بعض المعادن ينتج مركبات جديدة ذات خصائص فريدة.
ثم درسوا طبيعة الأمونيا والغازات الكيميائية الأخرى، مما ساهم في تطور الكيمياء الحديثة.
50 ـ إنشاء موسوعات كيميائية تفصيلية
كتب العلماء المسلمون موسوعات ضخمة في الكيمياء، مثل:
«كتاب السر المكتوم» لجابر بن حيان، الذي يحتوي على مئات التجارب الكيميائية.
«الحاوي في الطب» للرازي، والذي يحتوي على وصف دقيق لاستخدام المواد الكيميائية في العلاجات الطبية.
«رسائل إخوان الصفا»، التي تناولت العديد من التطبيقات الكيميائية والفيزيائية.
51 ـ تطوير تقنيات التحليل الكيميائي
ابتكر العلماء المسلمون أساليب تحليل دقيقة لمعرفة مكونات المواد، مثل التحليل الوزني (المعادلة الوزنية للمواد قبل وبعد التفاعل) واستخدموا الكروماتوغرافيا البدائية لفصل المواد الكيميائية حسب ذوبانها في مذيبات مختلفة، وهو مبدأ أساسي في الكيمياء التحليلية الحديثة وطوروا أساليب قياس الكثافة والنقاوة للسوائل والمعادن باستخدام موازين دقيقة.
52 ـ التقدم في مجال الوقود والطاقة
استخدم العلماء المسلمون أنواعاً مختلفة من الوقود الكيميائي، مثل الكحول والنفط والقطران، لتحسين مصادر الطاقة. وطوّروا تقنيات استخراج الزيوت القابلة للاشتعال من النباتات لاستخدامها في المصابيح والإضاءة. ودرسوا كيفية زيادة كفاءة الاحتراق وتحسين الطاقة الحرارية باستخدام نسب دقيقة من الأكسجين والوقود.
53 ـ ابتكار تقنيات لحفظ الأغذية باستخدام الكيمياء
كما استخدموا الأملاح والمعادن مثل نترات البوتاسيوم لحفظ اللحوم والأسماك لفترات طويلة وطوّروا تقنيات تجفيف الفواكه والخضروات باستخدام مواد كيميائية طبيعية للحفاظ على العناصر الغذائية واستخدموا الأحماض العضوية مثل الخل والليمون كمضادات طبيعية للميكروبات في الطعام.
54 ـ الكيمياء في صناعة النسيج
طوّر المسلمون أصباغاً كيميائية ثابتة لصناعة المنسوجات الملونة، مثل صبغة النيلة الطبيعية واستخدموا مواد كيميائية لتنعيم الأقمشة وجعلها أكثر مقاومة للتآكل وطوّروا تقنية التبييض الكيميائي باستخدام مركبات الكبريت والكلور، وهي تقنية ما زالت مستخدمة اليوم.
55 ـ تطوير تقنيات التخمير والتقطير في الصناعات الغذائية
استخدم العلماء المسلمون التخمير الكيميائي لصناعة الخل واللبن والجبن، مع التحكم في درجة الحموضة وطوّروا تقنيات تقطير العطور والمشروبات الطبية، مما ساهم في تقدم علم الأدوية والصيدلة. ثم قاموا بإنتاج المحاليل السكرية المركزة باستخدام عمليات التبلور الكيميائي.
56 ـ دراسة الغازات والهواء
اكتشف المسلمون أنّ الهواء يتكوّن من عدة غازات وليس مادة واحدة كما كان يُعتقد سابقاً وطوّروا تجارب لمعرفة تأثير الضغط الجوي والحرارة على الغازات، وهو ما ساعد لاحقاً في تطوير قوانين الغازات الحديثة. كما أدركوا أنّ الاحتراق يحتاج إلى الأكسجين، مما مهد لفهم تفاعل الأكسدة والاختزال.
57 ـ الكيمياء في الطب والتخدير
استخدم الأطباء المسلمون مركبات كيميائية مثل الأفيون والكحول في عمليات التخدير الجراحي وطوّروا أدوية تعتمد على الكبريت والزئبق لعلاج الأمراض الجلدية والالتهابات. وابتكروا مراهم كيميائية تحتوي على معادن مثل النحاس والحديد لعلاج الجروح والحروق.
58 ـ فهم طبيعة التفاعلات الكيميائية
قام العلماء المسلمون بتجارب مكثفة على سرعة التفاعل الكيميائي وتأثير الحرارة والضغط عليه وأدركوا مفهوم التوازن الكيميائي وأهمية النسب المحددة للمواد المتفاعلة للحصول على نتائج دقيقة.
كما درسوا تحوّلات المادة من حالة إلى أخرى، مثل التبخر والتكثيف والانصهار، ووثقوا هذه الظواهر بشكل علمي.
59 ـ الكيمياء في صناعة الورق والحبر
طوّر المسلمون أحباراً كيميائية مقاومة للماء والتلف، مما ساعد في حفظ المخطوطات واستخدموا الأصباغ المعدنية لصنع أحبار ملونة تدوم لفترات طويلة وطوّروا ورقاً معالجاً كيميائياً ليكون أكثر مقاومة للحريق والرطوبة.
60 ـ الكيمياء في تحضير المعادن واستخدامها
أدخل المسلمون تقنيات الطلاء المعدني لحماية الأدوات من التآكل والصدأ واستخدموا الرصاص والزنك في صناعة السبائك المعدنية، وهي تقنيات مهدت لصناعة الفولاذ المقاوم للصدأ وابتكروا طرقاً لفصل المعادن عن خاماتها باستخدام التفاعلات الكيميائية.
61 ـ تطوير أدوات وأجهزة المختبر الكيميائي
صمّم العلماء المسلمون أدوات مختبرية جديدة مثل:
ـ المقطرات لتحضير الأحماض والزيوت العطرية.
ـ الموازين الكيميائية لقياس كميات دقيقة من المواد.
ـ الأفران الحرارية المستخدمة في صهر المعادن وتجارب الكيمياء الحرارية.
وتعتبر هذه الأجهزة الأساس لتطور المختبرات الكيميائية الحديثة.
62 ـ تحسين تقنيات التعدين واستخراج الفلزات
ابتكر العلماء المسلمون طرقاً كيميائية جديدة لاستخراج المعادن من الصخور الخام وطوروا تقنيات صهر جديدة تعتمد على مزج الفلزات بمواد كيميائية للحصول على سبائك أقوى واستخدموا الأحماض في إذابة بعض الفلزات وفصل الشوائب عنها.
63 ـ تطوير علوم التآكل وحماية المعادن
فهم المسلمون تأثير الرطوبة والهواء على المعادن، فطوروا طرقاً لحمايتها باستخدام الزيوت والورنيشات الكيميائية.
واستخدموا مواد مثل القطران والشمع لحماية الأخشاب والمعادن من التآكل وطوّروا أغلفة معدنية رقيقة لحماية الأدوات والأسلحة من الصدأ.
64 ـ إدخال مفاهيم جديدة في الكيمياء الصناعية
واستخدموا الكيمياء في تحسين جودة المواد الإنشائية مثل الجص والطوب وطوّروا مواد كيميائية مقاومة للحريق، مثل الطلاءات المصنوعة من المعادن والأملاح واستخدموا المحاليل الكيميائية في دباغة الجلود، مما جعل الجلود أكثر مرونة وقوة.
65 ـ نشر العلم الكيميائي عبر الكتب والموسوعات
كتب العلماء المسلمون موسوعات كيميائية ضخمة، مثل:
ـ “السر المكتوم” لجابر بن حيان.
ـ “سر الأسرار” للرازي، الذي شرح فيه طرق تحضير الأدوية والمواد الكيميائية.
ـ “الشفاء” لابن سينا، الذي تناول فيه الجوانب الكيميائية للأدوية والعلاجات.
وقد شكلت هذه الكتب أساساً لتقدم الكيمياء في أوروبا خلال عصر النهضة.
وفي الختام…
فإنّ إسهامات العلماء العرب والمسلمين في الكيمياء كانت هائلة وشملت الصناعة، والطب، والهندسة، والزراعة، والصيدلة، وأسّست لما يُعرف اليوم بالكيمياء الحديثة. لقد كانوا رواداً في تطوير المنهج التجريبي والتطبيقي، مما ساعد في جعل الكيمياء علماً دقيقاً له تطبيقات واسعة في حياتنا اليومية.
*مهندس في الكيمياء الصناعية