هيئة الإسعاف الشعبي أقامت حفل إفطارها السنوي في فندق الكومودور بمشاركة «القومي»
حديد: المقاومات الشعبية البطلة عبرت عن روح أصالة هذه الأمة المجاهدة التي لا تقبل الضيم ولا تستسلم لظالم برفض الاحتلال ومقاومته في لبنان وفلسطين

أقامت هيئة الإسعاف الشعبي حفل إفطارها السنوي في فندق الكومودور، بمشاركة ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب النائب محمد خواجة ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدد من النواب ووزراء سابقين وممثلي المؤسسات العسكريّة والأمنيّة والدينيّة والأحزاب والقوى والفصائل ورجال الدين ودبلوماسيون وفاعليات.
تخلل الحفل تكريم وزير الصحة السابق الدكتور فراس الأبيض، المناضل الفلسطيني طلال أبو غزالة، أمين عام منبر الوحدة الوطنية الأستاذ خالد الداعوق، الإعلاميّة سمر أبو خليل، الجراح الدكتور كمال بخعازي، البروفيسور نزار بيطار، ونائب نقيب المحرّرين السابق الراحل الأمير سعيد ناصر الدين.
تحدّث في الحفل رئيس هيئة الإسعاف الشعبي عماد عكاوي فأكد أن هيئة الإسعاف الشعبي منتشرة في معظم المحافظات اللبنانية وقد وجدت بقرار مفصليّ من فقيدنا الكبير كمال شاتيلا لخدمة المجتمع بدون تمييز، وأعلن أن العدد الإجمالي لخدمات الإسعاف منذ تأسيسها في العام 1979 إلى اليوم تعدّى خمسة ملايين خدمة.
ثم تحدّث وزير الصحة السابق الدكتور فراس الأبيض، شاكراً هيئة الإسعاف الشعبي، وموجّهاً التحية للدكتور الجراح كمال بخعازي، ومشدداً على أن طوال حياته العملية حرص أن يكون حامل رسالة الطب النبيلة، وهذا ما كرّسه خلال تسلمه مسؤولية مستشفى بيروت الحكومي ووزارة الصحة والتي تخلل تلك الفترة اجتياح جائحة كورونا، ثم العدوان الصهيوني على لبنان. ونوّه بجهود كل المؤسسات الصحية والإنسانية وبخاصة خلال فترة العدوان.
الإعلامية سمر أبو خليل شكرت هيئة الإسعاف الشعبي وحيّت كل المؤسسات الصحيّة التي قدمت جهوداً كبيرة خلال العدوان الصهيوني على لبنان، مشددةً على أن زرع السرطان الصهيوني في منطقتنا تجعلنا جميعاً مقاومين لهذا العدو بمختلف سبل المقاومة، وتجعلنا دائماً محكومين بالأمل والمقاومة، داعية إلى الارتقاء بالخطاب والكلمة القوية في مواجهة الأخطار والتحديات.
المناضل الفلسطيني ورئيس مجموعة طلال أبو غزالة وبكلمة مصوّرة، وجّه التحية لهيئة الإسعاف الشعبي على نشاطها في مختلف المجالات الصحية والاجتماعية في خدمة المجتمع، مشدداً على أن خدمة المجتمع هي جزء من رد الجميل لهذا المجتمع، موجهاً الشكر لهيئة الإسعاف الشعبي على هذا التكريم، مشدّداً على أن قضية فلسطين هي قضية تحرير وطن وهذا ما سيتحقق، وموجهاً التحية للمقاومين الذين تصدوا ويتصدون للعدو الصهيوني.
من جهته وجّه الدكتور كمال بخعازي رسالة شكر للإسعاف الشعبي على التكريم، منوّهاً بجهودها والعلاقة التاريخية التي تجمعه بها.
بعد تسليم الدروع التكريمية، تحدّث رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال حديد مرحباً بالحضور في رحاب هيئة الإسعاف الشعبي، مستذكراً بالخير والوفاء راعي هيئة الإسعاف الشعبي ومؤسسها القائد كمال شاتيلا رحمه الله، الذي بنى المؤسسات الشعبية الاتحادية وحرص باستمرار على إحياء ورعاية هذه المناسبة، لما لها من بعد روحي إيماني وفعل اجتماعي بتدعيم وتوسيع خدمات الإسعاف الشعبي في مختلف المناطق اللبنانيّة، فضلاً عن تكريس قيمة الوفاء بتكريم سنوي مستمر لنخب من الشخصيّات اللبنانية والعربية، قامت بأدوار بناءة في مجالات عملها في خدمة المجتمع والوطن والأمة.
وشدّد على الحاجة إلى تمسّك مجتمعاتنا العربية والإسلامية بوحدتها وحريتها وكرامتها في مواجهة التحديات، التي يأتي في طليعتها التحدّي الصهيونيّ الذي يتصاعد وسط حالة خطيرة من التفكك الاجتماعي والسياسي في الكيانات العربية التي يشهد بعضها صراعات التقسيم والتفتيت وضياع الهوية الأصيلة لحساب القوى الطامعة والساعية للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها ومصادرة مستقبلها في موقعها المميّز وسط العالم.
وشدّد حديد على دور المقاومات الشعبية البطلة التي عبرت عن روح الأصالة برفض الاحتلال ومقاومته في لبنان وفلسطين، وما استنفرته من إسناد عربي في مواقع مختلفة، وليس هذا غريباً عن روح هذه الأمة المجاهدة التي لا تقبل الضيم ولا تستسلم لظالم.
وأكد حديد أن مؤتمر القمة العربية غير العادية في القاهرة عبّر بقوة عن رفض مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة ومن الضفة، وتبنّى المشروع المصري العربي المضاد بتثبيت الوجود الفلسطيني على أرضه والتزام إعادة الإعمار لما تهدم من مرافق الحياة. وهذا مما يعتبر مؤشراً يبشر بالأمل بشرط أن يترافق ذلك مع خطة عمليّة والتزامات عربية واضحة أساسها وحدة الشعب الفلسطيني في كفاحه ونضاله المشروع فوق كل شبر من أراضيه.
وحول الواقع اللبناني رأى حديد أن المطلوب اليوم وطن قوي بوحدة أبنائه ومقوّمات قوته في مواجهة الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية، والتصدّي للفساد وبناء الدولة القوية القادرة والعادلة، وفق مندرجات اتفاق الطائف.
وختم حديد كلمته بتوجيه التحية لأرواح الشهداء الذين ارتقوا على طريق تحرير فلسطين والتصدّي للعدوان الصهيوني وعلى رأسهم القادة الشهداء السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، وإسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف، كما حيّا كلّ من يواجه الصهينة والاستعمار وحركات التطرّف والتكفير والتقسيم والشرذمة.