أنشطة قومية

رحيل الفنان القدير أنطوان كرباج بعد مسيرة حافلة بالإبداع المسكون بقيَم البذل وصدق الانتماء / عميد الثقافة والفنون الجميلة في «القومي»: الراحل عبّر عن أحلامه وآماله وقدَّم صورة حية للهوية الثقافية القومية التي اعتنقها عن إيمان وقناعة

 

غيّب الموت الفنان القدير الملتزم أنطوان كرباج عن عمر ناهز التسعين عاماً، بعد مسيرة حافلة بالإبداع المسكون بقيم البذل والانتماء.
والراحل من مواليد بلدة زبوغا – المتن الشمالي 1935، تلقى علومه في المدرسة الرسمية، ودرس مادتي التاريخ والجغرافيا في دار المعلمين وتخرّج من الجامعة اليسوعية. وانتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في أواخر خمسينيات القرن الماضي.
تزوّج من الشاعرة والصحافية والرسامة (لور غريب) عام 1966، ولديهما ثلاثة أولاد هم: (وليد، رولا، مازن).
بدأ نشاطه المسرحي على مسرح الجامعة، وأول عمل مسرحي شارك فيه كان في المغرب عبر مسرحية (أطلال وليل)، وبعدها تعاون مع (منير أبو دبس) حتى عام 1968 الذي انتقل فيه إلى الرحابنة. إلى جانب هذا فقد قدّم العديد من الأفلام بداية من (غارو) عام 1965، وكذلك (سفر برلك) عام 1967، وجاءت مشاركته في الدراما عام 1974 عبر مسلسل (البؤساء).
في مسلسل “رماد وملح” 1996، وقف كرباج بوجه المحتلين في 1982 وقال لهم: أنتم تقتلعون شجر الزيتون لأنكم أعداء السلام.
عاد إلى بعلبك مع السيدة فيروز بعد غيبة عشرين سنة من الحروب قبل أن يرحل الفنان منصور الرحباني وشاويش مسرحهم وليم حسواني.
قام ببطولة فيلم “نساء في خطر” وحين وقف على خشبة المسرح في “أمرك سيدنا” دون أن يخشى تهديدات أسياد الحرب على أنواعهم.
ومن أبرز أعماله المسرحيّة:
ماكبث – شكسبير (مهرجان جبيل، 1962) أوديب ملكًا – سوفوكليس (بيروت وباريس، 1966)، هاملت – شكسبير (مهرجانات بعلبك الدّوليّة)، فاوست – غوته (1968) ومسرحيّات “صح النوم”، “جبال الصوان”، “يعيش يعيش” – مع الأخوَين رحباني، “صيف 840 (1987)”، بليلة قمر – فرقة كركلا (2000) ألف ليلة وليلة (2002-2003)، حكم الرّعيان (2004- 2005)، نقدّم لكم وطن (2012.

عميد الثقافة والفنون الجميلة 
في الحزب السوري القومي الاجتماعي ينعاه

عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور كلود عطية نعى الفنان الكبير أنطوان كرباج قائلاً:
فقدنا برحيله واحداً من أبرز الأعلام الفنية والثقافية في أمتنا. فهو قدّم الكثير للفن والثقافة في لبنان والعالم العربي. إن إرثه الفنيّ يعكس التزامه العميق بالقيم الجمالية والثقافية التي أسهمت في إثراء مسيرة الفن العابر لكل الحدود التعصبية والطائفية. فكان خير معبّر عن نظرتنا الجامعة الموحّدة للحياة والكون والفن.
وفاة الفنان أنطوان كرباج تشكل خسارة فادحة ليس فقط في مجال المسرح والسينما، بل في تاريخ الحركة الثقافية في بلادنا، التي هي بأمسّ الحاجة إلى أبناء الحياة من أمثاله، الذين يعكسون في أعمالهم قيم الحق والخير والجمال.
كان الراحل رمزًا للإبداع والتفرّد. من خلال أعماله، نقل معاناة شعبه، وعبّر عن أحلامه وآماله، وقدَّم صورة حية للهوية الثقافية القومية التي اعتنقها عن إيمان وقناعة.
الحزب السوري القومي الإجتماعي، يعلن عن اعتزازه بما قدّمه الراحل الكبير من إسهامات ستظل خالدة في الذاكرة الفنية والإنسانية. وإننا نؤكد التزامنا باستمرار مسيرته، وحمل لواء الرسالة الثقافية التي طالما كان أنطوان كرباج من أبرز أبطالها كأمثال رفقائه ميشال نبعه ومحمد شامل ورفيق سبيعي وأديب حداد وبيار جامجيان.
التحية لروح أنطوان كرباج والعزاء لعائلته والبقاء للأمة.

.. ونقيب الممثلين في لبنان

نقابة ممثّلي المسرح والسّينما والإذاعة والتّلفزيون في لبنان، نعت الممثّل والمسرحي أنطوان كرباج.
وكتب نقيب الممثّلين في لبنان نعمة بدوي: “أنطوان كرباج في ذمة الله… غادرنا عظيم من بلادنا. بدأ حياته ملكًا وبقي كذلك طيلة مسيرته الفنّيّة. هامة مسرحيّة ودراميّة أغنت المكتبة الإبداعيّة بالعديد من الأعمال العظيمة، خاصّة على المسرح الجادّ والاستعراضيّ مع العمالقة الأخوين رحباني والرّمز اللبنانيّ السّيّدة فيروز. فنّان كبير، متواضع، وإنسانيّ إلى أبعد الحدود. سيبقى خالدًا بأعماله العظيمة وسيرته العطرة، وفي قلوبنا وضمائرنا ووجداننا.”
وأضاف: “إنّ نقابة ممثّلي المسرح والسّينما والإذاعة والتّلفزيون في لبنان تنعى إليكم النّقيب الأسبق الفنّان أنطوان كرباج وتتقدّم من أبنائه وعائلته وجميع رفقائه والفنّانين في لبنان والعالم العربي بأحرّ التّعازي. رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته، لتكن نفسه في السّماء”.
كما نعى عدد كبير من الفنّانين الرّاحل بكلمات مؤثّرة، معبّرين عن حزنهم لفقدان هذه القامة الفنّيّة العملاقة.

فواخرجي

الممثّلة سلاف فواخرجي ودّعته بكلمات مؤثرة: “الكبير فنًّا وعلمًا وأخلاقًا، وداعًا أنطوان كرباج. كنت إضاءة في مسيرتي الفنّيّة والإنسانيّة، ووقفتُ أمامك وعملتُ معك وتعلّمتُ منك كلّ ما هو جميل. مَن عرفك عن قرب يدرك تمامًا ما أعني. خالص العزاء لعائلتك وللفنّ اللبنانيّ والعربيّ”.

الخال

ونشرت الممثّلة ورد الخال مشهدًا جمعهما في مسلسل “المحتالة” وكتبت: “زعل على زعل، وغاب خيط من خيوط الشّمس… أنطوان كرباج، قولك يا جِدّي في عدل؟ (من مسلسل المحتالة) لروحك السلام.. إلى اللقاء”.

لطيفة

كما نشرت الفنّانة التّونسيّة لطيفة، مقطعًا من مسرحيّة “حكم الرّعيان” التي جمعتهما، وكتبت: “حزنت جدًّا من كل قلبي لرحيلك أنطوان كرباج، ملك الأخلاق، ملك الفنّ، ملك الالتزام، ملك الحياة. كنت من أهمّ الفنّانين الذين أثّروا بي في حياتي، وكان لي شرف العمل معك في مسرحيّة حكم الرّعيان مع الكبير منصور الرّحباني. كنت أتمنى زيارتك في المستشفى، لكن ظروفك الصّحّيّة كانت المانع. من قدّم فنًّا هادفًا محترمًا مثلك لا يموت”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى