العدوان الأميركي على اليمن.. التصعيد بالتصعيد والحرب بالحرب

حمزة البشتاوي
يبدو أنّ إدارة ترامب تستهين في الحسابات والتقديرات حول الوضع في اليمن، ولذلك تقوم مجدّداً بشنّ عدوان عسكري على اليمن عبر استهداف الأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية، وسط حملات الكذب والتضليل التي تتحدث عن خطر يهدّد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، بينما الحقيقة تشير إلى أنّ الملاحة البحرية سوف تظلّ آمنة من جهة اليمن، لأنّ الحظر اليمني يستهدف السفن “الإسرائيلية” فقط لا غير.
وقد ارتفع منسوب الخوف لدى “الإسرائيليين” بعد انتهاء المهلة التي أعلنها قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لفكّ الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية لمواجهة الحصار وحرب التجويع، وهذا الموقف اليمني الشجاع يؤكد بأنّ اليمن سيبقى درع غزة وسندها ولن يتركها مهما كانت التحديات جراء العدوان الذي تشنّه الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها ضدّ اليمن بالوكالة عن “الإسرائيليين” الذين فشلوا في ميدان المواجهة خاصة البحرية مع القوات المسلحة اليمنية التي أثبت رجالها بأنهم أسياد البحار.
وقد أصبح من المؤكد بأنّ العدوان سيكون مصيره الفشل كغيره من المحاولات التي فشلت في وقف الدعم والإسناد اليمني لغزة وفلسطين.
ويستجيب العدوان الأميركي الحالي على اليمن لمخاوف “الإسرائيليين” ويعبّر كذلك عن فرحتهم بوجود ترامب في البيت الأبيض، حيث يعتبر معظم “الإسرائيليين” بأنهم الآن تحت وصاية إدارة ترامب التي لا ترفض لهم طلباً وتحافظ عليهم أكثر من حكومتهم وتخوض حروباً من أجلهم ضد اليمن بسبب وقوفه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة.
ويعيش “الإسرائيليون” بسبب هذا العدوان حالة من الخوف والقلق الشديد وسط احتمال حصول ردّ يمني من الجو والبحر رداً على هذا العدوان، وقد وصف الخوف الحالي أحد المسؤولين العسكريين الإسرائيليين بقوله: نشعر وكأنهم على بعد كيلومترين وليس 2000 كيلومتر، وهذا يؤكد بأنّ العدوان لن ينجح في معالجة الخوف والقلق الإسرائيلي، أو كسر إرادة الشعب اليمني الذي لن يُهزم ولن يرفع الراية البيضاء، بل سيبقى شوكة في حلق المعتدين، وهذا يستدعي من كلّ الأحرار في العالم وشعوب المنطقة للتحرك العاجل والوقوف مع اليمن الذي يتقدم الصفوف جميعاً بمواجهة المشاريع والأطماع الإسرائيلية والأميركية ودفاعاً عن غزة التي خذلها الكثيرون نتيجة الرضوخ والإذعان للإدارة الأميركية التي فشلت سابقاً وستفشل الآن في كسر الإسناد اليمني الذي سيبقى راسخاً في ذاكرة الأجيال مؤكداً على عمق الانتماء النبيل والموقف النبيل تجاه فلسطين وشعبها المقاوم رغم العدوان الأميركي البريطاني الإسرائيلي الذي سوف يواجهه اليمن على قاعدة التصعيد بالتصعيد والحرب بالحرب، وهذا بالحدّ الأدنى يؤدي إلى اتساع حالة الخوف والهلع لدى الإسرائيليين.