أفكار عابرة…

*عندما يستطيع المواطن العربي، أيّ مواطن على الإطلاق، وإلى أيّ فكرٍ انتمى، أن يقول ما يشاء، وأن يصرخ كما يشاء، عند ذلك فقط تنتهي أزمة الوطن والمواطن، ويبدأ العدّ العكسي لمرحلة حضارية جديدة.
*لا تصدّقوا أبداً أنّ العصر الجاهلي كان عصر الغضب والسفه والنزق، إنما هو أيضاً عصر شعري حضاريّ، لأنّ الشعراء الجاهليين قالوا وغنّوا كما يحلو لهم دون أن يخشَوا «شيخ» قبيلة، وبدون أن يحسبوا حساباً لولائم «الخدم» التي كانت تولم لشعراء ما بعد الجاهلية.
*لا تصدّقوا، يا سادتي، أنّ «إسرائيل» دولة حضاريّة، ولا تصدّقوا أنها حامية للحريات، ولا تصدّقوا أنّ فيها حمائمَ وصقوراً. الكلّ في دولة العدو صقور، والكلّ يسعى إلى رسم «جغرافية» التوراة، حتى ولو وُقّعتْ ألف معاهدة سلام.
*العالم العربي يستنهض، اليوم، مفكّريه… المفكرين الذين بُحّ صوتُهم في السبعينات والثمانينات، أما اليوم فلقد أعطوا لأنفسهم إجازة، ثَمّ ناموا نومة أهل الكهف، فصدئت ألسنتهم، وثُقبت ذاكرتهم، وماتوا من قلّة الكلام.
*المعركة بين العرب والعدو الصهيوني بدأت فعلاً الآن! فالولايات المتحدة الأميركية تسعى لتطبيع العالم العربي مع «إسرائيل» حتى قبل أن تُعقد معاهدات السلام. نسأل أميركا: لماذا لا تطبّع علاقاتها مع كوبا؟ إنهما في حالة سلم… إنما التطبيع ممنوع حتى إشعار آخر. وثمّةَ نماذجُ كثيرة في السياسة العالمية، والعلاقات الدولية تسلّم بالسلام، وترفض التطبيع؛ فأميركا أكثر ملكية من أيّ ملك عندما يكون الأمر متعلّقاً بـ «إسرائيل».
من كتابي «وطن للبيع… فمن يشتري»؟ ـ 1995