لقاء موسع للمهجرين الفلسطينيين من سورية في مخيمات بيروت: صرخة غضب ضد التهميش والتجاهل

في ظلّ التحديات المتزايدة التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية، عُقد لقاء موسع في قاعة الشهيد أحمد مصطفى بمخيم برج البراجنة في بيروت، بدعوة من مجموعة من النشطاء والفعاليات الاجتماعية، بحضورٍ واسع من أهالي مخيمات بيروت.
افتُتح اللقاء بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية وأحرار العالم.
ثم قدّم عضو هيئة إدارة الحياة في مخيم برج البراجنة أحمد سخنيني، عرضاً شاملاً تناول فيه ما وصفه بـ”العدوان الممنهج” على وكالة الأونروا، مؤكداً أنّ استهدافها ليس مجرد أزمة مالية، بل هو مخطط يهدف إلى تقويض أحد أهمّ الأعمدة القانونية التي تعترف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وتُقرّ بمعاناتهم الممتدة منذ النكبة، استناداً لقرار إنشائها رقم 302، وربطاً بالقرار الأممي رقم 194.
كما انتقد سخنيني سياسة الأونروا في التكيف مع العجز المالي على حساب حقوق اللاجئين، مؤكداً أنّ تأخير تقديم المساعدات النقدية للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية للشهر الثالث على التوالي هو دليل على الاستخفاف بمعاناة اللاجئين وظروفهم. وشدد على أن هؤلاء اللاجئين يعتمدون كلياً على المساعدات النقدية لتوفير بدلات الإيجار والغذاء، وأن المساس بها هو حكم بالإعدام البطيء عليهم.
وأضاف: “إنّ اللعب على وتر صبر اللاجئين لم يعد خياراً، والصبر لم يعد فضيلة. التخاذل أمام هذه السياسات يعني دفع اللاجئين نحو الانفجار الاجتماعي، وعلى الجميع أن يدرك خطورة ذلك قبل فوات الأوان.”
وتطرّق اللقاء أيضاً إلى الاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية على الأونروا وحصارها سياسيّاً وماليّاً لتجويفها وشطبها، مما يستوجب ردّاً حازماً من المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية.
وأشار اللقاء إلى الأزمة القانونية التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون القادمون من سورية إلى لبنان، حيث لم يتمّ تجديد إقاماتهم منذ قرابة العام، مما يضعهم في وضع قانوني معقّد، يحرمهم من حقوقهم الأساسية ويجعلهم عرضة للملاحقة والتضييق.
وأكد المشاركون في اللقاء على رفضهم أن تكون المساعدات الغذائية بديلاً عن النقدية، مطالبين بخطة إغاثية صحية تربوية فعلية شاملة ومستدامة تعالج الأزمة من جذورها، بدلاً من الاكتفاء بإجراءات ترقيعية لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات اللاجئين.
وخلص الاجتماع إلى تصعيد التحركات بطابع سلمي حضاري ضاغط، كما تمّ تشكيل لجنة تنسيق على مستوى بيروت لمتابعة برنامج التحركات، على أن يكون أولها اعتصاماً حاشداً أمام مكاتب الأونروا في مخيمات بيروت، في رسالة واضحة بأن صبر اللاجئين قد نفد، وأن الحقوق ليست منّة، بل التزام لا يمكن التهاون فيه.