التعويض…

ما أن أسدل الستار عن واحدة من أكبر الانتكاسات في تاريخ الأمة الحديث، وهو التخلّي المصري عن دورها الرائد في الصراع العربي «الإسرائيلي» بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، والتي تراجع فيها «الاسرائيلي» من سيناء إلى عمق الأراض الفلسطينية المحتلة، ولكنه قفز من حيث ندري ولا ندري إلى قلب القاهرة، ما أن أسدل الستار عن هذا المشهد الدراماتيكي حتى كان الإمام الخميني العظيم يطيح بملك الملوك في طهران، ويستقلّ طائرته مغادراً خيمته في نوفا لوشاتو إلى طهران مكللاً بالنصر المطلق على واحد من أكبر طغاة العصر وحليف مخلص مطيع للأوليغارشية الغربية وربيبتها «إسرائيل»…
يد الله الصارمة تعمل في الخفاء بإصرار، ومن دون كللٍ لتحقيق التوازن، وردم الثغرات، وإقامة الحق والعدل، وفي منعطف آخر من حلقات الصراع ضدّ التغوّل الصهيوـ انجلوـ ساكسوني قيّض الله لنا وللحق، وفي معرض رفع المظالم والانتصار للمستضعفين شعباً بقيادة شاب مفعم بالخير والإيثار والعبقرية، وسيد مقاومة آخر قضّ مضاجع كيان الجرائم والإبادة الجماعية والحصار والتجويع ودول الاستكبار من خلفه، وجعلهم يضربون أخماساً بأسداس، ويتخبّطون في القرارات ولا يجدون حلّاً للورطة التي أوقعهم بها، سماحة السيد عبد الملك الحوثي وشعبه المغوار البطل…
لكأنّي بذلك كان هذه المرة فعلاً استباقياً من عند الرحمن على الكبوة المتمثلة بسقوط سورية في قبضة المعسكر المقابل، يد الله الخفية تعمل هذه المرة استباقياً، وتعويض، وربما أكثر من تعويض، للإبقاء على حالة التوازن حتى يأتينا الله أمراً كان مفعولاً، ولا راد له.