«الحملة الأهليّة» ندّدت بالعدوان على لبنان وسورية وغزّة واليمن: الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة سياج المقاومة ودرع الشعب

عقدَت «الحملة الأهليّة لنصرةِ فلسطين وقضايا الأمّة» في الذكرى 57 لمعركة الكرامة المجيدة، اجتماعَها الأسبوعيّ في مقرِّ حركة «فتح» في مخيّم مار إلياس، في حضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب المنسّق العام معن بشّور، ومسؤول حركة «فتح» في بيروت د. سرحان يوسف وممثّل الحركة في الحملة الأهلية العميد ناصر أسعد، ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر والأعضاء.
افتتح بشّور اللقاء بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الأمّة في فلسطين ولبنان واليمن وسورية ولا سيّما شهداء العدوان الصهيونيّ فجر أول من أمس في قطاع غزّة.
وقالَ بشّور»إنَّنا نعتزُّ أنَّنا نعلنُ تضامننا في ذكرى معركة الكرامة التي انتصرت فيها الثورة الفلسطينيّة بقيادة حركة فتح والجيشين الأردنيّ والعراقيّ مع شعبنا الفلسطينيّ في غزّة ومقاومته ولا سيّما في حركة حماس من مقر حركة فتح، ونرى في هذا التضامن تأكيداً لدور الحملة الأهليّة منذ تأسيسها وهو الولاء لفلسطين ومقاومتها منذ انطلاقتها وللوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة التي هي سياج المقاومة ودرع الشعب الفلسطينيّ في مواجهة الاحتلال والعدوان».
أضاف «أيضاً نلتقي في هذا المخيَّم الفلسطينيّ لندينَ العدوان الأميركيّ الإسرائيليّ على اليمن الذي ما كان ليواجه كلَّ هذه الحروب والفتن لولا وقفته التاريخيّة المستمرّة إلى جانب الحقّ الفلسطينيّ والإنسان الفلسطينيّ»، كما أكّدَ «أنَّ لقاءَنا في هذا المخيَّم بالذات هو إدانة للعدوان الصهيونيّ المستمرّ على لبنان الذي واجه العدوان والاحتلال الصهيونيّ منذ قيام هذا الكيان الإرهابيّ الفاشيّ، كما ليندِّد بمواصلة العدوان على سورية بما في ذلك عاصمتها دمشق والذي يترافق مع الأسف مع المجازر المرّوعة التي شهدها الساحل السوريّ والتي نطالبُ بوقف تداعياتها ومحاكمة كلّ مشارك فيها، كما يترافقُ مع اشتباكات على الحدود الشماليّة بين لبنان وسورية في تنكّرٍ فاضح للعلاقات التاريخيّة بين الشعبين الشقيقين».
بعد ذلكَ رحّبَ يوسف بالحضور باسم حركة «فتح» وقال «نلتقي اليوم في محطّات نضاليّة مرّت بها الثورة الفلسطينيّة ومنها عمليّة دلال المغربي ومعركة الكرامة ويوم الأرض الفلسطينيّ ففي كلّ هذا الشهر إنجازات وطنيّة تسجل لشعبنا ومقاومتنا الفلسطينيّة حققنا فيها انتصارات وإنجازات عدّة للشعب الفلسطينيّ».
وحول الوضع الراهن قال «في هذا الصباح المؤلم يرتقي ما يربو عن الألف ما بين شهيد وجريح في قطاع غزّة، فهذا العدوّ لا يؤتمَن بمفاوضات (…) فهذا العدوّ لا يعرف إلا لغة القوّة».
ثم تحدّث عددٌ من الحضور، وصدرَ عن المجتمعين بيانٌ ندّدوا فيه «بالعدوان الصهيونيّ الآثم على شعبنا الفلسطينيّ في غزّة والذي أودى بحياة وجرح المئات من الأطفال والنساء والشيوخ والقادة، بما يؤكّدُ الطبيعة العدائية لهذا الاحتلال الفاشيّ، كما يؤكد تنكُّر حكّامه الإرهابيين لأيّ اتفاق يعقدونه، بما في ذلك الاتفاق الأخير لوقف النار الذي تم برعاية إقليمية ودوليّة، ودعا رعاته إلى العمل لوقف إطلاق النار ومحاسبة المعتدين وإجبارهم على التنفيذ الكامل لمضمون الاتفاق والدخول في المرحلة الثانية منه».
كما ندّدوا «بالعدوان الثلاثيّ الأميركيّ – البريطانيّ – الإسرائيليّ ضدَّ اليمن وذلك لمنع اليمن من اتخاذ إجراءات محاصرة السفن الصهيونيّة في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن»، واكدوا أنّه «بدلاً من أن تقوم واشنطن وهي الشريكة في رعاية عمليّة اتفاق وقف العمليّات الحربيّة في غزّة ورفع الحصار عنها، بالضغط على تل أبيب لوقف حصارها على الغذاء والدواء والكهرباء والماء على أهل غزّة، تعمدُ إلى إشهارِ حربٍ على اليمن». ودعوا إلى «أوسع تحرُّك، شعبيّ ورسميّ، عربيّ وإسلاميّ ودوليّ من أجل وقف العدوان على اليمن».
ورأوا في الاعتداءاتِ الصهيونيّة على سورية «إمعاناً في الحرب المستمرّة على سورية وترابطاً مع ما تعرّض له الشعب السوريّ، خصوصاً في الساحل، من انتهاكات ومجازر ينتظر الرأي العام داخل سورية وخارجها محاكمة حاسمة وشفّافة لمرتكبيها، أيّأً كانوا وأيّاً كانت مبرّراتهم»
كما ندَّدَ المجتمعون «بالاشتباكات الحدوديّة الجارية على الحدود بين لبنان وسورية بما يسمحُ لأعداء البلدين استغلالها لتعميق الحرب بين الأشقّاء من جهّة والضغط على لبنان لإبقائه في مربع الاستهداف الصهيونيّ لوحدته واستقلاله ومقاومته»، ولاحظوا «تزامن هذه الاشتباكات مع تصريحات المبعوث الأميركي ويتكوف الأخيرة حول لبنان»، ودعوا المسؤولين في بيروت ودمشق «إلى الوقفِ الفوريّ لهذه الاشتباكات وتحصين الأمن والاستقرار في البلدين»، متوجّهين بأحرّ التعازي لذوي الشهداء، مشدّدين «على خطورة محاولات زجّ حزب الله في هذه الاشتباكات» مؤكّدين أنَّ الحزب «كانَ وما زال، مهموماً بمواجهة الاحتلال والعدوان الصهيونيّ».
وأعلنوا تضامنهم الكامل «مع الطلاّب المتضامنين مع غزّة وفلسطين في الجامعات الأميركيّة» ودعوا «قوى الحريّة والكرامة والدفاع الحقيقيّ عن حقوق الإنسان في العالم إلى التجاوب مع النداء الذي أطلقه المركز العربيّ الدوليّ للتواصل والتضامُن والمنتدى العربيّ الدوليّ من أجلِ العدالة لفلسطين والسعي لإطلاق حملات تضامنيّة مع الطلاّب في الجامعات الأميركيّة وكشف حجم التناقضات بين ممارسة السُلطات الأميركيّة وبين شعارات رفعتها على مدى عقود باسم الحريّات العامّة وحقوق الإنسان، ولا سيَّما أنَّ هذه الحملة ضدَّ الناشطين في الولايات المتحدة تُعتبرُ انتهاكاً صريحاً لحريّة التعبير».
وتوقّفَ المجتمعون أمام أزمة «أونروا» فاستمعوا إلى شرحٍ من ممثّل «الجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين» أحمد سخنيني حول وضع «أونروا» حيث قدّم عرضاً شاملاً تناول فيه ما وصفه بـ»العدوان الممنهج» على الوكالة، معتبراً أنَّ «اللعبَ على وترِ صبر اللاجئين لم يعد خياراً، والصبر لم يعد فضيلة. التخاذل أمام هذه السياسات يعني دفع اللاجئين نحوَ الانفجار الاجتماعيّ، وعلى الجميع أن يدركَ خطورةَ ذلك قبل فوات الأوان». ودعا إلى «أوسع مشاركة في الاعتصامات الشعبيّة أمامَ مقرّات أونروا في مخيَّمات اللاجئين».