مقالات وآراء

«الشرق الأوسط» بين المواجهة والتقسيم…!

 

 محمد نور الدين

 

لم تنعم منطقة الشرق الأوسط بالراحة منذ زمنٍ طويلٍ بسبب المخططات الخارجية والإستعمارية التي تُحاك على منطقتنا مروراً بالربيع العربيّ المزيّف إلى الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقتنا اليوم والتي هي المحطة الأخطر بينهم وآخرها ما يحصل في سورية من مشروعٍ ممنهج من قبل العدوّ الإسرائيلي الذي أعاد صراع الهويات بقوةٍ على الساحة العربية التي للأسف ما زالت أدوات جاهزة لسفك دماء بعضها البعض وتقديم أفضل خدمة للمشروع «الإسرائيلي» لفرض مخططاته بدءاً من بوابة سورية التي تشكل الأمن القومي لمنطقتنا وسائر الدول العربية لذا ما نراه اليوم في بلادنا هو صراعات أدواتها تحريض الهويات بعضها على بعض لتمرير مشاريع العدوّ الإسرائيلي ووكلائه في المنطقة.
لذا اليوم نوجّه النداء لشعوب منطقتنا وإلى هذا الجيل الصاعد بأن لا نعيد التجارب التاريخية بإعادة الإنقسام والتوجّه نحو العصبيات التي تعمّق الجراح والخراب ولا شيء آخر. وعليه نسأل اليوم: ألم يحن الوقت كأمّة أن نستفيق ونتوحّد حول مشروع سياسي نعيد فيه التشبيك بين الشعوب وعماده الأوّل مشروع مقاومة وتصدي للمشروع الصهيوني الذي يريد التقسيم وسلب الأوطان والهيمنة على الثروات. لذا اليوم أكثر من أيّ وقت مضى علينا التوحد حول مشروع واحد عنوانه التصدي بأنيابنا ومخالبنا لما يُحاك وهو طوق النجاة الوحيد ومعبر الخلاص نحو مستقبل واعد ومشرق يخرجنا من مصائب الهويات الفرعية إلى رحاب سياسات جامعة.
وبناءً عليه في عشيّة التحوّلات الكبرى في منطقة الشرق الأوسط علينا أن نضمّد جروحنا سريعاً والاستعداد لحرب كسر العظم الذي ليس كما يروّج لها حروب الآخرين على أرضنا بل العكس هي حربنا الوجوديّة التي تمسّ وجودنا كأمّة جميعاً، ونعم هي حربٌ لحماية مستقبلنا ومستقبل أجيالنا ولحماية قيَمنا وثقافتنا وتنوّعنا.
أخيراً من منظاري الفلسفي الذي بتنا بحاجة إليه في هذا الشرق الذي أنعمَ الله عليه بهبوط الأديان، وأقول غريب أمر هذه المنطقة الناس يولدون كصفحة بيضاء متساوين في كلّ شيء ثم تفرّقهم الهويات والقوميات الدينيّة والاثنيّة والقبليّة وهذه الهويات بحاجة إلى عداوة لتعيش وتستمرّ، وما الحياة إلّا السعي الدائم لنعود مواطنين أحراراً متساوين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى