التظاهرات تتواصل وتجمعات أمام فروع «المركزي» ووزارات ودوائر حكومية و»بيت الوسط»
تواصلت أمس التظاهرات والاعتصامات في مختلف المناطق. وفي هذا الإطار تجمّع عدد من طلاب المدارس والجامعات أمام مبنى وزارة التربية في الأونسكو، وانطلقوا في تظاهرة باتجاه وسط بيروت.
وطالب المتظاهرون، بالاضافة الى المطالب التي رفعوها سابقا لجهة تأمين التعليم لجميع اللبنانيين وضمان مستقبل الخريجين، بـ»تخفيض منهج التعليم لهذا العام نظراً لمشاركة الطلاب في التحركات منذ انطلاقتها»، وشددوا على أن «مشاركتهم حق لهم وواجب عليهم».
كما تجمّع عدد من الأشخاص أمام وزارة الشؤون الاجتماعية في بدارو، بمشاركة أهل الشاب ناجي الفليطي، بعنوان «لن نسمح لاغتيالنا فقراء» رفضاً للوضع المعيشي الذي وصل إليه الشعب، والمطالبة باستفادة عدد أكبر من المواطنين من مشروع دعم الأسر الأكثر فقراً التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، والمموّل من البنك الدولي.
كما تجمّع عدد من الفائزين في مباراة كتاب العدل، أمام «بيت الوسط»، حاملين شعارات تطالب بتوقيع مرسومهم، لإنصاف ما يزيد عن سبعين متبارياً.
النبطية والجنوب
ولليوم الثاني على التوالي نفّذ المحتجون اعتصاماً أمام مصلحة تسجيل السيارات والآليات في النبطية ( النافعة) للمطالبة بمحاسبة ناهبي المال العام .
وأقفل المحتجون المدخل الرئيسي للمصلحة بعدما سمحوا للموظفين بالدخول فقط ، مانعين دخول أي من المواطنين أو معقبي المعاملات. فيما سُجّل انتشار لعناصر من قوى الامن الداخلي بعدما ساد توتر مماثل لما حصل أول من أمس بين المحتجين وأصحاب مكاتب السوق ومعقبي المعاملات الذين احتجوا أيضاً على إقفال المصلحة وتعطيل مصالح المواطنين.
وشهدت ساحة إيليا في صيدا قطعاً جزئياً للسير حيث تجمّع في وسط الساحة المحتجون من متقاعدين عسكريين ووفود من جزين والجوار، مطالبين بحقوق المتقاعدين العسكريين مؤكدين أهمية الحراك من أجل التغيير»، وذلك بمشاركة عمداء متقاعدين ألقوا كلمات حيّت الحراك في صيدا، وطالبت بحقوق المواطن ومحاربة الفاسدين.
وكان محتجون أقدموا الليلة قبل الماضية، أطلقوا على أنفسهم «الجناح الثوري لصيدا تنتفض»، على وضع أقفال وسلاسل معدنية على البوابة الحديدية لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي في صيدا ورش الأقفال باللون الأحمر، وذلك «رداً على قيام المؤسسة بقطع المياه عن عدد من الأبنية والمنازل في صيدا لتأخرهم عن دفع فواتيرهم المستحقة»، وذلك بحسب ما جاء في بيان صادر عنهم.
كذلك، شهدت مدينة صيدا مبادرات تكافلية فردية وجماعية باتجاه العائلات المستورة في المدينة تحت شعار «ممنوع حدا يكون جوعان» في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الضاغط الذي يرزح تحت وطأته المواطنون، نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع وجمود في الحركة التجارية.
وأعلن إسماعيل صيّاد باسم مجموعة شباب صيدا أن «فكرة هذه الحملة تأتي في ظل الوضع الصعب الذي نعيشه، ولجمع المساعدات العينية، وتحضير وجبات غذائية ساخنة، وتوزيعها على الفقراء في ساحة إيليا، أو توصيلها مباشرة إليهم، كذلك أطلقنا حملة جمع تبرعات من المغتربين «أونلاين» حتى نستطيع المساعدة بأكبر قدر ممكن»، مجدداً مطالب الحراك بتشكيل حكومة اختصاصيين يتمتعون بالكفاءة والكفّ النظيف من أجل الخروج من هذه الأزمة وإنقاذ البلد».
وفي صور نظّم المحتجون وقفة أمام فرع مصرف لبنان في صور، وأطلقوا هتافات منددة بالسياسة المصرفية. وأكد المحتجون مطالب الحراك ومنها «إجبارالمصارف وكبار المودعين على دفع ثمن إنقاذ البلد من الإنهيار، بكل الوسائل اللازمة، بدءاً بالشطب الجزئي للدين العام، وصولاً إلى مصادرة ودائع طبقة الواحد بالمئة، وتأمين المصارف مصادرة الأرباح التي حققتها عبر الهندسات المالية، وفرض ضرائب ثابتة على الودائع، والفوائد، وأرباح الشركات المالية والعقارات الكبيرة، وذلك لتأمين موارد مالية للدولة، لإستثمارها في تقديم الخدمات للمواطنين كالتغطية الصحية الشاملة، وتأمين المسكن وغيره، وأيضاً من أجل الإستثمار في القطاعات الإنتاجية».
البقاع
وتحت شعار «يوم الرفض وإطلاق صرخة موحدة من البقاع»، توجه عدد من المعتصمين في البقاع إلى أمام سراي زحلة وأقفلوا مدخلها بعلم لبناني كبير، معلنين «رفضهم للحكومة التكنوسياسية»، ومشددين على «ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط لإنقاذ الوضع الاقتصادي».
وزارت مجموعة من الحراك الشعبي في البقاع الشمالي، ضريح ناجي الفليطي الذي انتخر قيل أيام، في عرسال، حيث زرعوا شجرة أرز.
الشمال
وفي طرابلس، عمد متظاهرون منذ الصباح الباكر إلى قطع عدد من الطرق الفرعية والرئيسية لا سيما الأوتوستراد الدولي عند نقطة البالما، ولكن عناصر الجيش منعتهم وعمدت إلى فتحها.
وشهدت ساحة النور تجمعاً لعدد من الطلاب والناشطين الذين يعقدون حلقات حوارية في الخيم، فيما قامت ورش البلدية بالتعاون مع الناشطين بتنظيف الساحة ولم النفايات، وسط انتشار كثيف لعناصر قوى الأمن الداخلي ووحدات الجيش.
ومساءً، انطلقت مسيرة راجلة ضمت مئات الشبان والشابات من الساحة وجابت شوارع المدينة وصولاً إلى ساحة الشراع في مدينة الميناء.
ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية وقرعوا الطناجر، ورددوا الهتافات المنددة بالسلطة والداعية إلى تشكيل حكومة اختصاصيين فقط، من دون مشاركة اي سياسي. كما طالبوا القضاء بمحاسبة المسؤولين الفاسدين وإعادة الأموال المنهوبة.
وفي حلبا توافد المحتجون، إلى خيمة الإعتصام في ساحتها، مطالبين بـ»حكومة مستقلة تحقق جميع مطالب الحراك الشعبي». وعُقدت خلال الإعتصام حلقة حوارية بعنوان «الواقع الصحي» تحدث فيها نقيب أطباء الشمال الدكتور سليم أبي صالح، وتناول الواقع الصحي في عكّار والمشاكل التي يتعرض لها المواطن أثناء دخوله المستشفى. وأكد أن «الواقع الصحي ما يزال دون المستوى المطلوب، وذلك بسبب ضعف المخططات المستقبلية للرعاية الصحية الأولية وللاستشفاء»، ودعا الى إنشاء مستشفيات حكومية وتطويرها.
كذلك تابع المحتجون في خيمة إلاعتصام لليوم الثاني جولتهم على السوبرماركات، لمراقبة أسعار المواد الغذائية والتموينية.
كما اعتصم محتجون أمام المالية ومصلحة المياه والعقارية والمساحة و»أوجيرو» ومركز وزارة العمل والريجي ومركز التعليم المهني والتقني والتنظيم المدني ومؤسسة كهرباء لبنان في حلبا، مرددين الهتافات المؤيدة لمطالب الحراك الشعبي و المطالبة «بحكومة مستقلة تحارب الفساد وتعيد الأموال المنهوبة وتعمل على إنقاذ الوضع الإقتصادي والمعيشي من الإنهيار». ثم طلبوا من موظفي الدوائر والمؤسسات المذكورة التوقف عن العمل وأقفلوها.
وبعد الإنتهاء من جولتهم، أكدوا أنهم مستمرون في تحركاتهم التصعيدية «للضغط حتى تحقيق المطالب».
كذلك، قطع محتجون الطريق الدولية في المنية، عند مفترق شارع البلدية، وهناك مفاوضات مع الجيش لمحاوله إعادة فتحها بعدما سببت أزمة سير خانقة للمتجهين إلى طرابلس أو الذين يقصدون المنية وعكار.
المتن
وفي الفنار، نفّذ طلاب واساتذة الجامعة اللبنانية وقفة احتجاجية أمام مبنى كلية الصحة في الفنار. كما أشعل محتجون الإطارات على مسرب واحد عند مفرق الكسليك، والقوى الأمنية تعمل على إعادة فتحه.