غرفة عمليات روسية ـ سورية ـ إيرانية ـ عراقية لمواجهة «داعش» بوتين: نعترف بشرعية الجيش الذي يخضع لأوامر الرئيس الأسد فقط

image_0_1

رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وجود روسيا العسكري في سورية يستند الى ميثاق الأمم المتحدة، وهو يأتي بطلب من الحكومة السورية، مشيراً الى أنّ الهدف من الوجود الروسي في سورية هو لتوريد السلاحِ للحكومة السورية وتدريب العسكر.

وأوضح بوتين في لقاء مع عدد من شبكات التلفزة الأميركية عشية توجهه الى نيويورك، قائلاً: «نحن ننطلق من مبادئ منظمة الأمم المتحدة، أي من المبادئ الرئيسة للقانون الدولي المعاصر، والذي وفقه تقدم أو يجب أن تقدم هذه المساعدة أو تلك، بما في ذلك المساعدة العسكرية، إلى الحكومة الشرعية حصراً في هذه الدولة أو تلك، وبموافقة هذه الحكومات أو بطلب منها أو بقرار من مجلس الأمن الدولي». وأضاف: «في هذه الحال نحن نستجيب الى طلب الحكومة السورية بتقديم المساعدة التقنية العسكرية، وما نقوم به محصور قطعاً ضمن إطار العقود الدولية الشرعية».

وأكد الرئيس الروسي أن موسكو تعترف بشرعية الجيش الذي يخضع لأوامر الرئيس الأسد فقط، وقال:  «هناك جيش شرعي عادي وحيد، وهو جيش الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه المعارضة، وفق تأويلات بعض شركائنا الدوليين. ولكن في الحقيقة وعلى أرض الواقع يواجه جيش الأسد التنظيمات الإرهابية. وأنتم تعلمون أكثر مني عن جلسات الاستماع التي جرت منذ حين في مجلس شيوخ الولايات المتحدة، وإن لم أكن مخطئاً، تقدم العسكريون وممثلو البنتاغون فيها لأعضاء المجلس بتقريرهم حول ما فعلته الولايات المتحدة لتحضير الجناح الحربي للقوات المعارضة».

ولفت بوتين إلى أن الهدف كان «منذ البداية تحضير 5 – 6 آلاف مقاتل وبعد ذلك 12 ألفاً. وبالنتيجة تبين أنه تم إعداد 60 مقاتلاً، بينهم 4 أو 5 فقط مزودون بالسلاح، أما الباقون فقد هربوا ببساطة مع الأسلحة الأميركية لينضموا إلى «داعش»، هذا أولاً. وثانياً، حسب رأيي، تقديم المساعدة العسكرية للهيئات غير الشرعية لا يستجيب لمبادئ القانون الدولي المعاصر ولمبادئ منظمة الأمم المتحدة. نحن ندعم الهيئات الحكومية الشرعية حصراً».

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى روسيا والولايات المتحدة رغبة في العمل جنباً إلى جنب دبلوماسياً وعسكرياً، بما في ذلك في شأن مواجهة «داعش».

وفي ختام لقائه مع نظيره الأميركي جون كيري في نيويورك أمس أعرب لافروف عن اعتقاده بأن مناقشة هذه المسائل في شكل كثيف ومنتظم من قبل مختصين من كلا البلدين ستسهل «حل المشكلة البالغة التعقيد التي نواجهها».

وبخصوص لقاء مرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما قال لافروف إنه ونظيره كيري يعلقان آمالاً كبيره على هذا اللقاء، مضيفاً: «أنا آمل بأن يستطيع الرئيسان إجراء حديث صريح وإيجاد سبيل للتقدم».

أما الوزير كيري فأكد قبل انطلاق اللقاء ضرورة تنسيق كل الجهود في مواجهة تنظيم «داعش» الأمر الذي لم يحدث بعد، في حين رد لافروف على سؤال عن الهدف من الجهود التي أعلن عنها العراق لتنسيق معلومات الاستخبارات بين العراق وسورية وإيران وروسيا قال للصحافيين إن الغرض من ذلك «هو التنسيق لقتال الدولة الإسلامية».

جاء ذلك في وقت أعلنت قيادة العمليات المشتركة للقوات المسلحة العراقية عن تعاون استخباراتي وأمني مع كل من روسيا وإيران وسورية لمواجهة التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش».

وجاء في بيان قيادة العمليات المشتركة للقوات المسلحة العراقية أن الاتفاق جاء بعد «تزايد قلق روسيا من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا ينفذون أعمالاً إرهابية إلى جانب التنظيم»، بينما كان وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري نفى الجمعة الماضي علمه بوجود خبراء عسكريين روس في العراق للتنسيق مع القوات العراقية.

وكان مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو كشف عن قرار روسيسوريعراقيإيراني بإنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع، وسيترأس العراق المركز لمدة 3 أشهر، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين الدول الأربع حيث سيتناوب ضباط من سورية والعراق وإيران على إدارة المركز.

وتتلخص الوظائف الأساسية للمركز المذكور في جمع ومعالجة وتحليل المعلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم «داعش»، مع توزيع هذه المعلومات على الجهات المعنية وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.

وحسب المصدر العسكري الدبلوماسي الروسي فإن إنشاء المركز المعلوماتي سيكون خطوة مهمة على طريق توحيد جهود دول المنطقة في مواجهة الإرهاب الدولي وتنظيم «داعش» في المقام الأول، وهو ما سيخلق في الأفق القريب ظروفاً مواتية لتشكيل لجنة تنسيق على أساسه لضمان التخطيط العملياتي وإدارة قوات روسية وسورية وعراقية وإيرانية في محاربتها لـ»داعش».

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي أن العراق وسورية وروسيا وإيران اتفقت على إنشاء مركز معلوماتي لتبادل المعلومات الاستخباراتية بهدف ملاحقة تنظيم «داعش» والحد من نشاطاته الإرهابية.

وأضاف الحديثي أمس إن «المركز سيتألف من لجنة مشتركة بين ممثلي الدول الأربع وسيكون هناك ممثل عن الاستخبارات العسكرية العراقية وتقوم بعملها على أساس متابعة خيوط الإرهاب ومتابعة الإرهابيين».

وأكد أن هناك ضرورة لجهد مشترك وتنسيق وتعاون يصب في النتيجة في مصلحة العراق ومسعى الحكومة لتحقيق الانتصار في الحرب على الإرهاب، موضحاً ان المركز المعلوماتي عبارة عن «لجنة تنسيقية مشتركة بين الدول الأربع لتبادل المعلومات وتحليلها في شكل مشترك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى