معصوم لـ«إرنا»: الاتّهامات التي وُجِّهت إلى الحشد الشعبي سياسية
أكّد الرئيس العراقي فؤاد معصوم مشاركة قوات البيشمركة والحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل من دون دخولها المدينة، مشدّداً على أنّ الحشد الشعبي هو قرار عراقي ونحن مسؤولون عن أمورنا، وندّد باقحام الحشد الشعبي في مشاكل دوليّة، معتبراً الاتهامات التي وُجِّهت إليه بأنّها اختلافات سياسية.
وحول الأوضاع السياسية الراهنة التي يشهدها العراق، قال الرئيس العراقي: «نحن عندنا اجتماع الرئاسات الثلاثة، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان، وكذلك رئيس مجلس القضاء، نلتقي بشكل مستمر وعقدنا حتى الآن عدّة اجتماعات مع زعماء الكتل السياسية، وفي الجلسة الأخيرة كانت هناك اختلافات في وجهات النظر، وقلت أنا طالما القوائم الانتخابية أو الكتل الانتخابية كانت مبنيّة على أساس طائفي أو قومي فحال العراق سيبقى هكذا، طالما هذه الكتل تُشكّل على أساس مذهبي وطائفي أو على أساس قومي، فلا يمكن الخروج من هذه الأزمات، كل طرف يستغلّ المذهب أو القومية في مواجهة الآخر، فلذا لا بدّ أن نعود إلى المواطنة، يعني الكتل السياسية لا بدّ أن تتشكّل على أساس الانتماء الوطني، يعني الكتلة فيها عرب وكرد وتركمان ومسيحيون ومسلمون وأيزديون والجميع».
وانتقد معصوم حالة الهدر للمال العام التي شهدها العراق، قائلاً: «خلال الفترة من 2004 إلى الآن الحكومة العراقية والكتل السياسية لم تقدّم نموذجاً يخدم العراق بشكل أساسي، كل هذه المبالغ أين ذهبت، أنتم شاهدتم النجف، هل من المعقول أن تكون النجف الأشرف بهذا الوضع وهي العاصمة الروحية للعالم الشيعي، وكذلك الحال في كربلاء المقدسة، وأيضاً في العاصمة بغداد، لايمكن أن يستمر الوضع هكذا».
وفي معرض ردّه على سؤال حول تقسيم العراق وتجزئته، أكّد معصوم: أنّ «تجزئة العراق لن تحدث في حالة الاستقرار، ولكنها ستحدث في حال استمرار الفوضى والصراعات، وفي ظل هذه الفوضى والصراعات من الممكن أن تحدث التجزئة، والتجزئة هنا ليست بمعنى إنشاء دولة، وإنّما كل واحد يستولي على منطقة ويجلس فيها مثل الإمارة، فمثلاً السنّة إلى الآن يقال إنّهم يريدون سنيستان.. ولكن السنّة هم لا يقبلون بالفيدرالية وهم يريدون حكومة مركزية، فمن لا يرضى بالفيدرالية كيف يرضى بالاستقلال؟ ناهيك عن طبيعة هذا الاستقلال كيف يكون، ولماذا العراق بالذات يكون فيه هذا الاستقلال؟».
مضيفاً: «أمّا بالنسبة للأكراد فهم تاريخياً، ومنذ معاهدة سايكسبيكو وإلى الآن يطالبون بأن تكون لهم دولة، ولكن هل من الممكن الآن تشكيل دولة؟ وهل هناك مشروع تأسيس دولة؟ أعني دولة المشروع، وهذا يعني الخطوات العملية التي تؤدّي إلى هذه النتيجة. الآن لا توجد، ولكن هذه الدولة هل تُقام على ثلاثة محافظات في العراق؟ إلى الآن هذا الموضوع لم يُطرح نهائياً».