«أنصار الله» تندِّد بجرائم العدوان ضد اليمنيين

ندد المتحدث الرسمي باسم حركة «انصار الله» محمد عبد السلام، باستمرار الجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي بحق اليمنيين.

وقال عبد السلام، إن المجتمع الدولي يتحمل، كذلك، مسؤولية مباشرة عن استمرار محنة اليمن ومواطنيه العالقين خارج البلاد، بسبب الحصار المفروض عليها.

وطالب بوضع حد للانتهاكات العدوانية بحق الشعب اليمني، وإتاحة المجال للمواطنين، داخل وخارج البلاد، للسفر بكل حرية من والى مطار صنعاء الدولي.

وشدد المتحدث الرسمي باسم «انصار الله» على ان الممارسات القمعية للسعودية، لن تثني الشعب اليمني عن مواصلة استخدام حقه المشروع في الدفاع عن سيادته.

ورأى عبد السلام في بيان، أن «تحالف العدوان على اليمن لم يتورع عن أن يحوّل مناسبة عيد الأضحى، الذي يحتفل فيه المسلمون، إلى مأساة جراء استمراره في فرض الحصار عموماً، وإقفاله الأجواء اليمنية، مانعاً حركة الطيران من وإلى مطار صنعاء الدولي، حيث نتج عن ذلك نشوء محنة إنسانية كبيرة، طالت آلاف المواطنين اليمنيين العالقين في الخارج، في ظل ظروف معيشية ومالية صعبة. وهم ينتظرون اللحظة للعودة إلى بلادهم. وبموازاة ذلك، آلاف آخرون من الطلاب والمرضى، يراقبون أي فرصة للسفر من دون أي جدوى. كل ذلك من دون أن يدفع العالم، المدعي المدنية، الغارق في خطابات الدفاع عن حقوق الإنسان، لأن يحرك ساكناً، وكأن الشعب اليمني ليس من عالم البشر».

على صعيد آخر، أعلنت «منظمة أطباء العالم» عن مغادرة طواقمها الطبية اليمن، بسبب كثافة الغارات، التي تشنها الطائرات السعودية. مؤكدة أن الغارات المكثفة، جعلت الاستمرار في تقديم الخدمات للسكان شبه مستحيل.

وذكرت المنظمة الخاضعة للقانون الفرنسي، والتي تهتم بتقديم الخدمات والمساعدات على أساس مهني، إلى السكان المعرضين للخطر، في بيان صدر عنها، إن «المعارك اشتدت والغارات الجوية في اليمن تكثفت، منذ توقف مفاوضات التسوية في 6 آب الماضي، ما جعل الأنشطة الإنسانية شبه مستحيلة. وهو ما دفعها إلى سحب طواقمها الموجودة في صنعاء». ودعت المنظمة في بيانها «الأسرة الدولية» إلى التحرك لوقف القصف وتوفير إمكانية الوصول إلى السكان من دون عوائق.

مدير العمليات الدولية في المنظمة، جان فرنسوا كورتي، أوضح بدوره أن «80 في المئة من السكان في اليمن، يحتاجون إلى مساعدات عاجلة. وأن قرابة 25 في المئة من المراكز الصحية مدمرة، ولم تعد صالحة». وأضاف: «نصف سكان اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ولا بد من تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والوصول إلى الجرحى بموجب القانون الإنساني الدولي».

ويرى مراقبون، أن هذه الخطوة تشكل تحدياً إضافياً للتحالف الذي يدعم حكومة الرياض. علماً أن قرار المنظمة هذا، جاء بعد أسابيع على إعلان منظمة «أطباء بلا حدود» عن وقف أعمالها، للسبب نفسه.

وكانت منظمة «أطباء بلا حدود»، التي تعد أكبر منظمة تعمل في القطاع الصحي، في مناطق الصراع في اليمن، قد أعلنت عن إجلاء موظفيها من ست مستشفيات تديرها في شمال البلاد، وذلك، بعد أن استهدفت غارات للتحالف، الذي تقوده السعودية، مستشفى عبس التابع للمنظمة مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً. وهي الغارة الرابعة التي تستهدف منشآت طبية تديرها المنظمة.

وقالت المنظمة المذكورة، إن المستشفيات التي تديرها في محافظتي صعدة وحجة غير آمنة، سواء للمرضى أو العاملين، وذلك بعد استهدافها بأكثر من غارة، رغم أنها توزع على طرفي النزاع في اليمن صور الأقمار الصناعية لمنشآتها.

وقد كثّفت قوى العدوان بشكل كبير، غاراتها على العاصمة اليمنية ومناطق الشريط الحدودي، منذ فشل الجولة الأخيرة من محادثات الكويت. وبلغ عدد الغارات، في بعض الأيام، أكثر من مئة غارة. فيما يزداد الوضع الإنساني سوءاً، مع استمرار الحظر الجوي والبحري، وصعوبة وصول السلع والأدوية والارتفاع الكبير في أسعارها.

وصرحت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، بأن العدوان على اليمن أدى إلى مقتل عشرة آلاف شخص، وتشريد ثلاثة ملايين يمني، وأجبر نحو 200 ألف، آخرين، على البحث عن مأوى خارج البلاد. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن نحو 14 مليوناً من سكان البلاد، البالغ عددهم 26 مليونا، يحتاجون إلى الغذاء، فيما يعاني سبعة ملايين من انعدام الأمن الغذائي.

ميدانياً، تمكنت القوات اليمنية الوطنية المؤلفة من الجيش واللجان الشعبية، من السيطرة على مناطق في تهامة بجيزان، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد قوات العدوان السعودي، حيث نفذت عملية نوعية، منذ الثلاثاء الماضي، تمكنت خلالها من السيطرة على قريتي «القرن» و«الدفينية» بالخوبة بجيزان، ما أدّى الى مقتل عشرات الجنود السعوديين. بينما قامت القوة الصاروخية بإطلاق عدد من الصواريخ على تجمعات للجنود السعوديين وآلياتهم، في مواقع السديس والحمر ونهوقة، في نجران، محققة إصابات مباشرة في صفوفهم.

وفي سياق متصل، أحبطت وحدات الجيش اليمني و«اللجان»، محاولة تسلل نفذتها فرق تحالف العدوان السعودي في منطقتين بمديرية نهم، التابعة لمحافظة صنعاء.

وقال مصدر محلي، في حديث صحافي، إن «وحدات الجيش اليمني المسنودة باللجان الشعبية، أفشلت محاولة تسلل للمجاميع باتجاه منطقتي «القتب» و«المدفون» بمديرية نهم». مؤكداً سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. أضاف: إن «الطيران الحربي السعودي استهدف القريتين بـ150 غارة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما تصدت قوات الجيش واللجان لثلاث محاولات زحف للجيش السعودي، لاستعادة القريتين خلال الـ24 ساعة الماضية، أيضًا».

ووفق المصدر نفسه، فإنه تم، صباح الأربعاء، إحراق آليتين عسكريتين للجيش السعودي ومقتل وجرح من فيهما.

بالمقابل، شنّ طيران العدوان السعودي عشرات الغارات التي استهدفت مناطق مندبة وآل مجدع ومعسكر الكهلان، إضافة إلى غارة لطيران العدوان السعودي على منطقة محديدة، بمديرية باقم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى