القطبية الدولية بين صراعات السياسة والنار!
فاديا مطر
مع تبدّل المشهد العسكري السوري نحو «الاحترار» من جديد. ومع عدم تصاعد الدخان الأبيض من اتفاق موسكو ـ واشنطن، تتبدل نغمة السياسات الدولية على وقع مايجري في حماه وحلب من أهمية. تترنح عليها دراماتيكية التحسن في سياسة القطبية الدولية.
فواشنطن، التي ترزح تحت وطأة الأنتخابات الرئاسية القادمة، مع تفاعلات الفيتو الرئاسي المرفوض، بشأن الحليف المهم إقليميا لها. باتت ينقصها مشهد آخر يخرج من يدها ورقة الميدان العسكري السوري، وخرائط السيطرة من يد حلفائها، المدعومين إقليميا ودوليا. لكن، ليس بالإمكان أفضل مما كان، لجهة ما زودت به واشنطن مجموعاتها الأرهابية لوجستيا واستخبارتيا، وما أوكلت به لبعض حلفائها، ليستدير المشهد على مواصلة دمشق وموسكو والحلفاء، استراتيجية النار، بعد فشل السياسة، التي قالت فيها موسكو أن بديل ا تفاق هو الحل العسكري.
فالمعاد ت العسكرية الجديدة، إضطرت بعض حلفاء واشنطن وأنقرة وتل ابيب، إلى الكشف عن بعض ا وراق العسكرية والسياسية، بغية التأثير في تفاعلات الميدان المشتعل. وللتقليل من أهمية ما يجري في أحياء حلب الشرقية وأرياف حماه ودرعا، من تسرب الخيبة إلى صفوف الجماعات ا رهابية والأنشقاقات المترامية الأطراف في صفوف من كانوا أعوانا سياسيين لهذه المجموعات.
فما يجري من اعتلاء ضفة على أخرى، في القطبية السياسية الدولية، تملك واشنطن الرد عليه سياسيا. بل تحاول ا مساك به ميدانيا، في ما يحافظ على بعض ا وراق السياسية ذات ا همية، التي يمكن أن تنفع فيها سياسة «كلام الليل يمحوه النهار». لكن القراءة ا ستراتيجية مغايرة لما يحدث، مع تنافي ما يظهر في التصريحات وا علام الغربي، بعد فشل التقسيم الطائفي والديمغرافي، برغم تزكية الجامعة العربية له.
ومع تبديل بعض الحلفاء للهجة والراية السياسية والعسكرية، ما تزال دولة القطب الواحد تسعى جاهدة إلى المحافظة على ضفتها، ولو على حساب كشف المستور من الأوراق السياسية، وإبرام إستراتيجية عسكرية توصل إلى صراع تترجمه الأحداث نارا على الأرض، تبقي و تذر. فهل خريطة المستجدات السياسية تملك الحلول؟ أم أن دراماتيكية الأحداث تحكمها النار قبل السياسة؟!