معرض صناعة السيارات الإيرانية في البيال… تشجيع على الاستثمار بين البلدين
تحتلّ صناعة السيارات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية المرتبة الثانية في البلاد بعد صناعة النفط والغاز. تعتبر أهمّ الصناعات الرائدة. تمثل 10 من الناتج المحلي الإجمالي في إيران. تمكنت الجمهورية الإسلامية من تحقيق المرتبة رقم 19 في إنتاج السيارات في العالم ومن تطوير إنتاج قطع غيارها، فيما تتنافس وتركيا إنتاجياً على مستوى الشرق الأوسط.
تولي إيران هذه الصناعة أهمية كبيرة. تنشط اقتصادياً في عدد من الدول العربية والإقليمية والأوروبية، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وإزالة العقوبات التي حدّت من نشاطها في المجالات التجارية.
أقامت منظمة تنمية التجارة الإيرانية أمس، حفل افتتاح معرض صناعة السيارات الإيرانية في مجمع «البيال» بالتعاون مع شركة «ياران كار آفرين» للمعارض. هذا المعرض هو الثاني من نوعه بعد المعرض التجاري والصناعي الذي أقيم في 2012.
بعد توقفها ثلاث سنوات، عادت المعارض الإيرانية الى بيروت. هذا ما يقوله، الملحق التجاري في السفارة الإيرانية سجاد نجاد لـ»البناء». جدول أعمال منظمة تنمية التجارة الإيرانية إقامة معارض تخصصية، تشجيع الشركات الإيرانية الحضور في المعارض التي تقام في لبنان، والاستفادة من الفرص المتوفرة. لبنان بلد تنافسي بامتياز. توجد فيه شركات متعددة، ولذلك نريد لشركاتنا ان تشارك في هذا التنافس، نشجع الشركات الإيرانية التواصل مع القطاع اللبناني، ونشجع في الوقت نفسه الشركات اللبنانية الاستثمار في صناعة السيارات الإيرانية، وتحقيق تعاون مع القطاع الخاص اللبناني، لا سيما انه بات لشركات إيرانية عديدة وكلاء في لبنان، على سبيل المثال شركة ايكو.
يهدف المعرض، تعريف اللبنانيين على الطاقات الإيرانية الاقتصادية. تمكنت إيران بحسب نجاد، من إنتاج مليون و500 ألف سيارة السنة الماضية. وتخطط حالياً لإنتاج 3 ملايين سيارة في السنوات المقبلة.
شاركت في المعرض شركات عدة أبرزها إيران خودرو، إيران خودرو ديزل، سايبا غروب. توزعت سيارات الشركات الإيرانية في معرض «البيال» بطريقة باهرة. طغت ألوان الأسود، الأبيض، الرمادي، الخمري والأزرق عليها. غاب اللونان الأصفر والبرتقالي. الأمر غير مقصود على الإطلاق. وحده لبنان يتعاطى بالألوان السياسية. لا مكان لهذه الألوان في بلاد فارس. لا ترمز إلى أيّ حزب.
لم تقف السياسية أو الأوضاع الأمنية خلف غياب المعارض الإيرانية عن بيروت. كان الاختصاصيون في طهران يعملون على التطوير لضمان الجودة. رغم كلّ التطور الذي لحق بها، لا تزال هذه الصناعة في بدايتها، كما يقول الملحق التجاري في السفارة الإيرانية، فهي ستواكب التحديث والتكنولوجيا. فهذه الصناعة تتسم بقابلية التطوير.
وأشار مدير المعرض محمد رضان خان زاده في مؤتمر صحافي عقده في حضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد فتحعلي وشخصيات سياسية واقتصادية وحشد من رجال الأعمال والصناعيين والتجار، إلى «أنّ حجم التبادل التجاري بين إيران ولبنان متواضع في الوقت الحاضر، مقارنة مع مستوى العلاقات السياسية والأخوية المتقدّمة بالرغم من أنّ هذين البلدين الصديقين والشقيقين يملكان طاقات وإمكانات اقتصادية هائلة». ولفت إلى «أنّ أحد أهمّ الأسباب التي أثرت على بقاء حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين عند هذا الحدّ، هو عدم معرفة القطاع الخاص في البلدين معرفة تامة بما لدى بعضهما من إمكانات وطاقات»، وقال: «إنّ إقامة مثل هذه المعارض هي الأسلوب الأمثل لتوفير مناخات التقارب والتعارف بين تجار البلدين، ولا بدّ أن تعطي هذه اللقاءات ثمارها».
وأضاف: «وتطويراً للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وزيادة حجم التبادل بينهما، وكذلك من أجل التعريف بالإمكانيات الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية المتقدمة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عقدنا العزم على إقامة معرض صناعة السيارات الإيرانية الذي يشهد تطوراً سريعاً وملحوظاً، حيث تنتج إيران سنوياً في الوقت الحاضر مليون وخمسمائة ألف سيارة وعجلة من مختلف الأنواع، ومن هنا فهي تأتي في المرتبة التاسعة عشرة عالمياً في مجال صناعة السيارات. كما تملك الجمهورية الإسلامية الإيرانية 7 مناطق حرة للتجارة والصناعة، فضلا عن اثنين وثلاثين منطقة اقتصادية خاصة، ولذلك فهي تحتل موقعا متميزا إقليميا في هذا المضمار».
يشار الى أنّ المعرض يستمرّ لغاية 28 تشرين الأول، وتشارك فيه بالاضافة الى شركات السيارات، شركات متخصصة في غيار السيارات على غرار jahan lent ، behran oil co ، وسروش مهرايستا.