قرّر أم لم يقرّر أوباما دعم المعارضة بأسلحة متطوّرة؟
حميدي العبدالله
أعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام أنّ الولايات المتحدة قامت بتزويد المعارضة السورية بأسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، بل أكثر من ذلك أكدت وزارة الدفاع الروسية، أنّ المعارضة السورية، بعد حصولها على هذه الأسلحة المتطورة قامت بحشد 1200 عنصر وثلاثين انتحارياً لشنّ هجوم على مدينة حلب من المحور الجنوبي الغربي.
لكن صحيفة «واشنطن بوست» قالت يوم الاثنين الماضي، إنّ الإدارة الأميركية بحثت في خطة وكالة الاستخبارات الأميركية سي أي آي لتزويد المعارضة السورية بأسلحة دفاعية ضدّ المقاتلات الروسية والمدفعية السورية، لكن من دون إقرارها أو رفضها. لا شك أنّ ثمة تناقضاً بين ما قالته وزارة الدفاع الروسية، وبين ما أوردته صحيفة «واشنطن بوست» التي تؤكد أنه لم يتمّ اتخاذ قرار بعد.
فمن هو على حق، وزارة الدفاع الروسية، أو رواية «واشنطن بوست»؟
سجل الولايات المتحدة في حروب مثل الحرب الدائرة الآن في سورية يفيد بأنّ الولايات المتحدة كانت تتحرك دائماً في نطاق من السرية الشديدة، وكلّ ما تقوم به من خطوات يظلّ طي الكتمان، وعادة لا تفصح واشنطن عما تقوم به إلا بعد مرور وقت طويل، لذلك لا يمكن الوثوق برواية صحيفة «واشنطن بوست».
ومع ذلك وحتى لو كانت رواية «واشنطن بوست» صحيحة، فهذا لا يعني أنّ ما قالته وزارة الدفاع الروسية ليس صحيحاً، وقد لا يكون هناك تناقض بين الروايتين.
الولايات المتحدة اعتادت على تقديم الدعم للمعارضة السورية ليس مباشرة، وإنها عن طريق وسطاء هم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، مثل قطر والسعودية وتركيا، وحتى الأردن و«إسرائيل»، قد تكون الولايات المتحدة قد رفعت الحظر، إذا كان أصلاً مثل هذا الحظر موجوداً، على حلفائها وطلبت منهم تسليم المعارضة الأسلحة التي تسعى إليها، وقد يكون بعض هؤلاء الحلفاء، بادر من تلقاء ذاته بتسليم هذه الأسلحة إلى المعارضة لقناعته أنّ واشنطن لن تعارض ذلك طالما أنها تبحث القيام بخطوة من هذا القبيل، فهي توفر على إدارة أوباما المزيد من الحرج وتحرّرها من أيّ تبعات، ويكون الهدف قد تحقق.
إذن رواية وزارة الدفاع الروسية هي الرواية الصحيحة، بمعزل عما إذا كانت الولايات المتحدة قامت مباشرة بتسليم الأسلحة إلى المعارضة، أو سمحت لبعض حلفائها القيام بذلك.