سميا: الحزب ينتصر بمتخرّجين ومميّزين يترجمون التعاليم والمبادئ واقعاً ملموساً

أحيت منفذية الطلبة الجامعيّين في بيروت عيد تأسيس الحزب بحفل حاشد في الكورال بيتش، حضره العمُد: حسان صقر، ريشار رياشي، فارس سعد، زياد معلوف، د. خليل خيرالله، سعيد قزي و د. جورج جريج، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، عضو المكتب السياسي النائب د. أحمد مرعي، ناموس مكتب الرئاسة رندا بعقليني، منفذ عام الطلبة وسام سميا وأعضاء هيئة المنفذية.

كما حضر عميد الطلاب في الجامعة اللبنانية الأميركية د. رائد محسن، ممثّل الجامعة اللبنانية الدولية عوض المرعي، وجمع كبير من الطلاب القوميّين والمواطنين.

استُهل الحفل بالنشيد الرسميّ للحزب، ثمّ قدّمت الحفل شيرين القادري وناظر الإذاعة في منفذية الطلبة بسام جعفر، الذي قال: «84 عاماً من حياة الحق والخير والجمال.

84 عاماً انقلبَ فيها خريفُ الطبيعةِ ربيعاً يُزهرُ مع شمسِ السادس عشر من تشرين ألفَ بيلسانةٍ وأقحوانة.

تشرينُ أتى، نعم أتى… لأجلكِ سوريانا».

تخلّل الحفل عزف للفنانة غايِل يمّين، وعرض شريط فيديو عن نشاطات منفذية الطلبة، وإطلاق مشروع بيت الطلبة.

كلمة المنفذ العام

وألقى منفّذ عام الطلبة وسام سميا كلمة في المناسبة، جاء فيها: «قيمةُ الأفكار في مأسستها، في تحويلها من حالةٍ نفسيةٍ إلى حالةٍ مدرحيّة، تصهرُ الفكرةَ بمؤسسةٍ أو شركةٍ أو أيّ شكلٍ من أشكال الترجمة العمليّة لتلك الفكرة، بذلك تصبحُ الأفكارُ قابلةً للتطبيق.

قيمةُ العقائدِ في انتصارِها في نفوسِ معتنقيها، ولكن انتصارَها في المجتمع يحتاج إلى مؤسساتٍ تحملها وتصارعُ لأجلها.

القوميةُ الاجتماعيةُ فكرةٌ للحياة، ومقاربةٌ علميةٌ حديثةٌ لتحديد الهوية والانتماء. القوميةُ الاجتماعيةُ عقيدةٌ دعا إليها أنطون سعاده في إطارٍ مؤسّسي نظامي يحفظُ العقيدةَ، ووحدهُ يترجمُها، فأسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي حركةً تغييريةً للبُنية الاجتماعيةِ للأمةِ السورية.

فكان التأسيس في العام 1932، تأسيسٌ لحركةٍ ترفعُ مستوى الحياة في سورية، سورية الأمةُ، التي لا تحتاجُ اليومَ إلى أيّ تبرير وشرحٍ في نشوئها، يكفي النظرُ إلى الواقعِ الاجتماعي لكياناتها لندركَ حقيقتَها وهويّتَها الواحدةَ.

تأسيسٌ لحركةٍ نهضويةٍ تنظرُ إلى الواقع لتنطلقَ منهُ. حزبٌ نشأ بسؤالٍ ويستمر بطرح الأسئلة في أمورِ الأمّة الأساسيّةِ والمصيريّةِ، ويؤدّي المهماتِ الناتجةَ عن تدبّر وعينا الحزبيّ وفكرنا المشبعِ بقوميّته لأمور الأمة السورية.

حزبٌ نشأ في الوسطِ الطلابيّ، لأنّه الأبرأ من الموروث الاجتماعي، ففي الطلبة عزمٌ دائمٌ وطاقةٌ لا تهدأ وإمكانياتٌ تحتاج إلى التحفيز فقط لتنطلقَ مبدعةً».

ورأى سميا، أنّ «حضرة الزعيم حوّل بالحزب الجامعات إلى معاقلَ للصراع الفكري، وأنشأ مؤسساتٍ حزبيةً في هذه المتحدات القطاعية، فكبُرت وتطورت وصقلَت أمناء ورفقاء ومسؤولين حزبيين مميّزين، ووحداتٍ طلابيةً تكبرُ وأخرى تنشأ حديثاً دليلاً على هذه الحيوية، وذلك لفضلٍ كبيرٍ لمن سهرَ وتعبَ وناضلَ واستشهدَ ودعم، وكان لحضرة العميد الراحل الأمين صبحي ياغي الفضلُ الأكبر في تطور قطاعنا الطلابي في الأعوام العشرين المنصرمة، من بيروت إلى دمشق وحمص وحلب واللاذقية، إعداداً ومتابعةً ومأسسةً».

واعتبر أنّ «وَفقَ رؤيةٍ حزبيةٍ واضحةٍ تهدفُ إلى تكبير دائرة الوعي في المتحدات الجامعية وتظهير صورة الحزب في أنشطةٍ نوعيةٍ، تعملُ منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت، منفذيةٌ حاضرةٌ مشعّة، تصنعُ الأحداث في الجامعات ولا تقف مراقبةً، وإن راقبت فلضعفٍ في الإمكانيات المادية وليس لنضوبٍ في الأفكار، فطلبتُنا اقتراحاتهم خلاقة وطاقاتهُم لا تهدأ، وما شاهدتموه في الفيلم ليس إلّا القليل من طموحِنا وأحلامِنا، فنحن نبني طلبتَنا ونُعِدُّهم للحزبِ وللحياة. صفوف إعداد، وحلقات وصفوفاً إذاعية، ومخيمات، وأنشطة عامة وخاصة، ومتابعة حياتيّة يوميّة.

وأطمئن الأهل، أطمئن الأم والأب، أنّنا حريصون على التحصيل العلمي أكثرَ من حرصِنا على أنشطتنا الحزبيّة، فالحزب لا ينتصرُ بخارجين إنّما بمتخرِّجين، ومميّزين يترجمون في وظائفِهم وشركاتهِم مناقبَنا ونظرتَنا الاقتصادية، وتحفيزنا الدائم لمفهوم الإنتاج الاقتصادي وجدَ طريقَهُ بين طلبتِنا، وذلك بفضلِ إعادة إحياءِ الشراكةِ القوميةِ في العمل المبنيّةِ على الثقةِ والقواعدِ العلمية للاستثمار».

فللباحثين عن أسئلةٍ نحن أجوبةٌ علميةٌ دقيقةٌ.

وأكّد سميا أنّ «طلبتنا للمناقشين المستفزّين المدّعين أنّهم يحملون المعرفة الكاملة مناقشون بارعون يفوزون في كلّ المناظرات، نحن إن أُخذ علينا عدمُ مشاركتنا غوغاء الجمعيات المدّعية زوراً أنّها مجتمع مدني، فذلك لأنّنا لا تأخُذُنا هيصةٌ أو ضوضاء، ولسنا هواةَ تظاهراتٍ وشعارات، فإيماننا العقائديُ يحتّم علينا العمل من داخل وحداتنا الحزبية لنغيِّر البنية الاجتماعيّة في المتحدات، فالعقيدة المنتصرةُ في نفوسنا والتي نمارسها في حياتنا نعمل على أن يصبحَ المجتمعُ على صورتنا بوحدة حياتنا.

ونحن إن حاول البعضُ تصويرَنا بغير صورتِنا وإعطاءَنا طابعاً عنفيّاً، فما ذلك إلّا دليلٌ على كمالنا، فالمذمّة من الناقصِ شهادةٌ.

كيف لا نقف بالمرصاد ونأتي من الأمام لكلّ المحاولين النيلَ من كرامة حزبنا؟

كيف لا نضعُ حدّاً للمحاولين النيل من شهدائنا ونسورنا؟

كيف لا نغضب؟

كيف لا تغلي دماؤنا زوابعَ تجري في عروقنا متأهّبةً دائماً لترفدَ الأمةَ متى طلبَ الحزبُ ذلك؟

واجبة ملامتُنا إن كنّا غير ذلك.

واجبة الملامةُ إن كنّا غير ذلك النهِر الهادرِ الذي لا يوقِفُهُ يائسون وتجّار نضال، نحن طلبة ُالحزب أقوياء وأقوياء جداً».

واستطرد قائلاً: «نحن مؤمنون بحزبنا، مؤمنون بقدرتِنا على المساهمةِ بالنهوضِ بحزبنا، لتحديثِ مؤسّساتنا وتطوير آليات العملِ الحزبي والاستفادةِ من التكنولوجيا الرقمية، لعصرنة عملنا وزيادة إنتاجيّته. ولأنّنا لسنا راضين بالواقع نقدّمُ الأفكار والاقتراحات وندافع عنها بجديّة من داخلِ مؤسستنا الحزبية وأطُرِنا النظاميّة التي وحدَها الكفيلةِ بتحقيق غاية الحزب».

وختم سميا كلمته بالقول: «عشاؤنا اليوم في ذكرى التأسيس له خاصيّتُه، فهو ليس عشاءً كلاسيكياً أو لزيادة إيرادات صندوق المنفذية، عشاؤنا اليوم يحملُ مشروعاً مميّزاً وعليه أقبلنا على دعوَتِكم، اليوم نضع أمامكم مشروعاً استثمارياً. استثماريٌ مالياً واستثماريٌ في حركتِنا الطلابية. إنّ مشروعَ بيت الطلبة حلمٌ كبير، ولأنّنا نؤمن بأنفسِنا وقدرتِنا على تحقيق أحلامنا، قرّرنا أن نبدأ من مكان ما. هذا نابعٌ من رؤيتنا الاقتصاديةِ القائمةِ على الإنتاج، وعلى أن يصبح للمنفّذيات مشاريُعها لتأمين موازناتها، وهذه تجربةٌ واثقون بنجاحها، لأنّنا ندرسُ سوقنا جيداً ووجدنا الفرصةَ المناسبةَ فكان هذا الاستثمار، وحتى لا تكونَ ضمانةُ استمرارِ العملِ مقرونةً بالأفراد جَرَت مأسسةُ هذا المشروع وإقرارُ نظامِه. صحيحٌ أنّ الأوضاع الاقتصاديةَ صعبةٌ، وأنّكم مستنزَفون، وأنّ هذا الاستثمار لن يعودَ على حضراتكم كأفراد، ولكنّه استثمارٌ سيعود لمؤسسةٍ حزبيةٍ تُعدُّ وتبني طاقاتٍ واعدةً، طاقات في الغد هي مثلكم تساعدُ على بناء طاقاتٍ جديدةٍ.

تبرّعكم يقودنا إلى الأمام… طلبةٌ أقوى… حزبٌ أقوى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى