مجلس العمد في «القومي» يدعو لترجمة التوافقات في لبنان بخطوات إصلاحية جادّة

عقد مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسةً برئاسة رئيس الحزب الوزير علي قانصو، وصدر في نهاية الجلسة البيان التالي:

1 ـ إنّ رحيل المطران هيلاريون كبوجي مطران القدس، يشكّل خسارة كبيرة لفلسطين ومقاومتها ولكلّ أمّتنا، فهو حمل دائماً همّ فلسطين وعذابات الفلسطينيين، وكان مدافعاً قويّاً عن الحقّ ومتمسّكاً بخيار مقاومة الاحتلال سبيلاً للتحرير والعودة.

إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، لطالما اعتبر مواقف المطران كبوجي تعبّر عن نبض الأمة ووجدانها حيال المسألة الفلسطينية، فإنّه يؤكّد أنّ مواقفه جعلته مطراناً لكلّ فلسطين والأمة، وهذه المواقف ستظلّ حاضرةً في مسيرة الصراع الذي نخوضه في مواجهة العدوّ الصهيوني، ولإفشال مخطّطاته الاستيطانية التهويدية التي لن تلجمها قرارات دوليّة بقيت على مرّ سنوات الاحتلال حبراً على ورق.

2 ـ يؤكّد الحزب ضرورة استكمال التوافقات السياسية في لبنان، وأن تُترجَم نوايا صادقة وخطوات جادّة لبلوغ الإصلاح على المستويات كافّة.

وعليه يجدّد الحزب موقفه بضرورة سَنّ قانون جديد للانتخابات النيابية على أساس الدائرة الواحدة والنسبية، لأنّه القانون الأمثل، والذي يحقّق صحّة التمثيل وعدالته، ويضع لبنان على سكّة مغادرة نظامه الطائفيّ التحاصصيّ باتجاه بناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة وقوية.

يعتبر الحزب أنّ ما يتمّ تداوله من مشاريع قوانين لها مفاعيل «قانون الستّين» نفسها، لا تُساهم إطلاقاً في تحصين لبنان، بل تضعه على حافّة هاوية الأزمات الداخلية.

3 ـ يُدين الحزب السوري القومي الاجتماعي بشدّة، العمل الإرهابي الذي استهدف مدنيّين أبرياء في مدينة اسطنبول التركية، ويتوجّه بالتعازي الحارّة إلى أُسَر الضحايا، ولا سيّما اللبنانيين منهم، ويتمنّى الشفاء العاجل للجرحى.

4 ـ يُدين الحزب التفجيرات الإرهابية التي ضربت العراق، وأودت بحياة المئات من الأبرياء، ويعتبر أنّ هذه التفجيرات المتزامنة التي استهدفت تجمّعات شعبية ومفتي أهل السنّة والجماعة في العراق الشيخ مهدي الصميدعي، تشي بأنّ دعم الإرهاب من قِبل جهاتٍ دولية وإقليمية وعربية لم يتوقّف، ولا يزال بعناصره الأساسية «داعش» و«النصرة» محاطاً بالرعاية من قِبل صانعيه، ويتمّ الاستثمار فيه لضرب استقرار المنطقة كلّها، تمهيداً لتفتيتها وتقسيمها.

نجدّد الدعوة إلى تشكيل جبهة شعبية في مواجهة الإرهاب، تعمل في أمّتنا السوريّة على تحرير المجتمع من لوثة التطرّف والطائفية والمذهبية بوصفها عوامل تأسيس للإرهاب. كما ندعو إلى تبنّي استراتيجية دولية لمحاربة الإرهاب، جادّة وفاعلة، ولا تقوم على ازدواجيّة المعايير، أو على التمييز بين فصيل إرهابيّ وآخر.

5 ـ إنّ ما تمّ التوصّل إليه من وقف لإطلاق النار في سورية، وإعلان الجيش السوري وقف عمليّاته العسكرية باستثناء تلك التي تستهدف «داعش» و«النصرة»، يرتّب على القوى التي ضمنت الفصائل المتطرّفة الالتزام بوقف النار، لا الالتفاف وإلباس «داعش» و«النصرة» ومتفرّعاتهما لبوس «المعارضة المعتدلة». ولذلك، نحذّر من مغبّة أن تسعى أطراف إقليميّة من وراء وقف العمليات العسكرية، إلى توفير الفرص للمجموعات الإرهابية من أجل إعادة تنظيم صفوفها، بعدما تلقّت هذه المجموعات ضربات موجعة وهزائم متتالية، خصوصاً في مدينة حلب.

وإذ نؤكّد على وقوفنا إلى جانب الجيش السوري في معركته ضدّ الإرهاب، نشدّد على أنّ الحوار السوري ـ السوري، يجب أن يرتكز على القواعد التي تحقّق المصلحة السورية، والتي تصون وحدة سورية ومؤسّساتها.

6 ـ يُدين الحزب التوغّل التركي في الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ويعتبر أنّ تنامي الإرهاب هو نتيجة لسياسات دعم الإرهاب التي تبنّتها دول معروفة، وفي مقدّمها تركيا. ولذلك، نؤكّد أنّ المكافحة الحقيقية للإرهاب لا تتمّ باستداراتٍ سياسية، بل بإعادة النظر في البُنية التركيّة الحاكمة، وتحرير الدولة التركيّة من سطوة غرائز التطرّف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى