ورد وشوك
أرادوها حرباً لا تُبقي ولا تذر على العالم العربي بشتّى الطرق والأشكال، لكنهم أمعنوا في إبادة شعوب من أقطاره تأبى الخضوع والانقياد.
بأصابع خفيّة سطّروا أهدافهم في ميثاق سرّي، فنّدوها، حدّدوها بإتقان، وأعلنوا في ما بينهم طرق التنفيذ وأساليبه. فهم بصدد القضاء على حضارة عُرفت منذ الأزل بتعدّد ثقافاتها وتنوّع أعراقها وغنى أراضيها. لكن ذلك حتماً سيكلّفهم أبهظ الأثمان.
فكروا ملياً، بعدما اعتمدوا على أنّها «أمّة» تغطّ في نوم عميق. قرّروا أن يستثمروا غفلتها لتحقيق المرام. هي لعبة ساعدتهم ظروفهم وحال العالم العربي من وهن أن يبرزوا فيها ويحسّنوا لعبها بإتقان، لعبة قديمة حديثة لعبة الأمم جعلونا فيها الأحجار.
قرارهم مبرماً جاء: سينفقون على التنفيذ من أموال البيادق وفوائدها، فأوطان تلك البيادق منابع للنفط ومعظم الخيرات، وسيجعلون من أبنائهم حطباً يذكي نار حرب تعتمد على العنصرية والطائفية بهدف قتل فيهم معنى الإنسان.
الوزراء في لعبتهم انتقوهم موالين لهم في الأفكار، جاهزين لتقديم النصح والعون. يكفيهم إشغال مناصب ترضي الغرور عندهم بعيداً عن ضمير حيّ فطر عليه الإنسان.
مستعينون بقلاع تحميهم استمدت قوّتها من أعضاء في مجلس الأمن، وآخرين في معظم المؤسسات الدولية التي تعنى اسمياً بحقوق الإنسان.
وأحصنة أتوا بها من كلّ أنحاء الأرض لا تنتسب لنسل «حصاننا العربي»، بل هي مخصّبة للقفز فوق الحقوق وكلّ الاعتبارات برشاقة، غايتها تمكين ملك مزعوم توسّط الصف الأول في رقعة الشطرنج العصريّة، بعدما جعلوها أوسع مساحة صُفّت بعناية فوقها الأحجار.
وبقيت الفيلة عليها مقيدة الحركة مغلولة بأمراض متنوعة هم من صدّرها على شكل تكنولوجيا، لم نحسن استخدامها، فجاءت أخطر من الطاعون وفيروسات تهدّد العقل والنسل، يزعمون أنها مجرّد أمراض لها عندهم الترياق. كذبوا والله، فهم من صدّر الداء والدواء إمعاناً في إضرارنا وتحقيق مكاسب لهم في الاقتصاد.
صحيح أنهم اعتمدوا لعبة الغرض منها التسلية وإحراز الأهداف بظروف معيّنة، لكنهم نسيوا أنها لعبة للعقل تنمّي القدرات وتحتاج إلى حنكة وذكاء ومن أدركهما أمسك بيديه خيوط أكثر من خطّة يلعبها لكسب الجولة لا بل معظم الجولات، عندذاك يحقّ له أن يصل إلى نتيجة يصرخ معها قائلأ: كش ملك». وذلك يحتاج إلى الاستيقاظ من السبات. فنحن بشهادة أعظم مدبّري ومنظّمي ذاك الميثاق أمة لا تموت لكنّها أغرقت في نوم، إن استيقظت منه تستعيد بسنوات مُا أخِذ منها بقرون عجاف.
رشا المارديني