حسام قنديل: الرسم ثلاثيّ الأبعاد فنّ في خدمة الحياة

محمد سمير طحّان

قدّم الفنان حسام قنديل لجمهور معرضه المقام حالياً في المركز الثقافي في بلدة الكفر في السويداء، أعمالاً فنّية بتقنية الثلاثيّ الابعاد اليدوي عبر معرضه الفردي الثاني. حيث تنوّعت المواضيع من الحياة اليومية محاكياً فيها الواقع إلى حدّ التطابق ما زاد من دهشة الحضور.

وعن احترافه الرسم الثلاثي الأبعاد يقول الفنان قنديل: من خلال متابعتي أكثر من رسّام عالمي وأهمهم الايطالي مارسيلو بارينغي رائد هذا المجال على مستوى العالم، أحببت ما يقدّمه من تفاصيل وألوان من خلال أشياء بسيطة مستعملة في الحياة اليومية ورغبت في أن أخوض هذه التجربة لأنها غريبة وجديدة. مبيّناً أنّ رسوماته أحدثت ردود فعل متباينة بين الناس حيث انقسموا بين من أثنى عليها وبين من اعتبرها أعمال تصوير أو طباعة.

ويوضح قنديل أن على الرسام في بداياته إتقان رسم الخطوط الأساسية للشكل كون الخط هو أساس الرسم، ومن ثم يجتهد في التلاعب باللون وتوظيفه في الكتلة مع إبراز الحجوم بالظلال المناسبة وتدرّجها. لافتاً إلى أن الوصول لنتائج متقدمة في تقنية الثلاثي الأبعاد تحتاج لتثقيف دائم للعين ومتابعة لكل التفاصيل من خلال الممارسة والاستمرارية في العمل ومتابعة جميع انواع الفنون الجميلة.

وحول المواضيع التي يفضّل رسمها يشير الفنان الشاب إلى أنه يختار مواضيعه من الأشياء المستعملة في الحياة اليومية ويقول: هذا النوع الجديد من الفنون يحصل على حضور أكبر في المجتمع لغرابته بالنسبة إلينا، حيث يراه الناس من منظورين. فهو من جهة عند البعض فنّ غريب وجميل والبعض يرونه إضاعة للوقت. معتبراً أنّ العالم يتجه إلى الفنّ المبسط السهل المدهش للناس الذي يمكن أن يكون هادفاً بوسائل بسيطة من دون تكاليف كبيرة.

ويرى الفنان قنديل أن فنّ الثلاثي الابعاد الذي ينفذ في الشوارع وعلى المباني بأحجام كبيرة لا يفرق عن الأعمال التي تنفذ على الورق بأحجام صغيرة من ناحية الاسلوب الفني، الا ان الشكل الاوّل يحتاج إلى وقت وجهد أكبر ويتطلب استخدام التبسيط اللوني والابتعاد قليلاً عن التفاصيل كون الهدف منه إعلانياً بالمرتبة الاولى، أما الرسومات الصغيرة على الورق فهي تحتاج إلى دقة أكبر من حيث التفاصيل وإتقان التلوين ورسم التكوين بواقعية مفرطة.

وحول ارتباط هذا الفنّ بالنمط الإعلاني التجاري يقول قنديل: لا يمكن الخروج من صفة الفن التجاري بالكامل في هذا النوع من الفنون لأن محترفيه بحاجة إلى دخل مادي، وخصوصاً مع صعوبات الترويج له. وبالنسبة إليّ أحقّق واردات مالية بسيطة من خلال رسم أشخاص والرسم على الجدران وأحياناً بيع الرسومات بأسعار أقل ممّا يجب مكتفياً بفكرة أن هناك من يريد اقتناء أعمالي.

ويلفت قنديل إلى أن هناك استخدامات كثيرة اليوم للرسم الثلاثي الأبعاد في مختلف دول العالم ومنها استخدامه في الشوارع كبديل عن المطبات الطرقية كما انتشرت تقنية الهولوغرام الضوئية ثلاثية الأبعاد التي تستطيع أن تجسم الأشكال في بعد ثلاثي حقيقي لتستخدم في العروض الترفيهية والمسارح والسينما والملاهي.

وعن الفرق بين ما ينتجه الحاسب الآلي من فنون ثلاثية الابعاد وبين ما تنتجه يد الفنان يقول قنديل: ما تبدعه اليد البشرية في أي ّشيء من دون مساعدة الآلة يعتبر هو الإبداع والإنجاز الحقيقي. إذ إنّ أيّ إنسان يتقن استخدام برامج التصميم الفني على الكمبيوتر قادر على إنتاج مثل هذه الرسومات حتى لو لم يملك أيّ موهبة فنية.

ويتابع قنديل: يهتم فنّ الاتصالات البصرية بالتفاصيل والمساحات اللونية وأصبح الآن فناً مهتماً بما ينتجه الكمبيوتر عبر برامج التصميم الإعلاني أكثر مما تبدعه اليد البشرية بسبب الحاجة إلى السرعة في إنجاز العمل، ولا يعطي اهتماماً للكتلة والظل كما في فنّ الرسم الثلاثي الأبعاد اليدوي المعتمد على خداع العين والعقل بإتقان المنظور والظلّ والكتلة المرسومة لتبدو للعين وكأنها بارزة أو نافرة.

ويرى أن هناك قدرات فنية سورية مهمة في كل الفنون والمجالات ولكنها تحتاج إلى دعم وإلى تسليط الضوء عليها من قبل المؤسسات الثقافية والجهات المعنية بدعم الفنّ. كما أن لكلية الفنون الجميلة دوراً مهماً في احتضان وتطوير المبدعين بعيداً عن فكرة التلقين وتخريج حملة شهادات من دون مضمون إبداعي.

ويعبّر قنديل عن تفاؤله بمستقبل فنّ الرسم الثلاثي الأبعاد في سورية ليقول في ختام حديثه: يمكن أن يكون الرسم الثلاثي الأبعاد اليدوي في خدمة التكنولوجيا والعلم والحضارة والتطور في سورية عبر استخدام تقنياته في المجالات التعليمية والخدمية وحتى في الطبّ والعلوم.

الفنان حسام قنديل من مواليد السويداء عام 1983 درس في كلّية الفنون الجميلة لمدة أربع سنوات من دون أن ينهي دراسته فيها، وتخصّص بالرسم الثلاثي الأبعاد منذ سنتين.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى