عنتر عشيّة اعتزاله بحضور نجوم برشلونة: حضور الجمهور سيشجّع لحضور نجوم آخرين

حاوره إبراهيم وزنه

يدرك لاعبو كرة القدم تماماً بأنّه في كلّ مسيرة كرويّة، لا بدّ يوماً من الوصول إلى خط النهاية، وتحديداً إلى لحظة الاعتزال والخروج الإرادي من اللعبة الشعبية. قرار صعب ولحظات تختزل سنوات، لذلك نلاحظ بأنّ طلاقة التعبير عند النجوم وهم في عزّ عطائهم وتألّقهم تخونهم في معرض إجاباتهم على الأسئلة المطروحة في سياق وداعهم للملاعب.

وبالانتقال إلى النجم رضا عنتر 37 عاماً أحد أبرز لاعبي كرة القدم في لبنان، فهو تجاوز القواعد المعروفة، لا بل قلب المعادلة التي طالما لمسناها عند لاعبينا وفي ملاعبنا، بطلاقة وخبرة اكتسبها من خلال سنواته الاحترافيّة خارج حدود الوطن، والتي وصلت إلى 15 سنة، فردّ على أجوبتنا بثقة تامّة وبمعنويات عالية، لأنّه مدرك طريقه وهو الذي خطّط بذكاء ليوم اعتزاله على أمل مواصلة طريقه الكرويّ عبر الانخراط في مجال التدريب، وأول مهامّه التدريبية ستكون مع فريق الراسينغ.

غداً سيكون موعد الاعتزال على ملعب صيدا البلدي 17.30 ، اعتزال غير مسبوق للاعب متميّز، وثلاثي فريق برشلونة بيكيه وبوسكيتس وألبا سيشاركون في مباراة عنتر الأخيرة. عشيّة المباراة كان لا بدّ من لقاء وإضاءة على «عنتر» الكرة اللبنانية.

حدّثنا عن مسيرتك الكرويّة؟

ـ وأنا في السادسة من عمري تعلّقت بلعبة كرة القدم في سيراليون، لعبت مع فريق المدرسة ثمّ مع فريق الجالية اللبنانية، وعندما بلغت السادسة عشرة من عمري ساعدني والد اللاعب علي عبدالله «كانوتيه» للالتحاق بصفوف نادي التضامن صور، ولعبت معه لخمس سنوات إلى أن دقّت ساعة الاحتراف الخارجي بدعم ومساندة رئيس نادي التضامن صور السيّد علي أحمد، فاحترفت لمدّة 8 سنوات في المانيا متنقّلاً ما بين أندية هامبورغ وفرايبورغ وكولن، ثمّ انتقلت إلى الدوري الصيني فلعبت مع ناديين لسبعة مواسم. ولمّا رسمت طريق الاعتزال، وفيت بوعدي فلعبت مع التضامن لموسم أخير 2016 ـ 2017 ، ثمّ أعلنت خروجي من الملاعب كلاعب والانتقال إلى عالم التدريب، ومؤخّراً ارتبطت بعقدي الأول مع نادي الراسينغ.

ما هي دوافعك للاعتزال؟

ـ أوّلاً، ومن منطلق حبّي للّعبة بقيت في ميادينها، ونصيحتي في هذا المجال، بأنّه على كلّ لاعب أن يحدّد اليوم الذي سينهي فيه مسيرته كلاعب، ليخرج بأبهى صورة في عقول وقلوب جماهيره ومحبّيه، فمن يفكّر بعقله من دون الاستسلام لرغبة القلب أو تمنّيات الأصحاب أو اللجوء إلى المسايرة، عليه أن يقنع نفسه أوّلاً بأنّ دوره الميداني والفنّي قد تراجع ومهمّته في الملعب قد انتهت، وأنا رسمت ذلك وفق هذه القناعات وقرّرت الاعتزال اليوم.

كيف وافق نجوم برشلونة على المشاركة في المباراة؟

ـ في هذا السياق، أوجّه تحيّة للسيّدين سمير شمخا وإيغل زريق على طرحهما للفكرة وتولّيهما لتنفيذها على جميع الصّعد، وقد توافقنا معاً على جميع الأمور، مع الإشارة إلى أن بيكيه سيفتتح أكاديمية خاصة تابعة لنادي برشلونة خلال الزيارة.

ماذا تخبرنا عن تفاصيل المباراة والنشاطات التي ستدور على جنباتها؟

ـ المباراة بين منتخب لبنان الحالي، وسأكون معه في مباراة وداعيّة أخيرة، وفريق يضمّ غالبية نجوم الأندية اللبنانيّة في السنوات الأخيرة ومعهم سيشارك «ثلاثي برشلونة». وهنا أتوجّه بالشكر للرئيس الحريري الذي سيستضيف نجوم برشلونة على العشاء عند العاشرة من مساء اليوم ، وبالطبع سيُصار إلى تقديم دروع من قِبل رؤساء الأندية بين الشوطين، وفي هذا السياق أشكر الأندية واللاعبين والإعلاميّين والمدرّبين والجماهير، آملاً أن يكون يوم غدٍ مهرجاناً حضاريّاً بكلّ معنى الكلمة.

نظرتك إلى الكرة اللبنانية، في ظلّ تزايد المدرّبين المحلّيين؟

ـ لا ننكر أنّ في لبنان الكثير من المواهب الكرويّة، ففي كلّ موسم يسطع اسم جديد، ما يعني أنّ الأرض خصبة لتفريخ المواهب، وتبقى عمليات الصقل والتوجيه، وهنا على الاتحاد والأندية واللاعبين أنفسهم بذل الجهود لتحقيق أفضل النتائج للمستقبل. اليوم نجد أنّ الدوري اللبناني يضمّ 7 أو 8 مدرّبين محلّيين، وهذا دليل عافية مع سعي لإثبات الذات من قِبل جيل بأكمله يضمّ موسى حجيج وجمال طه وجمال الحاج محمد زهير وباسم مرمر وفؤاد حجازي ومحمود حمود ومحمد الدقة وغيرهم، وهنا أودّ أن أردّ على من سألني حول شهاداتي التدريبيّة بعد استلامي لدفّة الراسينغ، بأنّه من يلعب في الدوري الألماني لسبعة مواسم يحقّ له التدريب مباشرة مع تصنيفه ب في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وسأعمل لاحقاً على خوض دورة تدريبيّة في ألمانيا للحصول على شهادة أ . المهم، يجب أن يقتنع الجميع، عندما نحترم اللعبة ونهتمّ بكلّ تفاصيلها ونتعاون على المصلحة العامّة، لا بدّ أن يتحقق التطوّر.. وكرتنا تستحق.

كلمة أخيرة؟

ـ شكراً لعائلتي لوقوفها معي خلال مسيرتي الاحترافية، وهي ستكون معي على أرض الملعب غداً لتشاركني في وداع الجماهير والحاضرين، وأتمنّى الحضور الجماهيري اللائق في الملعب، لأنّ حضورهم سيشجّع نجوم آخرين في المستقبل للحضور إلى لبنان بهدف المشاركة في نشاطات ومباريات أخرى، وشكراً لكم على هذا اللقاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى