لافروف: استراتيجية ترامب الجديدة في أفغانستان «عقيمة» وتنافي النهج الذي تمّ إقراره في مجلس الأمن
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أنّ «الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في أفغانستان عقيمة» ويرى أنها تقوم خصوصاً على «استخدام القوة».
وقال لافروف: «تأسف لكون هذه الاستراتيجية الجديدة التي اعلنتها واشنطن تقوم خصوصاً على وسائل استخدام القوة»، مضيفاً «نحن واثقون بأنّ هذا النهج عقيم».
وأضاف: «أنّ موسكو تأمل في تلقي إيضاحات من واشنطن، بشأن إعلان الأخيرة عن إمكانية إجراء اتصالات مع طالبان من دون شروط مسبقة».
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكمبودي أن الاستراتيجية الجديدة حول أفغانستان التي أعلنتها واشنطن قبل أيّام، تتضمّن «موقفاً لافتاً للنظر من العلاقات مع طالبان».
وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن موسكو تقيم اتصالات مع الحركة المتطرّفة لسببين: هما «ضرورة حلّ مسائل عملية تؤثر على أمن المواطنين الروس والمؤسسات الروسية في أفغانستان، وضرورة حثّ طالبان على الحوار مع السلطات على أساس المعايير التي حدّدها مجلس الأمن الدولي».
وذكّر بأنّ مجلس الأمن قد أصدر قراراً بـ «موافقة الحكومة الأفغانية» يؤكد أنه على طالبان «الوفاء بـ3 شروط للحصول على حق الجلوس إلى طاولة المفاوضات». وتتمثل الشروط الثلاثة في «فك الارتباط بالإرهابيين، ونبذ العنف، والتأكيد على احترام الدستور الأفغاني».
وشدّد لافروف على أن «موسكو في اتصالاتها مع طالبان تنطلق دائماً من هذه المعايير وتدفع الحركة المتطرفة إلى قبول الشروط الأممية».
واستطرد قائلاً: «لكن إذا فهمت الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة بشكل صحيح، فيعني ذلك أنها تسمح بإقامة اتصالات مع طالبان من دون وفاء الأخيرة بأي شروط على الإطلاق».
وحذّر من أن ذلك «لا يتطابق مع المصلحة المشتركة والنهج المتفق عليه الذي تم إقراره في مجلس الأمن».
وأضاف: «نأمل في أننا سنتمكّن من الحصول على إيضاحات بهذا الشأن خلال الاتصالات على مستوى الخبراء».
وينتشر نحو 8400 جندي أميركي حالياً في أفغانستان في إطار قوة دولية تضمّ 13 ألفاً و500 عنصر وتقضي مهمتها، خصوصاً بتقديم المشورة إلى القوات الأفغانية المؤلفة من نحو 190 ألف جندي.
كما مهد ترامب أمس لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان مع تكثيف الضغط على باكستان المتهمة بإيواء «عناصر يزرعون الفوضى».
وكان قد أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أنّ موسكو تزود متمردي طالبان بالسلاح «في انتهاك للمعايير الدولية».
وعلّق لافروف «ليست المرة الأولى نتّهم بدعم وحتى بتزويد طالبان السلاح»، مضيفاً «لم يتم تقديم أي دليل».
وأوضح أنّ موسكو لا تزال على اتصال بطالبان فقط لضمان «أمن المواطنين والمؤسسات الروسية» في أفغانستان و«دعوة المتمرّدين إلى التحاور مع الحكومة» الأفغانية.
شدّدت موسكو مراراً على وجوب إشراك طالبان في «حوار بناء» لإيجاد حل للنزاع الأفغاني الذي يشهد تصاعداً للمواجهات وبروزاً أكبر لتنظيم داعش الإرهابي.
ونهاية آذار، أعلن قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال كورتيس سكاباروتي أنّ موسكو قد تكون توفر إمدادات لطالبان.
بدوره، أخذ قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون على روسيا في شباط أنها تمنح طالبان «النفوذ والشرعية»، ما يتنافى وخطط الحلف الأطلسي لهذا البلد.
في السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي، أمس، إن «الجانب الروسي رفض أكثر من مرة كل الاتهامات الموجّهة إليه بهذا الشأن وطالب الشركاء الأميركيين بتقديم أدلة».
وأكدت الدبلوماسية الروسية «عدم وجود أي أدلة»، قائلة: «مثل هذه التصريحات، لا تساعد على إقامة تعاون فعال بين بلدينا على المسار الأفغاني. ونعلن من جديد أننا لا نقدم أي دعم إلى حركة طالبان».
وأعربت زاخاروفا عن «قلق موسكو من كون الاستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان لا تنصّ على «خطر تنظيم داعش الإرهابي، الذي يفرض نفوذه بنشاط في أفغانستان وكذلك تتجاهل تماماً قضية إنتاج المخدّرات في هذا البلد».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: «لفت انتباهنا أن الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان، التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 21 آب، تمّ التركيز فيها على حل القضية الأفغانية بالقوة، بما في ذلك من خلال زيادة عدد القوات الأجنبية».
وأكدت: «هذا النهج يتماشى مع الحلول التي أعدّتها الإدارة الأميركية السابقة لأفغانستان. ومن المعلوم، وأنا آملة بأن الجميع يعلمون ذلك، أن هذا الأمر لن يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية في مجال الأمن».