قالت له
قالت له
قالت له لماذا ومتى يشعر الحبيب بالتجاهل من حبيبه؟
قال لها هل هو شعور بالتجاهل للهموم أم للتواصل؟
قالت لكن التواصل بين الحبيبين هو الحب.
فقال لها صحيح، ولكن التواصل عندما يصير ملاحقة حق وطلب تأدية واجب يصير سبباً للاحتكاك والتشنج والتوتر، خصوصاً عندما لا يلفت الحبيب لظرف حبيبه ويفترضه متفرغاً له بلا حياة ولا هموم واهتمامات، وربما من بينها ما يخصّه هو وما يعتب إن تجاهلها الحبيب، بينما هو لا يبادله مجرد تقدير الانشغال والانهماك، وربما الشعور بالضيق والقلق ويطلب تقديراً لمثلها عندما تعنيه.
قالت أنت تجعل الحبيب المشتكي مشكواً منه.
قال أنا أدعو الحبيبين للتفهم المتبادل وحسن الظن وتقدير متاعب النفس وهمومها، والتصرف بحرص الباحث عن راحة حبيبه في لحظات الضغط، لا الطالب دائماً لجعله محور الحياة، لأنه عندما يفرغ لنفسه سيجد أن له ما ينشغل به ويمنحه أولويات واهتمامات ويطلب تفهّمها ودعمه فيها، ويقيس على ذلك حرص الحبيب.
فقالت لكن الشعور بالتجاهل لا يصدق الأعذار، ويعتبرها افتعالا للغياب. وقد اعتاد على الحضور الدائم رغم كل انشغال.
قال لها فليسأل كل حبيب نفسه إن كان الحب قد خمد، فليختبره بالأهم بدلاً من المجادلات العقيمة التي قد تجعله يخمد.
فقالت وكيف؟
قال بالسكينة والهدوء، فإن زاد الغياب غياباً والبعد بعداً والبرود بروداً يكون ما يبحث عنه، ليس له فلا مبرر لتعب في السعي خلفه وإن أعقبت السكينة حياة والبرود حرارة يكون قد حصل على المراد، بلا صخب وضجيج وسقطت المخاوف بالحقائق.
فقالت ولكن البعد قد يزيد البرود.
فقال والضغط قد يسرّع البعاد.
فقالت ومتى تنتهي الاختبارات.
قال عندما نغمض عيوننا على الثقة ونوقف إخضاع الغير للامتحانات. ومتى سقطت الثقة نوقف السعي وندير وجهنا إلى الأمام ونمضي في طريقنا.
قالت سأمضي في طريقي ومتى افتقدتني عليك بالبحث عني فقد تجدني وقد يكون فات الأوان.
ومضت وهو يفرك كفيه فالتفتت إليه وضمّها.