«داعش» يسيطر على معظم الأنبار وبغداد قلقة

تتجه الإدارة الأميركية نحو سياسية «اللعب على الأوتار»، فتصف الجيش العراقي بـ «الهش» وغير القادر على الصمود أمام «داعش»، في حين تصنف نفسها على أنها المنقذ وتحاول الضغط على تركيا لمشاركتها في الحرب على التنظيم، في وقت تظهر أنقرة وكأنها متخوفة من فتح النار عليها، خصوصاً بعد التواصل بين «داعش» وضباط أتراك بالقرب من الحدود السورية.

وعلى رغم الضربات الجوية التي تشنّها أميركا وحلفاؤها توسّع تنظيم «داعش» في أكثر من جهة في العراق، بعدما فتح جبهات في مواجهة القوات العراقية، وعليه ازداد الخوف اليوم من أن يكون الهدف المقبل للتنظيم العاصمة العراقية بغداد.

سبعون في المئة من أرض الأنبار غرب العراق أصبحت بيد تنظيم «داعش»، بحسب تقديرات الحكومة المحلية. صحراء غرب العراق والتي تشكل ثلث مساحته مهددة بسقوطها كاملة بيد التنظيم. حكومتها المحلية اختلفت وموقف الحكومة العراقية الرسمي لجهة طلب قوات أميركية برية.

توقعات سقوط الأنبار بحسب رئيس مجلس محافظتها خلال أسبوعين، إن خفت فيها غارات أميركا وحلفائها أو الغطاء الجوي العراقي. وقال رئيس مجلس إنقاذ الأنبار الشيخ حميد الهايس إن «القوات الأمنية يجب أن تقوم بعملية عسكرية كبيرة من خلال اجتياح هذه المناطق وتحريرها وعودة السكان، وهؤلاء هم السند القوي للقوات الأمنية».

خطر «داعش» في الأنبار يكمن بقربه من العاصمة بغداد مهدداً أمنها، وكرمة الفلوجة أقرب نقاط اقتراب «داعش» من بغداد.

عشرة كيلومترات تفصل بحسب تقديرات الاستخبارات 4000 مقاتل من «داعش» عن أبو غريب والزيدان غرب بغداد. مقاتلو «داعش» في مواجهة الحشد الشعبي وقوات الأمن العراقية بلا غطاء جوي عراقي مكثف. واعتبر الخبير الأمني فاضل أبو رغيف أن الوجود العسكري في أراضٍ واسعة قد يشتت القوة العسكرية.

ويؤخذ على حكومة الأنبار المحلية وشيوخها التناقض في المواقف، فدعواتهم اليوم لإدخال قوات برية أجنبية سبقها دعوات لإخراج أية قوات غير الجيش العراقي من مدن المحافظة.

إن سقطت الأنبار فستشكل ونينوى حدود داعش الكاملة مع سورية، حدود ستشكل عبئاً عسكرياً على السوريين، وتهديداً مستمراً لبغداد العاصمة.

فيما مواقف القوى السياسية الرئيسية في العراق ما زالت رافضة الوجود البري الأجنبي مع دعوات تغيير أسلوب القتال بشكل يضمن نجاحاً عسكرياً في المعركة.

وفي السياق، فرضت السلطات العراقية حظراً شاملاً للتجوال في الرمادي فيما تدور اشتباكاتٌ عند حدودها الشمالية حيث نفذ الطيران الاميركي عملية إنزال معدات عسكرية هناك.

وتتعرض مدينة الرمادي لهجوم من تنظيم «داعش» من محاورها الشرقية والشمالية والغربية، كما يشارك الطيران الغربي في التصدي للمهاجمين.

أمنياً سقط نحو 25 شهيداً وعشرات الجرحى في ثلاثة تفجيرات استهدفت مناطق شمال بعقوبة. وفي الأنبار قتل قائد شرطة المحافظة في انفجار عبوة ناسفة قرب الرمادي.

وقال فالح العيساوي نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار قتل اللواء الركن أحمد صداك بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه صباح الأحد أمس .

وتعرض صداك قبل مقتله لمحاولات اغتيال متكررة، وفقاً لمصادر أمنية. ويسيطر المتطرفون على مناطق واسعة في محافظة الأنبار التي تشترك بحدود تمتد لحوالى 300 كيلومتر مع سورية.

اعتداءات اليوم تأتي غداة سقوط نحو ثمانين مواطناً وإصابة العشرات بهجمات إرهابية استهدفت عدداً من أحياء بغداد ومنطقة تكريت في العراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى