التجربة الانفصالية في الولايات المتحدة الأميركية
يكتبها الياس عشي
ليس لأحد أن يراهن بشأن مستقبل الولايات المتحدة الأميركية التي مرّت بمخاض عسير قبل أن يصبح العلم الأميركي مزداناً بخمسينَ نجمةً ترمز لخمسينَ ولايةً تشكل متحد الدولة.
في عام 1861 خاض الرئيس ابرهام لنكولن حرباً شرسة ضدّ الجنوب الأميركي الساعي إلى الانفصال احتجاجاً على مشروع تحرير العبيد. نجح لينكولن، وانتصر الشماليون، وانتصر العقل الفدرالي على نزعة التفرّد.
في الأكيد أنّ «ترامپ» مطلعٌ على أحداث تلك الفترة، فليس هو «جاهلاً» إلى هذا الحدّ! وإذا كان يعرف فلماذا يدعم الانفصاليين في سورية؟
سؤال آخر.. ما العيب في مشروع دولة كبرى إذا كان الأميركيون قد اشتروا ألاسكا مليونا كيلو متر مربع من روسيا بمبلغ 8,000,000 دولار، واشتروا من ناپليون 1803 لويزيانا بذات المبلغ تقريباً أكثر من مليوني متر مربع .
وطالما أنّ الحديث في هذه المرحلة من تاريخ العالم يدور حول الانفصال، فما رأي ترامپ أن تطالب روسيا أو فرنسا بإعادة الملكية لهما، وأن تدعم ذلك بشوارع تضيق بالجماهير والأعلام ومكبرات الصوت، ووثائق عقارية.. وقد تصل إلى السلاح؟
ثمّ وأخيراً.. ألم تمرّ الولايات المتحدة بفترة حرجة عندما حدث الشغب في كاليفورنيا بالأمس القريب، وارتفعت أصوات تطالب بالانفصال؟ نعم لقد حدث ذلك احتجاجاً على الممارسات العرقية التي ينطبق عليها قول الأخطل التغلبي:
إنّ الضغينة تلقاها وإن قدُمتْ
كالعرّ يكمن حيناً ثمّ ينتشر
العرّ: الجرب.