غصن وأبو شهلا يبحثان أوضاع العمال الفلسطينيين: إلى متى ستبقى «إسرائيل» فوق القانون والمواثيق الدولية؟
في إطار مشاركتهما في مؤتمر العمل الدولي في جنيف، التقى الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن وزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا حيث اتفق الجانبان على أهمية الضغط من أجل تحويل تقارير بعثة منظمة العمل الدولية لتقصي الحقائق عن عمال فلسطين تحت الاحتلال وكافة التقارير ذات الصلة التي صدرت خلال العشرين عاماً الماضية والتي تستعرض الصورة البشعة لأوضاع العمال العرب في الأراضي المحتلة، إلى قرارات تدعم حقوق العمال وتجبر «إسرائيل» على تطبيق أنظمة منظمة العمل الدولية وقوانينها ومعاييرها على العمال الفلسطينيين العاملين لديها.
وتساءل أبو شهلا وغصن: «إلى متى ستبقى إسرائيل دولة فوق القانون والمواثيق والمعاهدات الدولية؟ وإلى متى يظل العالم يقبل أن تظل إسرائيل تتحدى القرارات التي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحافل الدولية عبر السبعين عاماً الماضية»؟
وأكد غصن موقف العمال العرب الثابت من دعم القضية الفلسطينية، ورفض تهويد القدس ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، موضحاً أنّ الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وفي بيانها الأخير حول أحداث القدس وذكرى النكبة دعت عمال العالم إلى التظاهر أمام السفارات الأميركية حول العالم رفضاً لقرار ترامب، وتأييداً لمسيرات العودة ومقاطعة منتجات وبضائع كل البلدان التي تساند المشروع الأميركي والإسرائيلي في فلسطين والمنطقة العربية.
وذكر غصن أنّ الاتحاد الدولي ممثلاً لملايين العمال العرب كان ولا يزال مباشراً في نقده للمخططات الأميركية حيث وصف الولايات المتحدة بأنها الإرهابي الأول في العالم، والداعم الكبير للمنظمات الإرهابية التي تعيث في الأرض العربية فساداً وإفساداً لنشر الفوضى وعدم الاستقرار خدمة لمصالح «إسرائيل» ودعماً لتهويد القدس وتنفيذ صفقة الاستسلام.
وأكد غصن للوزير الفلسطيني أنّ العمال كانوا ولا يزالون وسوف يبقون في طليعة النضال والكفاح والمقاومة حتى يتحرّر كلّ شبر من فلسطين ومن الأراضي العربية المحتلة، رافضين الإرهاب بكل صوره والاستعمار بأشكاله المختلفة، معتبراً أنّ تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية هذا العام عن الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة جاء في محله حيث كشف بما لا يدع مجالاً للشك عن ممارسات الاحتلال وتسببها في تفشي ظواهر الفقر والبطالة وتدهور الوضع الاقتصادي.
كما طالب غصن لجنة المعايير الدولية بترجمة هذا التقرير على أرض الواقع وإدراج «سرائيل» على القائمة السوداء حتى تنفي عن نفسها تهمة التعامانل بازدواجية مع البلدان المختلفة حسب الأهواء، وقال : «لو أنّ دولة أخرى نفذت ربع ما تقوم به إسرائيل من تجاوزات لكانت عنواناً من عناوين المؤتمر!
من جانبه، أكد أبو شهلا أهمية الدور الذي يلعبه العمال في معارك التنمية والبناء والمقاومة، ناقلاً إلى غصن مطالبه التي ركز عليها خلال المؤتمر، حيث دعا منظمة العمل الدولية إلى إجبار «إسرائيل» على احترام كرامة العامل الفلسطيني من خلال وقف ظاهرة سمسرة العمال، وإنهاء معاناة العمال على الحواجز العسكرية أثناء عبورهم اليومي لهذه الحواجز. وطالب أبو شهلا بتطبيق معايير الصحة والسلامة المهنية في الأماكن التي يعمل فيها الفلسطينيون ومنحهم أجور مساوية لأجور الأجانب أو «الإسرائيليين» وفقاً لقانون العمل «الإسرائيلي».
وشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتقديم كافة البيانات المطلوبة عن حقوق العمال المالية المحتجزة لديها، باعتبارها حقوقاً فردية لا يمكن التخلي عنها أو أن تتقادم مع الزمن، لافتاً إلى أنّ هذه الأموال هي حقّ للعامل الفلسطيني وأسرته، وعلى «إسرائيل» تحويلها إلى مؤسسة الضمان الاجتماعي الفلسطينية وفقاً لبروتوكول باريس الاقتصادي نحو تأمين العمال وأسرهم وحماية لكرامتهم الإنسانية.
وقال أبو شهلا: نأمل من منظمة العمل الدولية أن تمارس سياسة عملية وواقعية وفعالة لإنقاذ عمال وشعب فلسطين من هذه المخاطر التي تحرم الطفل الفلسطيني من غد كريم، وتحرم العامل الفلسطيني من حقه الذي اختلط بالعرق والدم، وتحرم الشعب الذي يرزح تحت نير الاحتلال من حياة كريمة يستحقها تحت الشمس أسوة بشعوب العالم، وتحرم المنطقة كلها الأمان والاستقرار والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والخير العام لجميع المنطقة والعالم بأسره.
وأضاف: إنّ العالم يرى ويسمع ويراقب ويحتج أحياناً، لكنه في النهاية يترك «إسرائيل» بآلتها العسكرية الضخمة تتمادى وتخرج عن القوانين والأعراف الدولية ويطلق يدها لارتكاب أبشع المجازر بحق شعبنا، مطالباً كل المنظمات المعنية بموقف حاسم وعاجل وعملي.