عندما أذهب إلى السّماء
عندما أذهب إلى السّماء لا تحزنوا لأجلي فلن أطيل الغيابَ سأعود إليكم محمَّلةً بالأجوبةِ سأعرف لكم أين تخبّئ السّماءُ آلامنا! ماذا تفعل بأحزاننا؟! وإنْ أصرّتْ على تخبئتها… أعدكم بأن أعثر عليها. سأجمع الآلامَ والأحزانَ على هيئةِ كومةِ قشٍّ وأضرمُ النّارَ فيها لن أطيلَ الغياب سأعرف من الغيوم كيف أنّها إلى الآن بيضاءُ اللّون أوليسَ سببُ وجودها هو تكاثف دماء شعوبنا وصعودها إلى الأعلى؟! سأعاتب السّماءَ على مكوثها هناك بينما نريدها هنا! سأعرف لكم هل لها أذنان؟ إن كان لها… فلماذا لا تصغي إلينا؟! وإن لم يكن… فعلينا إذاً باقتلاع حناجرنا! لن أطيل الغياب هناك سأجعل يديّ تنموان كثيراً كثيراً إلى أن تقوى على احتضان جميع مَن ذرفتم الدّموع لأجلهم. سأجعل يديّ تنموان كثيراً لأنّهم لم يبقوا أطفالاً هناك بل كبروا! سأعود مُحمّلةً بهم لا تنتظروا عودتي بهيئتي الحاليّة. قد أعود عكّازاً بيدِ ضريرٍ. قد أعود كجناحَي فراشةٍ يلاحقها الأطفال وهم يقهقهون فرَحاً أو كثدي مدرارٍ لطفلٍ قتلوا أمّه قبل أن يشتمّ رائحة الحليب. لن أطيل الغياب سأعود محمّلةً بالسّماء أو أنّني لن أعود.
ريم رباط