ما هو ثمن «قرينة البراءة» التي تحدث عنها ترامب؟
عمر عبد القادر غندور
هل نحن أمام المشهد الأخير من همروجة اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي؟
آخر مواقف الرئيس الأميركي المقاول دونالد ترامب تشير إلى سعي حثيث للفلفة القضية بشهادة اتصاله بالملك السعودي وإيفاد وزير خارجيته مارك بومبيو إلى الرياض، ثم أنقرة، وقوله إنّ قتلة خارجين عن السيطرة كانوا وراء اختفاء الخاشقجي. الرئيس ترامب كان صادقاً عندما قال انه لا يريد الإضرار بمصلحة أميركا الاقتصادية.
وكان مصدر في «سي أن أن» كشف أنّ ولي العهد محمد بن سلمان اتصل بصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر وتحدث معه ونفى الاتهامات التي تُثار حوله وانضمّ إلى المحادثة مستشار الأمن القومي جون بولتون؟
إذن… بدأت الإجراءات العملية لإخراج السعودية من هذه الورطة، وحدّد الرئيس الاميركي عنواناً للعمل تحت سقفه وهو «قرينة البراءة» التي تستدعي إجراء محادثات حسابية بقيادة الولايات المتحدة وكلّ من تركيا والسعودية لمعرفة كلفة هذه القرينة!
وإذا ما تحقق ذلك، بوسع السعودية أن توظف ذلك في الاستثمار السياسي، وبدأت ملامحه عبر تصريح الذي خرجت به وكالة الأنباء الرسمية السعودية وأكدت فيه رفضها لأيّ تهديدات ومحاولات للنيل من المملكة سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية او استخدام الضغوط السياسية او ترديد الاتهامات الزائفة.
في السياق عينه حذرت أوساط اقتصادية أميركية من الاعتماد على النفط السعودي، وعادت بالذاكرة الى 45 عاماً مضت يوم قطعت فيه السعودية إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة بسبب دعمها لـ «إسرائيل» ما أدّى إلى مضاعفة أسعار النفط أربع مرات متسبّباً بصدمة كبيرة للاقتصاد العالمي.
وقناعاتنا انّ الولايات المتحدة تدرك البُعد المستقبلي لهذه الأزمة، وأنها ربما تستوعب التداعيات طالما تعتمد حسابات الربح والخسارة، ولكنها ستعيد النظر في حساباتها مع حلفائها وخصومها في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالثروات المدفونة في أكثر من بلد…!
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي