«تكوين» معرض تشكيلي لمجموعة ريشة ولون العالمية في بيروت عرس لوني لا يعترف بحدود بعيداً عن الإطار المادي والتجاري

عبير حمدان

يكفي أن تضمّ قاعة واحدة تشكيلاً ملوناً ولو لم يحمل الحدث فكرة محددة، وهنا تتسع المساحة التشكيلية في إطار إبداعي حيث لكل لوحة نسيجها وهويتها الخاصة.

هي محاولة جميلة لتحفيز الروح والعين لدى المتلقي في زمن يفتقر إلى الألوان ضمن بقعة جغرافية مثقلة بالسواد، ويمكن للريشة أن تعيد اليها الألق حين يجتمع فنانون تشكيليون من مختلف الدول العربية ليشاركوا في المعرض الذي أقيم في المركز الثقافي في بيروت وحمل عنوان «تكوين» وكان بدعوة من مجموعة ريشة ولون العالمية.

تنوّعت اللوحات بين التجريد والانطباعي والتكعيبي وحمل جزء كبير منها العديد من الرسائل التي تحثّ المتلقي على التمعّن في الخطوط والتفاصيل الصغيرة، ولكن يبقى العنصر الجمالي هو الأساس على قاعدة تبادل الرؤيا الفنية بين الفنانين المشاركين.

البناء جالت في المعرض الذي استمرّ على مدى يومين وكانت هذه اللقاءات..

علي: التكوين اللوني من اساسيات الفن التشكيلي

أكد الفنان العراقي حيدر علي رئيس مجموعة ريشة ولون أن المعرض يعبر عن التكوينات اللونية التي هي اساس الفن التشكيلي. وقال: «هذا المعرض يقدّم مزيجاً من الأفكار، ذلك أن التكوينات اللونية هي أساس الفن، وكما ترين كل لوحة مكونة من ألوان عدة وتعبّر عن مدرسة مختلفة، فنحن لم نحدّد إطار المشاركة ضمن موضوع واحد بل كان هدفنا أن يقدّم كل فنان ما لديه، وبيروت محطة مهمة بعد بغداد، حيث كان معرضنا الجماعي الأول، وقد نقيم معرضاً مماثلاً في دمشق، فمن الجميل أن نشهد هذا التنوع في كل مكان».

واضاف علي: «أنا لم أشارك بلوحة، بل اعتبرت أن هذا اللقاء بين الفنانين المبدعين هو لوحتي المختلفة، خاصة أن كل فنان من المشاركين له تاريخه وبصمته وتقنيته الخاصة في مجال الفن التشكيلي بعيداً عن الإطار المادي والتجاري».

فياض: عرس لوني يلغي الحدود

جمعت الفنانة اللبنانية فريال فياض الدفء والأمان في لوحتها، وقالت: «لوحتي تجسيد للأماكن التي احتضنت أحلامي وآمالي وشهدت على ولادة موهبتي الفنية. وأنا أحبّ الألوان الصاخبة التي ترمز الى الحياة، وأعشق اللون الأحمر لأنه يعبر عن الدفء والحب، وأركز على البيوت التي هي مملكة الإنسان الخاصة التي تشعره بالأمان».

وعن المعرض وأهمية ضمّه هذا التنوع قالت: «المعارض المشتركة تؤكد ضرورة التبادل الثقافي والفني ولو كان هناك اختلاف في طبيعة كل مجتمع، وتبقى الخصوصية لدى كل فنان بناء على رؤيته الخاصة المتصلة بمحيطه. فكل اللوحات المشاركة في المعرض عبارة عن عرس لوني يضجّ بالفرح ويلغي الحدود بين الدول».

رضوان: التنوّع الفني دليل التميز

تعتبر الفنانة اللبنانية غنوة رضوان أن الإحساس هو المقياس لدى المتلقي، وتقول:» ليس مطلوباً من المتلقي أن يعرف التقنية التي بُنيت منها اللوحة، فلكل شخص إحساسه وترجمته الخاصة، ومن الصعب أن أشرح تفاصيل لوحتي لكونها من سلسلة معرض خاص بي حمل عنوان «السولو» وهي عبارة عن أسرار وألوان».

وعن اللون الذي اعتمدته تقول: «الفكرة تكمن في تدرج اللون الليلكي الذي اعتمدته وله أبعاده، لكونه يعبر عن درجة عالية من الروحانية، وحتى حين نشير إلى الروحانية هناك مستويات، حيث أن التجريد يتكلم عن الحرية اللامحدودة، إضافة إلى التضارب بين الغامق والفاتح على القماش».

وتضيف رضوان:» التنوّع في الفن يدل على التميز، حيث لكل فنان أسلوبه وتعبيره الخاص به، والمعارض المشتركة تضيف الكثير الى الحركة الفنية».

الدوسري: الانتظار والأمل

ترجم الفنان العراقي كريم الدوسري مفهوم الانتظار المتصل بالأمل، وقال عن لوحته: «أنا أنتمي إلى المدرسة التعبيرية، ولوحتي المشاركة اسميتها «الانتظار» الذي يعيشه كل شخص، ويبقى الأمل هو المقياس، وهنا ترين الأنثى التي تنتظر حبيبها، ورغم أنها بدت منهكة، لكنها تبقى الأنثى القوية المتمسكة بالأمل الذي تشير إليه الألوان القوية».

ويضيف الدوسري: «هناك ثقافة فعلية لدى المتلقي وخاصة في لبنان، حيث نشهد حضوراً مختلفاً وجميلاً، وقد لمست هذا الأمر من خلال مشاركتي في العديد من المعارض في بيروت، ولذا سيكون لديّ معرضي المنفرد الخاص قريباً».

كبرييلا: مزيج بين السوريالية والواقعية

من ناحيتها تحدثت الفنانة اللبنانية لوتشيا كبرييلا عن لوحتها، فقالت:

«لوحتي عبارة عن مزيج بين المدرسة السوريالية والمدرسة الواقعية، وقد رسمتها ضمن سمبوزيوم في الطبيعة، وضعت فيها تصوّري للنقيض بين المجتمع المتمسك بالتقاليد والأفكار المتحرّرة، ومّن يتأملها يراها منظراً طبيعياً لكنها تتضمن رسالة عن الاستقلالية والحرية، ومن هنا يمكن التأكيد أن ليس كل ما نراه من بعيد حقيقي، لذا علينا التمعن أكثر في المضمون لنعرف ما يختزنه المشهد فعلياً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى