المال زينة الدنيا!
منّة من السماء أنّ المال والبنين زينة للحياة. كيف أقيم المال وأنا الفقيرة بعبوديتي لخالق الأكوان؟ بعفوية وامتنان أفسّر مفهومي لِمَ لي في دنياي من مال بفلسفة أو اقتناع أو محاولة لاكتشاف معنى الاكتفاء. فالأسماك في غور المياه تعتاش والطيور باليسير تقتات، والإنسان يأكل ويشرب ودائماً دأبه في الازدياد، طموح، سعي مشروع للتميّز، ومجاراة واقع إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب.
سأبدأ أحصي محاولة بالعدّ جدولة الأولويات بدءاً بتراب وطني تجذّرت فيه فاخضرّت أوراقي وأزهرت علماً ومعرفة واحتراماً لمن حولي والذات.
منكِ يا أمّي أستقي الماء الطهور فأشعر بعزّ انتمائي لأبي، وأخوتي سندي المتين بهم تطيب الحياة، وأمضي في العدّ لا الحصر لنِعمٍ هي عندي تساوي ثروتي ومالي. يقودني يقيني إلى أنّ بما في قلبي من نبض وعقلي من اتّزان سيتنامى. هذا المال بحبّ أحوز معه تتمة ما هو زينة للحياة بتقدير من رافع السماء.
هي نظرة فردية كلّها أمل وتفاؤل في قراءة قانون أساس يرتكز عليه مشوار الحياة.
ويبقى السؤال حائراً مستنداً إلى كلّ ما في الدنيا من علامات للاستفهام: كيف يُبرّر لحرب لئيمة قذرة جاءتنا على عجل، غافلتنا ونحن نعيش الأمن والأمان، بدّدت ونهبت مال الوطن ومعظم العائلات، وتركت خلفها أناساً لم يعُد يُسعفهم العمر للبدء من نقطة الصفر مجدّداً في محاولة لاستعادة ما كان؟
ناهيكم عمّن فقدوا البنين، اغتالهم حقد أعمى وكفر بأبسط قوانين الحياة. ومَن بقي منهم شُرّدوا غرباء في بلاد هي مَن أصدرت في حقّهم حكم الإعدام.
كيف يُبرّر خسيس فعلهم هذا سعياً وراء إقامة دولة الإسلام؟
رشا المارديني