باسيل: أعيدوا سورية إلى الجامعة العربية ولنعمل معاً لعودة النازحين إليها

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن عودة النازحين ليست مسؤولية روسيا وحدها بل مسؤولية عربية، داعياً لإعادة سورية الى الجامعة العربية للعمل معاً لإعادة النازحين.

وخلال كلمة ألقاها في اللقاء العربي – الروسي للتعاون في دورته الخامسة، في موسكو، قال باسيل: «لم يعد مقبولاً اليوم هذا التمادي في إهدارالحقوق العربية تمهيداً للإعلان عن صفقة العصر، التي انتظرناها حلاً وتمنيناها أفقاً جديداً للأجيال الجديدة لتعيش بأمن وسلام، فوجدناها سلسلة تلف حول عنق القضية لخنقها، فتضيع معها القدس والجولان وشبعا وتنتهي القضية، شعباً مشرداً وأرضاً مسلوبة ونظاماً دولياً منهاراً بضياع الحقوق وتكريس مفهوم الاغتصاب بدلاً من العدالة، وكأن بنا نعود قروناً لنعيش نظام العبودية بدل أنظمة حقوق الإنسان».

وتابع: «من الممكن أن يخاف البعض من طموح دولة ما، أو من تمدد طائفة ما، ولكن تهدئة المخاوف لا تبرر التعاطي مع الشيطان، لا يجوز أن نخطئ في العدو ولا أن نضيع البوصلة، فالعدو هو إسرائيل والبوصلة هي فلسطين، وكل ما يشتت من تركيزنا عن هدف إعادة حقوق الشعب الفلسطيني هو إلهاء لنا عن مصالحنا ومصالح شعوبنا. أدعو الى مراجعة الحسابات وإعادة تحديد الأهداف. أقول هذا للتاريخ ولتسجيل موقف في ما نحن على وشك ضياع القضية وضياع الأرض والقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة. وإذا ارتضى أحد اليوم بذلك فنحن على ثوابتنا باقون، فلسطين عربية، وعاصمتها مدينة القدس، والجولان سورية، وسكانها عرب سوريون، وشبعا لبنانية وصكوكها عائدة لنا، كما كرامتنا لا يأخذها أحد منا».

وقال: «أحد أهم أوجه التعاون العربي – الروسي هو المجال السياسي، وذلك لإعادة التوازن الى منطقتنا في وقت دفعت فيه ثمن الأحادية وغياب مرجعيات القانون والعدالة والسلام»، مؤكداً ان «تعزيز تعاوننا ليس موجهاً ضد أحد ولا يجب أن يقلق أحد، لأن الهدف الأساس من وراء هذا الاجتماع هو التنسيق والتعاون وإيجاد السبل الى حياة أفضل في منطقتنا العربية. فالتعاون العربي مع الصين أو روسيا أو اليابان أو الهند أو أميركا أو الاتحاد الأوروبي، هو لمصلحة الشعوب العربية، وتعزيز رخائها وازدهارها، وهو ليس تحالفاً عسكرياً أو سياسياً موجهاً ضد أحد».

أضاف: «كل تعاون مرحّب به، وبالتحديد نحن داعمون للتعاون العربي – الروسي وداعون إلى تعزيزه لما فيه من خير لشعوبنا ودولنا على كافة الصعد دون حصره بالشق السياسيّ، بلا امتداده ليشمل الاقتصاد وكل قطاعاته، من نفط وغاز، حيث الشركات الروسية رائدة، والصناعة الروسية متطورة، والتكنولوجيا والعلوم متقدمة والزراعة عضوية، والسياحة ممتعة».

وقال باسيل: «مؤتمرنا اليوم للحوار، وكل حوار عليه أن يكون منتجاً، وكل عمل ما بين الدول يجب أن يكون مثمراً، ونحن مؤتمنون على مستقبل أجيالنا، ولزام علينا فتح الأسواق الجديدة لمنتجاتنا، واستقدام السياح لفنادقنا، وجلب الاستثمارات لأسواقنا، والتعاون التكنولوجي مع جامعاتنا، وتبادل الخبرات مع مؤسساتنا، فالتعاون بين الدول لا أفق له ولا تحده حدود سوى استقلال كل دولة ومصالحها وخضوعنا جميعاً للقانون الدولي والتواصل الإنساني بفضل تطور الاتصالات وتطوّر الفكر لم يعد أمامه أي عائق، فلا تقيّده تأشيرة دخول ولا يعيقه شرطي حدود، فالدول والشعوب يجب أن تتواصل وتتلاقى من دون ضوابط أو قيود. وعلينا اليوم وضع الإطار لتنظيم وتسهيل عملية التواصل بين شعوبنا، وخلق مساحات استراتيجية مشتركة في ما بيننا».

وتابع: «لا يجوز أن تبقى سورية خارج الحضن العربي. تاريخياً، لقد كانت لكل منا ملاحظات على النظام في سورية، وقد كنت شخصياً أنا وما ومن أمثل من المناهضين للوجود السوري في لبنان، ولكن حين انسحبت الجيوش السورية الى سورية، ارتضينا أن نكون على أحسن العلاقات معها. اليوم الأزمة السورية على شفير الانتهاء، ونحن مع تعزيز المصالحة بين المكونات السورية، ومع وضع لجنة لتعديل الدستور، ومع الحل السياسي الذي سوف يوافق عليه ويختاره السوريون، ومع الانتخابات الديموقراطية، ومع إعادة الإعمار ومع عودة النازحين السوريين الى أرضهم، وذلك من دون ربطها بأي شرط سوى الأمن والكرامة».

وقال: «أريد أن ننحاز هنا في روسيا الى مصلحة لبنان ونؤيد جميعاً المبادرة الروسية القاضية الى عودة النازحين الى بلدهم، بدلاً من الاكتفاء بشكر لبنان على استضافته الكريمة لهم. فلبنان لم يعد يحتمل، وهو بحاجة الى الأفعال قبل الأقوال والأموال هو بحاجة الى حل مستدام وليس الى مساعدات دائمة».

واعتبر باسيل «ان لبنان اليوم مسؤولية عربية ودولية، وليست مسؤولية روسيا وحدها مساعدته على تحقيق العودة. وهو يناشدكم لمساعدته، فلا حل بمعزل عن الحضن العربي أعيدوا سورية الى الجامعة، ولنعمل معا لإعادة النازحين الى سورية، ولتكن الجامعة العربية أم الصبي والمبادر الأول لمعالجة المشاكل العربية ونطلب عندها مساعدة روسيا، ومن يريد مساعدتنا، على إيجاد الحلول وليس على خلق المشاكل. ولتكن سورية أول الحلول، ولنبدأ بعلاج الجرح السوري وختمه نهائياً لأن لائحة مشاكلنا طويلة وصعبة، فليبيا واليمن تنتظرانا وعلينا المبادرة، وفلسطين على شفير الضياع وعلينا المبادرة، والسودان والجزائر ليسا بأفضل الأحوال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى