بوتين يندّد بـ«القانون الأقوى» ويطالب بـ«ضمانات» لبيونغ يانغ وكيم يطلب إطلاع الجانب الأميركي على نتائج المباحثات
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن طلب الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال القمة، «إطلاع الجانب الأميركي على نتائج المباحثات وما انتهت إليه من نتائج بنّاءة ومثمرة».
وانتهت أمس، أعمال أول قمة بين الرئيس الروسي والرئيس الكوري الشمالي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى شرقي روسيا، مسجلة محادثات وصفها الجانبان بالبناءة والمثمرة.
وقال الرئيس بوتين، إن اجتماعه الثنائي مع كيم اتسم بـ«طابع بناء جرى الحديث فيه عن آفاق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين».
وفي كلمته خلال حفل الاستقبال أشار الرئيس بوتين إلى «عدم وجود أي بديل عن الحل السلمي للمشكلة النووية وغيرها في شبه الجزيرة الكورية».
وأعرب عن «استعداد روسيا لمواصلة التعاون في سبيل خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتعزيز الأمن في منطقة شمال شرق آسيا بشكل عام»، مطالباً المجتمع الدولي بـ«تقديم ضمانات أمنية لبيونغ يانغ مقابل نزع سلاحها النووي»، مؤكداً «ضرورة التخلّي عن قانون الأقوى».
وأعرب الرئيس الروسي عن تأييده على غرار الولايات المتحدة «نزع الأسلحة النووية بشكل كامل»، قائلاً إن «مصالح روسيا والولايات المتحدة متشابهة في كوريا، ولا نريد انتشار النووي على كوكب الأرض».
وقال بوتين إن «الأهم هو إعادة فرض قوة القانون الدولي والعودة إلى وضع يكون فيه القانون الدولي وليس قانون الأقوى المرجع الذي يحدّد سير الأمور في العالم»، معتبراً أن «هناك تسوية ممكنة»، شرط القيام بـ«خطوات أولى» وتقديم المجتمع الدولي إلى بيونغ يانغ ضمانات حول أمنها وسيادتها».
وأضاف: «يجب القيام بأولى خطوات تعزيز الثقة في إطار عملية نزع السلاح الذري لبيونغ يانغ».
وكان مصدر في وزارة الخارجية الأميركية قد أعلن أن «الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يتمسّكان بالهدف الوحيد تجاه كوريا الشمالية وهو نزع سلاحها النووي بالكامل».
وذكر أن «الولايات المتحدة وروسيا تجريان حواراً حول قضية كوريا الشمالية»، مشيراً إلى «وجود خلافات في مواقف الجانبين إزاء هذا الشأن».
وأضاف: «سيواصل نائب وزير الخارجية إيغور مورغولوف والممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية ستيفن بيغان حوارهما بهدف التغلّب على الخلافات في طريقنا إلى الأمام».
من جهته قال كيم جونغ أون، إنه «تبادل مع الجانب الروسي الآراء ووجهات النظر بشكل صريح ومفصل وبحثا جملة من قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية»، منوّهاً أن «كوريا الشمالية بحاجة لضمانات لأمنها وسيادتها».
وقبل انعقاد القمة بين بوتين وكيم، أعلن الكرملين أن «الرئيس الروسي لم يتواصل هاتفياً مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، منذ زمن بعيد، كما أنهما لم يبحثا لقاء الرئيس الروسي، المرتقب برئيس كوريا الشمالية».
وكان المكتب الصحافي، ليوبوف ستيبوشوفا، قد كتب في صحيفة «برافدا رو» مقالاً مطولاً تحت عنوان أن «الولايات المتحدة وكوريا الشمالية اعترفتا ببوتين لاعباً من وراء الكواليس».
كما أن محطة سي إن بي سي التلفزيونية الأميركية، كتبت على موقعها، نقلاً عن إليزابيث إيكونومي، رئيسة قسم البحوث الآسيوية في مجلس الشؤون الدولية: «لا يجوز التقليل من قدرة روسيا على التأثير في قمة ترامب – كيم، فـ»قوة علاقات روسيا مع كوريا الشمالية تجعل منها لاعباً حيوياً في المفاوضات حول برنامج الدولة المنبوذة النووي… ولا ينبغي نسيان قدرة روسيا على التأثير في العملية من وراء الكواليس».
وكان الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد كشف مسبقاً أن «المحادثات المقبلة بين الرئيسين الروسي والكوري الشمالي، ستتناول نزع السلاح النووي والتعاون الإقليمي».
من جهته، شكر رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين على جهوده الحثيثة لـ»حل مشاكل شبه الجزيرة الكورية بالوسائل الدبلوماسية، وإسهامه في الحد من التوتر في شبه جزيرة كوريا».
وورد في بيان صدر عن مكتب مون في ختام قمة الرئيس بوتين ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون: «يعرب الرئيس مون عن امتنانه للرئيس بوتين على جهوده الحثيثة وإرادته القوية الهادفة لحل مشاكل شبه الجزيرة الكورية بالوسائل السياسية والدبلوماسية».
فيما تحدث خبير عن إشارات ظهرت على الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فلاديفوستوك الروسية، تدلّ على «توتر شديد».
وقال الخبير إن «استراق الرئيس الكوري الشمالي النظر إلى دفتر ملاحظاته وفرك أصابع يديه خلال الاجتماع يظهر جلياً رغبته في طرح سؤال ما، لكنه كان مُحرَجاً من ذلك».
وأضاف الخبير: «حتى أن جونغ أون لم يكن قلقاً بهذا الشكل، خلال اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد كان حينها واثقاً وهادئاً بالرغم من أن الرئيس الأميركي حاول
التلاعب به».
وعقد الرئيس الروسي والرئيس الكوري الشمالي أمس، أول قمة لهما في جامعة الشرق الأقصى الفدرالية في جزيرة روسكي في فلاديفوستوك بأقصى شرق روسيا.
وهذا أول لقاء بين الرئيسين، وهي أول زيارة يقوم بها كيم لروسيا منذ وصوله إلى السلطة في عام 2011، وكذلك أول زيارة خارجية لرئيس مجلس الدولة الكوري الشمالي بعد إعادة انتخابه لهذا المنصب في نيسان الحالي.