برّي: أسمعناه ما يجب أن ينقله إلى إدارته انسجاماً مع مصلحتنا الوطنية العليا وثوابتنا

أثارت تصريحات مساعد وزير الخزانة الأميركية مارشال بلينغسلي استنكاراً واسعاً في الأوساط السياسية والحزبية اللبنانية التي وصفتها بالوقحة والاستفزازية مؤكدةً «رفض أيّ استهداف للمقاومة وجمهورها وبيئتها الحاضنة، مهما كان نوعه وطبيعته»، وحذّرت من «التمادي في هذا الإستهداف أو تقديم التسهيلات له، لأن المقاومة ومعها كل الأوفياء لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أيّ عدوان أميركي يحاول النيل منها».

وفي هذا السياق، أشار رئيس مجلس النواب نبيه برّي في بيان أصدره مكتبه الإعلامي إلى أنه «خلال لقائه مساعد وزير الخزانة الأميركي سمع الموفد الأميركي أفكاراً حول الإجراءات التي اتخذتها إدارته تجاه لبنان».

وقال «نحن بدورنا قلنا ما يجب أن يُقال وأسمعناه ما يجب أن ينقله إلى ادارته، انسجاماً مع ما تمليه مصلحتنا الوطنيه العليا تجاه لبنان ومؤسساته وإنسانه وثوابته التي لا نساوم عليها».

من حهته، رأى النائب السابق إميل إميل لحود أنّ «مشهد جولة المفوض النقدي السامي مارشال بلينغسلي على المسؤولين اللبنانيين مقزز، إذ يبدو وكأنه أعاد صورة المفوض السامي القديمة إلى الحياة، والأبشع منه هو صورة بعض المسؤولين الذين يواجهونه في حالة تمزج بين الرعب والدهشة، وكأنّهم تلاميذ مدرسة غير مجتهدين، قبيل الامتحانات الرسمية».

ولفت في بيان، إلى أنّ «من يواجه الأميركيين بطريقة دونية يسقط دوماً في الامتحان، أما من يواجههم بالقوة والحجة والصلابة فهو من سينتصر، خصوصاً أنّ ما يقوم به الأميركيون له غاية واحدة هي إضعاف المقاومة لما يخدم مصلحة إسرائيل، والجواب الذي يجب أن يسمعه المبعوث الأميركي هو أن ما تقوم به دولته يمكن أن يلحق ضرراً مالياً بلبنان، ولكن الردّ سيكون على إسرائيل التي أرسلته».

أضاف «إنّ ما يفعله الأميركيون هو حرب جديدة تشنّ على لبنان، وهذه المرة بسلاح جديد، ومن هنا يجدر بنا التعاطي معه على أنه اعتداء على بلدنا يستوجب الردّ عليه والدفاع عن النفس، بالحزم عينه الذي يستخدم عند حصول اعتداء عسكري».

وختم «كما أنّ رهان البعض في لبنان على ضرب المقاومة بالسلاح خيانة، فإنّ الرهان على ضربها بالمال والعقوبات هو خيانة أيضاً. ولن يكون مصير الرهان الثاني أفضل نتيجة من الأول، لكن بعض الخائبين لا يتعلمون».

واستنكر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» في بيان، تصريحات مساعد وزير الخزانة الأميركية السافرة والوقحة، بعد لقائه عدداً من المسؤولين اللبنانيين، معتبراً أنّ «التصريحات العدوانية لهذا المسؤول الذي يمثل الدولة الأكثر إرهاباً في العالم، إنما ينمّ عن أحقاد متجذرة تجاه الشعوب الحرة التي تناضل من أجل كرامتها واستقلالها، أحقاد أنتجت حروباً ومآسي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل، وحصدت ملايين الضحايا الأبرياء على امتداد العالم».

ولفت اللقاء إلى أنّ «الديمقراطية التي تدّعي حكومة الولايات المتحدة الإجرامية الدفاع عنها والترويج لها، هي تلك التي تعطي الحق للكيان الصهيوني العنصري في احتلال فلسطين وتشريد شعبها، ومحاصرته في أماكن تهجيره ومنع المساعدات عنه. في المقابل يرى مسؤولو الشر الأميركيون أنّ المقاومة التي حررت الأرض المحتلة بفضل تضحيات أبنائها من الشعب اللبناني، تتسلل إلى النظام الديمقراطي اللبناني، بينما هي في الحقيقة تحظى بأكبر حاضنة شعبية وطنية على امتداد الوطن، وهي التي حفظت أمن واستقرار لبنان، إلى جانب الجيش الوطني، من خلال توازن الردع الذي منع ويمنع العدو الصهيوني من استباحة بلدنا وقرانا وأهلنا».

وأسف «لاستمرار تساهل الدولة وبعض السياسيين مع الاعتداءات الأميركية المتكرّرة على السيادة الوطنية، بل واستمرار البعض في الرهان على التدخلات الأميركية السافرة في الشؤون الداخلية اللبنانية لتصفية حسابات سياسية، لا تؤدّي سوى إلى مزيد من الانقسام وعدم الإستقرار الذي يمكن أن يضع الوطن في مهب الريح».

وإذ جدّد إدانته واستنكاره «للتهديدات الأميركية المتكررة على لبنان ومقاومته، والتي يرى فيها محاولة خبيثة وسافرة لزعزعة استقراره وأمنه»، أكد «رفض أيّ استهداف للمقاومة وجمهورها وبيئتها الحاضنة، مهما كان نوعه وطبيعته»، محذراً من «التمادي في هذا الإستهداف أو تقديم التسهيلات له، لأنّ المقاومة ومعها كلّ الأوفياء لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام أي عدوان أميركي يحاول النيل منها ومن عزيمتها».

وأشارت «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة» إلى أنّ تصريحات الموفد الأميركي تنطوي على تحريض خبيث لإثارة الفتنة بين اللبنانيين وتدخل سافر في شؤونهم الداخلية، ودعوا «المسؤولين والقوى السياسية إلى الردّ عليه بما يتناسب مع هذه التصريحات الخطيرة والتي تكشف بوضوح أنّ أعداء لبنان ومقاومته يسعون إلى تسعير الحرب المالية والاقتصادية ضدّ لبنان بعد فشل حروبهم العسكرية والأمنية والسياسية السابقة».

واعتبر الأمين العام لـ»التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، أنّ بلينغسلي، يتصرف خلال زيارته إلى لبنان وكأنه الحاكم العسكري، يملي الشروط الأميركية ويقيّم أداء كلّ مسؤول أو هيئة ومدى تجاوبها مع شروطه الاستفزازية، من لبنان وعلى أبواب مسؤوليه، مؤكداً أنّ «هدف زيارته وشروطه هو خنق حزب الله ومن يتعاونون معه».

وسأل «هل أصبح لبنان تحت الوصاية الأميركية رسمياً، وهل المسؤولون فيه ينتظرون زيارة المسؤولين الأميركيين لهم ليتبلغوا منهم التوجيهات والأوامر وما هو المسموح لهم وغير المسموح؟». معتبراً «أنّ سياسة الطبقة السياسية ونهجها الإفسادي وتقاسمها الحصص والمغانم على مستوى الدولة ومقدّراتها ومالها العام هي التي أوصلت لبنان إلى ما هو عليه اليوم، من ضعف وفوضى وعجز وفشل أفقدته استقلاله وسيادته، ورهنته للخارج المتعجرف الذي لا همّ له سوى مصالح أعداء لبنان وفي مقدّمهم الكيان الصهيوني».

ورأى «أنّ العقوبات الأميركية على لبنان والمديونية العامة التي يعاني منها بسبب الفساد المستشري، سيكون تأثيرها مرعباً وخطيراً على قدرة الدولة على تلبية استحقاقاتها المالية الداخلية والخارجية»، مشيراً إلى «أنّ الضغط الأميركي على لبنان وتهديده بالعقوبات والحصار والابتزاز بإفلاسه اقتصادياً وسياسياً ومالياً هدفه الانصياع للإملاءات والمصالح الأميركية، ولإعلانه العداء للمقاومة وحزب الله، وهذه هي أهم شروط صفقة القرن».

كذلك، استنكر «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان «التدخل السافر والظالم للولايات المتحدة الأميركية بالوضع المالي والاقتصادي لبلدنا»، معتبراً أنّ زيارة بيلنغسلي والتي أعلن أنّ هدفها هو إفقار حزب الله نهائياً، هي بمثابة إعلان حرب من بلده على لبنان وحماية للكيان الصهيوني»، داعياً إلى «عدم السماع منه وعدم تنفيذ إملاءاته والتفكير بالطرق التي تنمي الاقتصاد الوطني بدلاً من مساعدته على تدمير هذا الاقتصاد».

واعتبرت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان بيان أنّ زيارة الموفد الأميركي إلى لبنان «هي بمثابة عدوان استفزازي وتهكمي وتهديد للبنان وللقطاع المصرفي فيه في حين أنه وإدارته منحازان تماماً للإرهاب الصهيوني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى