مارلين حردان: مناطقنا تحتاج إلى الإنماء وتعزيز المدرسة الرسمية وفتح فروع للجامعة الوطنية والجامعات الخاصة

مرجعيون ـ حاصبيا رانيا العشي ـ عبير حمدان

تحضر جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية في التفاصيل اليومية لأهالي المنطقة الحدودية، وهي جزء فاعل من النسيج الاجتماعي في تلك القرى بدءاً من المركز الصحي في مرجعيون وصولاً إلى راشيا الفخار وكفرشوبا وشبعا وحاصبيا والخيام.

لم تغب الجمعية بشخص رئيستها السيدة مارلين حردان عن المنطقة حتى خلال فترة الاحتلال وكانت حاضرة في كلّ المناسبات والمواقف بحيث شاركت الناس أفراحهم ومعاناتهم وصمودهم ملبّية احتياجاتهم بما تملكه من إمكانيات واندفاع للعطاء.

وحين تجول برفقة السيدة حردان في القرى تدرك طبيعة الصلة الوثيقة التي تربط أهالي المنطقة وفاعلياتها بجمعية نور، والشيء اللافت تفاعل الأطفال من طلاب المدارس الذين يحفظون بعفويتهم اسم الجمعية ورئيستها وراعيها النائب أسعد حردان.

أطلقت جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية حملتها السنوية دعماً للمدرسة الرسمية في مناطق حاصبيا ومرجعيون برعاية رئيس الكتلة القومية النائب أسعد حردان ومتابعته ودعمه، وتشمل الحملة تقديم القرطاسية لتلامذة المدارس الرسمية وتقديم صيدلية مدرسية تتوفر فيها الأدوية المطلوبة والإسعافات الأولية لكلّ مدرسة. إضافة إلى إجراء كشف صحي عام في المدارس، والقيام بسلسلة من المحاضرات التوعوية والحفلات الترفيهية.

الحملة انطلقت من بلدة كفرشوبا، وافتتحتها رئيسة الجمعية مارلين حردان بلقاء حاشد في متوسطة هادي قصب الرسمية حيث كان في استقبالها إلى جانب مدير المدرسة أحمد قصب وأعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية، رئيس البلدية الدكتور قاسم القادري، مختار حاصبيا الشيخ أمين زويهد، وفاعليات، ورافقها نائب رئيس المؤتمر القومي في الحزب السوري القومي الاجتماعي سعيد معلاوي، المنفذان العامان في حاصبيا ومرجعيون لبيب سليقا وسامر نقفور، أعضاء الجمعية ومسؤولو اللجنة التربوية، ومسؤولة مركز الجمعية في جديدة مرجعيون نيللي الحداد.

كلمة رئيسة الجمعية مارلين حردان

وأكدت السيدة حردان في كلمتها على اهتمام جمعية نور بحاجات المدرسة الرسمية في موسمها، داعية الأهالي إلى تجديد الثقة بالمدرسة الرسمية في كلّ لبنان، لا سيما في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الضاغطة على كاهلهم مشيرة الى «أنه لوحظ إقبال متزايد سنة بعد سنة للتلامذة المسجلين في المدارس الرسمية في كلّ المناطق للسنة الدراسية الحالية، خاصة مع النجاح التي تحصده هذه المدارس في الامتحانات الرسمية، وهذا ما يعزز الأمل والثقة بها ويرفع من شأن مؤسسات الوطن».

وقالت: «أن نبدأ حملة دعم المدرس الرسمية في قضائي حاصبيا ومرجعيون انطلاقاً من بلدة كفرشوبا ومدرستها، فلأنّ هذه البلدة على خط النار بمواجهة العدو «الاسرائيلي»، ولأنّ تلال كفرشوبا لا تزال تحت الاحتلال، ونحن هنا لنؤكد بأنّ هذه التلال لبنانية كما مزارع شبعا، وبأنّ كلّ شبر محتلّ من أرضنا، يجب أن يتحرّر من الاحتلال.

وتوجهت بالشكر إلى راعي الجمعية النائب أسعد حردان، على رعايته للجمعية ومؤازرته لها بكلّ ما تقوم به من نشاطات وتقديمات، وهو الذي بتوجيهاته يضفي على نشاطاتنا بُعداً وطنياً وقومياً، لإيمانه العميق بأنّ كلّ عمل اجتماعي وتربوي وثقافي وصحي لا بدّ أن يكون مقروناً بالانتماء إلى الأرض والدفاع عنها، والالتزام بقضايا الناس وحمل همومهم، فهذه أرض جنوب لبنان، أرض الحرية والكرامة والبطولة وقد ارتوت بدماء الشهداء، كما أنّ الناس هنا، هم أهل هذه الأرض وقد ثبتوا وصمدوا وقاوموا وانتصروا.

نعم، نشكره، لأنه يُوجهنا بضرورة إبراز الشان الوطني العام في كلّ عمل اجتماعي أو صحي أو تربوي نقوم به، وهذا ما يجعلنا نقف الآن هنا، في هذه البلدة، على تخوم تلالها المحتلة، لنرفع الصوت عالياً، معلنين تمسكنا بحقنا وأرضنا، والتفافنا حول ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لتحرير أرضنا واستعادة حقنا.

وتابعت: إنّ هذا البعد الوطني يشكل زخماً معنوياً في حملاتنا ونشاطاتنا وتقديماتنا، فلا يعود توفير الدفاتر والأقلام وغيرها لكلّ تلميذ، مجرد تخفيف أعباء عن كاهل الأهل، بل فعل مؤازرة حقيقية للتلامذة والأهل في آن، لتحصيل العلم، لأنّ العلم أساس في بناء المجتمع المحصن.

إننا من خلال هذه المؤازرة وهذا الدعم، إنما نتشارك مع أهلنا في المسؤولية، ولو بالحدّ الأدنى، لكن بهذه المشاركة نثبت بأننا يداً بيد، متعاونون متضامنون ومتكافلون من أجل مستقبل زاهر للجيل الجديد.

وقالت حردان متسائلة: هل ما نقوم به كافٍ؟ بالتأكيد لا، لأننا نطمح ونعمل من أجل أن تكون هذه المنطقة محلّ رعاية واهتمام من مؤسسات الدولة المعنية، في الإنماء وفي الخدمات، وفي رأس قائمة الأولويات تعزيز دور المدرسة الرسمية بما تحتاجه من مبان ومن معلمين، لأنّ المدرسة الرسمية هي الملاذ، وإننا نشهد اليوم إقبالاً على المدرسة الرسمية بعدما صار معظم الأهل عاجزون عن سداد فواتير المدرسة الخاصة. ولذلك نتطلع إلى خطوات جادة من قبل الجهات الرسمية المعنية لدعم المدرسة الرسمية والدفع بها قدماً لتكون هي الأفضل.

أما التحدي الآخر، والذي لا يقلّ شأناً عن المدرسة الرسمية، فهو هذا الغياب لفروع الجامعة الوطنية اللبنانية عن هذه المنطقة، فهناك آلاف الملتحقين بالجامعات، يضطرون الى مغادرة هذه المناطق للإقامة في المدينة، وهذا يكلف الأهل أعباء كبيرة، وقد يجبر بعضهم على السكن في المدينة، وكأنّ هناك سياسة متعمّدة تستهدف إفراغ هذه المناطق من أهلها وناسها!

إنّ أهل هذه المنطقة صمدوا رغم الاحتلال والعدوان، والمطلوب من الدولة أن تعزز هذا الصمود، من خلال فتح فروع للجامعة الوطنية وأيضاً للجامعات الخاصة لا سيما تلك التي تساهم في تقديم المنح والتخفيضات وكلّ التسهيلات، بالتوازي مع توفير الحدّ الأدنى من الإنماء المتوازن، وإيلاء كلّ الاهتمام والدعم لقطاعات الزراعة والصناعة والحرف، ولتسويق الإنتاج، وتشجيع الاستثمارات وإقامة المصانع والمؤسسات بما يوفر فرض عمل للشباب.

إنّ كلّ هذا يتطلب إرادة سياسية قبل أيّ شيء آخر، وإننا من موقع الوقوف إلى جانب أهلنا، ندعو إلى أن يكون هناك إرادة سياسية تتخذ قراراً حاسماً بتحقيق الإنماء المتوازن على الصعد كافة، وخاصة الاستثمار في العلم من خلال تعزيز المدرسة الرسمية وفتح فروع للجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة.

ختاماً نؤكد بأنّ جمعية «نور» وكما كانت على الدوام، عازمة على البقاء إلى جانب أهل هذه المنطقة، ولن تفوّت فرصة للدعم والمؤازرة، لأنّ هذا الموقف هو الغاية من وراء تأسيسها، متمنية عاماً دراسياً مليئاً بالاستقرار والنجاح لتلامذة لبنان عامة والجنوب خاصة مع بدء السنة الدراسية الجديدة».

رئيس البلدية د. قاسم القادري

من جهته رحّب رئيس البلدية الدكتور قاسم القادري، بالسيدة حردان والوفد المرافق وقال: «إنّ جمعية نور، وخاصة السيدة حردان، أصبحت معروفة ومألوفة لدى التلامذة، هي جمعية العلم ونور المعرفة والمحبة، وقد دأبت منذ فترة طويلة على أن تشملنا برعايتها وتقديماتها على كافة الصعد والتي لا تقدّر بأثمان.

أضاف: بتعاوننا معكم نعمل على تخفيف كثير من الأعباء عن الأهالي ونثبت بأننا شعب جدير بالحياة، وما تقوم به الجمعية بشخص رئيستها السيدة مارلين ورعاية معالي النائب أسعد حردان، يؤكدان على التزام وطني بدعم هذه المنطقة، لا سيما انّ كفرشوبا هي رمز للمواجهة وما زالت.

وأضاف: «باسمي وباسم المجلس البلدي والهيئة الاختيارية وباسم مدير المدرسة والهيئة التعليمية وعموم الأهالي، نشكركم على هذه التقدمة التربوية تمثل جانباً من الدعم لصمود الأهالي في أرضهم ولها بعد اجتماعي لأنها تخفف عن كاهل الأهالي وذوي الدخل المحدود، متوجهاً بالتحية لكلّ المناضلين والوطنيين الشرفاء الذين يقومون بعمل يتخطى المذهبية والطائفية. فهذه الجمعيات التي لها طابع علماني نحن بحاجة لها والعمل على تطويرها وتنميتها».

شيخ مسجد كفرشوبا

من جهته رحّب شيخ مسجد كفرشوبا الشيخ أبو خطاب رمضان بالسيدة حردان والوفد المرافق من أعضاء الجمعية، وقال: «انّ المقاومة ليست فقط بالسلاح، بل تتعداه إلى العمل التربوي والاجتماعي من أجل دعم صمود وثبات الأهالي في أرضهم. ومجيئكم الى هنا من مختلف الطوائف هو فعل مقاومة في وجه العدو من خلال نبذ الطائفية والمذهبية. كما انّ الوحدة الوطنية التي تجمعنا هي فعل مقاومة، ولا يستطيع العدو احتلال هذه الأرض إلا من خلال تفريقنا وعدم توحدنا».

مدير مدرسة كفرشوبا

مدير مدرسة كفرشوبا أحمد قصب أعرب عن شكره وتقديره لهذه المساعدة التربوية والاجتماعية في دعم الطلاب والتخفيف عن الأهالي، شاكراً اهتمام الجمعية والنائب أسعد حردان، وبأن يكون هناك مستوصف في البلدة لتوفير رعاية صحية دورية لطلاب المدرسة». وقد أبدت السيدة حردان كلّ الاهتمام اللازم بهذا الشأن».

بعدها تمّ توزيع القرطاسية على الطلاب وبدا واضحاً أنهم ينتظرون هذا اللقاء السنوي بالكثير من العفوية والحب بحيث يحفظون اسم جمعية نور في قلوبهم ويظهر فرحهم جلياً وهم يرحبون بالسيدة حردان وأعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية.

ونقلت رئيسة الجمعية تحيات النائب أسعد حردان للحضور والتلامذة وتمنياته وعظيم اهتمامه بهم وبشؤونهم وبسنة دراسية ناجحة.

ميمس

المحطة التالية كانت في ميمس حيث رحبت مديرة المدرسة حياة مداح برئيسة الجمعية والوفد وشكرتها على تقديماتها.

ولفتت حردان إلى التطور الذي شهدته المدرسة الرسمية في المنطقة مما منح الأهالي الكثير من الاطمئنان، وشدّدت على أهمية المدرسة الرسمية وبأنّ مدرسة ميمس توسعت وتستقبل مزيداً من الطلاب، وهذا جهد مشهود له من قبل الإدارة والهيئة التعليمية والأهالي الذين وضعوا ثقتهم في هذا الصرح التعليمي الرسمي، ومن هنا نؤكد على أهمية دعم كلّ القطاعات الرسمية، لأنّ القطاع العام الناجح هو الأساس لنجاح الدولة».

بعد ذلك تمّ توزيع القرطاسية وسط فرح التلامذة وترحيبهم.

جديدة مرجعيون

وتابعت السيدة حردان وسيدات الجمعية جولتهن باتجاه جديدة مرجعيون لتوزيع القرطاسية على تلامذة متوسطة مرجعيون الرسمية، حيث كانت في استقبالها مديرة المدرسة ناهدة راشد والهيئة الادارية والتعليمية.

ثم سلمت حردان المدرسة حصصاً من القرطاسية مع مفكرة المدرسة المقدّمة من النائب حردان، ومستلزمات الإسعافات الأولية، متمنية للمدرسة النجاح الدائم في نشاطها التربوي.

القليعة

ثم انتقلت، الى متوسطة القليعة الرسمية، حيث كان في استقبالها مدير المدرسة ابراهيم نقولا ومعه الهيئة التعليمية، والذي رحب بها وبأعضاء الجمعية. وبعد جولة في أرجاء المدرسة، مستمعة الى حاجاتها لا سيما مع تزايد أعداد التلامذة في المدرسة الرسمية والتي أصبحت بحاجة الى معلمات ومعلمين في مختلف اللغات، ثم جرى توزيع حصص القرطاسية ومستلزمات الإسعافات الأولية على المدرسة..

واستكملت السيدة حردان جولتها على عدد من المدارس الرسمية، وأعرب مديرو المدارس التي زارتها حردان عن شكرهم وتقديرهم لحضورها لتوزيع القرطاسية ولتواضعها ودورها الاجتماعي في دعم الطلاب، شاكرين اهتمامها واهتمام النائب أسعد حردان، وآملين باستمرار التعاون مع جمعية نور وباقي الجمعيات التي هي أداة أساسية لخدمة الطلاب، ومن بعدهم أهلهم الجنوبيين، لما فيه مصلحة التلامذة والمواطنين والجنوبيين، متمنّين المزيد من العطاء والاستمرارية للسيدة حردان.

مختارة راشيا

وفي سياق جولة الجمعية على المدارس التقت «البناء» مختارة راشيا الفخار سوزان متري التي قالت: جمعية نور طبعاً متميّزة بعطائها، وباتت منبعاً للعطاء في كلّ المنطقة دون أن تميّز بين فئة وأخرى بل هي حاضرة في كلّ القرى، وقد لمست هذا الشيء اليوم خلال جولتي معها وشهدت مدى تفاعل الطلاب معها وهذا بديهي لأنها جزء من النسيج الاجتماعي وما تقوم به هو فعل مقاوم ليس غريباً على الجمعية ورئيستها السيدة مارلين حردان والحزب السوري القومي الاجتماعي الحاضر على الدوام بتضحياته وانجازاته، وطبعاً بدعم من الوزير أسعد حردان الذي نفتخر أنه ابن راشيا الفخار المرتبط بأرضه ومنطقته والذي كان ولم يزل في طليعة المقاومة».

مختار حاصبيا

من جهته قال مختار حاصبيا الشيخ أمين زويهد لـ «البناء: «جمعية نور واكبت أهالي المنطقة قبل التحرير وخلاله وبعده، وفي كلّ عام ينتظر الطلاب هذه الجولة بحماس وفرح بالقرطاسية التي تقدّمها لهم الجمعية، جمعيات كثيرة أتت ورحلت ووحدها جمعية نور بقيت إلى جانب الناس، ومن هنا نشكر الوزير أسعد حردان والسيدة مارلين حردان على هذا الحضور والدعم الذي لم يتوقف يوماً في مختلف الاحتياجات الاجتماعية للناس والطبية أيضاً من خلال المستوصفات والمراكز الطبية التي تواكب الأهالي بشكل دائم وتمنحهم الرعاية الصحية المطلوبة وبالتالي فإنّ جمعية نور تقوم بدور الدولة التي من واجبها عدم إهمال المنطقة ومع كامل احترامنا للدولة لكنها مقصّرة في حق أهالي هذه المنطقة، لذلك من خلال «البناء» التي نرحّب بها بيننا نتوجه بالشكر والتقدير للسيدة مارلين وللوزير أسعد حردان على ما يبذلونه من جهود في خدمة هذه المنطقة وأهلها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى