هل استهلاك اللحوم يزيد من خطر الإصابة بالسرطان؟
هيلين عبيد
وفقاً لأبحاث علمية حديثة مؤلفة من 11 دراسة حول العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء وسرطان القولون، والتي نُشرت مطلع كانون الثاني 2015 في مجلة علم الأوبئة السرطانية، ومؤشراتها الحيوية وسبل الوقاية منها، لاحظت الدراسات أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
ومن المعروف أن اللحوم الحمراء تشمل لحوم الغنم والماعز والخنزير والبقر. وتعود علاقة اللحوم وخطر الإصابة بالسرطان إلى وجود بعض مكوناتها في هذه اللحوم، فهي على سبيل المثال، غنية بالدهون المشبعة التي تحتوي على كمية عالية من السعرات الحرارية، وقد تزيد من وزن الجسم والإجهاد التأكسدي، وكلاهما من العوامل المؤدية إلى مرض السرطان أحياناً. إضافة إلى ذلك، تحتوي اللحوم الحمراء على الحديد الهيمي، والإفراط في تناول الحديد الهيمي يؤدي إلى الأكسدة التي مع مرور الوقت قد تؤدي بدورها إلى الإصابة بالسرطان. كما أن اللحوم المصنّعة السلامي، لحم الخنزير، لحم الخنزير المقدد، والببروني تُحفظ بالنتريت للحد من نمو الجراثيم وإعطاء اللحوم اللون الوردي. عند تناول النتريت، يتم إنتاج منتج ثانوي من النتريت في المعدة يرتبط أيضاً بارتفاع خطر الإصابة بالسرطان، هذه الأسباب جعلت المهتمين بصحة الإنسان، يشكلون هيئات عدة تهتم بالغذاء وتحدد كميات النتريت المسموح باستخدامها في تصنيع الأغذية وتعليبها.
أضف إلى ذلك، أن طريقة طهو اللحوم قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ولا سيما قلي أو شيّ اللحوم، إذ إن تعريضها بشكل مباشر لدرجات حرارة عالية ينتج مركبات ترتبط إلى حد كبير بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
لكن اللحوم توفر عناصر غذائية أساسية عدة، خصوصاً فيتامين ب12 والزنك والبروتينات، ويستخدم الجسم جميع هذه المواد الغذائية للحفاظ على الصحة، خصوصاً في مرحلة النمو. كما أثبتت الدراسات أن البروتينات تزيد من الشبع خصوصاً عند استهلاكها في الصباح، وهذا يقلل من تناول السعرات الحرارية العالية خلال النهار.
بالتالي فإن السؤال الأساسي هو: هل يمكن استهلاك اللحوم أم لا؟
استهلاك اللحوم ضروري لحياة الفرد مع مراعاة الحد من تناول اللحوم المصنّعة، واستهلاك اللحوم الطازجة بشكل معتدل، خصوصاً تلك القليلة الدهون، على أن يندرج تناول اللحوم ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن. علماً بأن تتبيلها مع الثوم والبهارات الغنية بالمواد المضادة للأكسدة يساعد في الحد من خطر الإصابة بالسرطان. ولخفض خطر الإصابة بالسرطان ينصح المختصون بتناول الأطعمة الغنية بالأوميغا 3، خصوصاً الأسماك، على الأقل وجبتين في الأسبوع، وعدم إهمال تناول بذور الكتان، إضافة إلى اعتماد نظام غذائي غني بالألياف كالفواكه والخضروات المتنوعة الغنية بمضادات الأكسدة.
أخيراً وليس آخراً، الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة يشكلان خطوات أساسية لخفض خطر الإصابة بالسرطان.
حائزة إجازة جامعية/بكالوريوس في علم التغذية، طالبة ماجستير في علم التغذية، جامعة سيدة اللويزة
المراجع
– أنانثاكريشنان، أ. ن. وآخرون. تناول اللحوم الحمراء، NAT2، وخطر سرطان القولون والمستقيم: تحليل مجمع من 11 دراسة. المؤشرات الحيوية لعلم الأوبئة السرطانية. كانون الثاني 2015 24 1 : 198-205.
– اوستندجر، م. وآخرون. دور اللحوم الحمراء والمصنعة في تطور مرض السرطان القولون والمستقيم: وجهة نظر. علم اللحوم 97 2014 583-596
– ماكنيل، س. هـ. إدراج اللحوم الحمراء في الأنماط الغذائية الصحية. علم اللحوم 98 2014 452-460.