زمكحل: تدهور الوضع الأمني أضعف ثقة المستهلك والمستثمر بالاقتصاد اللبناني
أشار رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل إلى «أنّ لبنان يمر عبر واحدة من أصعب الفترات في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، إذ فيما نشهد ونعيش ركود جميع المؤسسات العامة لدينا: التشريعية، الدستورية والتنفيذية، لا يزال مركز رئاسة الجمهورية يشهد فراغاً منذ أيار 2014، ما يطعن بصدقيتنا الدولية تجاه المستثمرين، محلياً وإقليمياً ودولياً. وهذا ينعكس سلباً على اقتصادنا».
وفي محاضرة ألقاها في باريس عن «مواجهة الأخطار والفرص الاستثمارية في لبنان والشرق الأوسط للفترة المقبلة»، بدعوة من رابطة رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا، قدم زمكحل لمحة عن مؤشرات اقتصادية شفافة في لبنان عام 2014، وفق البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، لافتاً إلى «أنّ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في هذا البلد لم يتجاوز 1.5 في المئة عام 2014، مقارنة بنمو بنسبة 1.1 في المئة في 2013، و1.2 في المئة عام 2012، و2 في المئة عام 2011 و8 في المئة عام 2010»، معتبراً «أنّ ذلك يشكل ركوداً اقتصادياً جامحاً».
وتحدث عن الاستثمارات الخارجية والسياحية في لبنان، مشدّداً على «أنّ الدين العام وصل إلى 66.2 مليار دولار في أواخر عام 2014، فيما ارتفعت نسبة الدين العام على الناتج المحلي إلى 145 في المئة، وتراجع التصدير من لبنان بنسبة 17.7 في المئة أي 3 مليارات دولار . أما الأصول المصرفية فارتفعت إلى 171.3 مليار دولار زائد 3.9 في المئة ، في حين بلغت موجودات القطاع الخاص 142 مليار دولار زيادة 4.3 في المئة . أما ديون القطاع الخاص فقد وصلت إلى 50.1 مليار دولار».
ورأى زمكحل «أنّ ارتفاع دين القطاع الخاص سيدفع الشركات الخاصة إلى فتح رؤوس أموالها وجذب المستثمرين والاستثمارات لضخّ السيولة والمحافظة على نمو مستدام»، مشيراً إلى «أنّ القطاع العقاري لا يزال مستقراً، وأنّ مردود استثماراته لا يزال مقبولاً جداً على المديين المتوسط والبعيد». وأكد «أنّ القطاع الزراعي والغذائي سجل مردوداً عالياً عام 2014 بسبب عدم مقدرة سوقي مصر وسورية على التصدير نتيجة الأحداث التي تدور رحاها على أراضيهما».
ولفت إلى «أنّ ضعف ثقة المستهلك والمستثمر بالاقتصاد اللبناني جاء عقب الاشتباكات الأخيرة بين الجيش اللبناني والمسلحين الإرهابيين في عرسال، فضلاً عن تدهور الحالة الأمنية العامة في البقاع والهجمات ضدّ الجيش في عاصمة الشمال اللبناني طرابلس».