تجاذبات أميركية ـ «إسرائيلية» حول نووي إيران
ناديا شحادة
تحولت العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية ورئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو إلى مادة خصبة للتجاذبات السياسية وصولاً إلى حالة من التخبط في ما يتعلق بتوصيف العلاقات الأميركية ـ «الإسرائيلية» على خلفية الاتفاق النووي الذي تتم بلورته في جنيف والخطاب المرتقب لنتياهو أمام الكونغرس الأميركي.
السجال الأميركي ـ «الإسرائيلي» بدأ عندما فجر نتنياهو غضبه علناً في 24 تشرين الثاني 2013 ووصف الاتفاق بالخطأ التاريخي رداً على توصيفه من قبل أميركا والدول الكبرى بالاتفاق التاريخي، وحاول نتيناهو العبث في ساحة البيت الأبيض عبر تحريض أعضاء من الكونغرس على فرض مزيد من العقوبات على إيران.
ويرى المراقبون أن غرور وعجرفة السياسيين «الإسرائيليين» لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أعلن وزير خارجية العدو أفيغدو ليبرمان في 02 كانون الأول 2013 بتصريح نادر وغير مسبوق ووصف بالساذج دعا فيه «إسرائيل» إلى ضرروة البحث عن حلفاء آخرين بدلاً من أميركا.
«إسرائيل» المتخوفة من توقيع هذا الاتفاق الذي تعتبره كارثة بالنسبة لها حاولت أن تتبع سياسة الضغط على أميركا لفرض مزيد من العقوبات على إيران وبعد فشلها بدأت تحاول رسم استراتيجية جديدة.
ويؤكد المراقبون أن نجاح الدبلوماسية الدولية في التوصل إلى اتفاق حول النووي يعد انتكاسة كبيرة لنتنياهو ويبدو أن خياراته العسكرية في ما يتعلق بمواجهة إيران، باتت محدودة إلى حد بعيد ومن المرجّح أن تهدد بعزلة «إسرائيلية».
نتنياهو الذي أصبح على خلاف كبير مع الولايات المتحدة حول اتفاق لا يلبي مطالبه بتجريد إيران من قدرتها على التخصيب النووي استمر في مواجهة حليفه وقال في 19 شباط 2015 إن حكومته على علم بتفاصيل الاتفاق الموجود قيد التبلور بين إيران والدول الكبرى الست معتبراً أنه اتفاق سيئ وخطير بالنسبة إلى «إسرائيل» وأنه بموافقة الدول الكبرى إيران ستحصل على ترخيص لتطوير إنتاج قنابل نووية ومن واجبي أن أفعل كل شي لمنع هذا الاتفاق. تصريحات نتنياهو هذه أثارت غضب الدبلوماسية الأميركية التي تسعى لتحقيق مصالحها بالمنطقة والتي تتبلور بتحقيق الاتفاق النووي الإيراني، والتي ردت على نتنياهو وانتقدت تصريحاته المعارضة للاتفاق المتبلور بين الدول الكبرى الست وإيران، وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد وجه انتقاداً إلى نتنياهو على خلفية معارضته الاتفاق المتعلق بالمشروع النووي الإيراني.
ويرى المراقبون أن الاتفاق حول المسألة النووية بين إيران والولايات المتحدة وشركائها بات كما يبدو مجرد مسألة وقت، وعلى ما يبدو أن الجانبين كليهما يصران على تحقيق ذلك ولن يسمحا لأحد من الداخل أو الخارج بتوقيفه وللتفاصيل الصغيرة بأن تشوش عليه.
إيران التي تعتبر الوصول إلى اتفاق نهائي حول برنامجها النووي نصراً لدبلوماسيتها وتتعامل مع الدول الكبرى بالندّ قامت بالأمس بمناورة عسكرية في مضيق هرمز التي كشفت عن صواريخ إيرانية جديدة قريبة وبعيدة المدى يرى المتابع للشأن الإيراني أنها دليل على تطور قدرة إيران العسكرية وإرسال رسالة للغرب بأن قبولنا بالتفاوض معكم لا يعني ضعف قدرتنا العسكرية.