المبادرة الروسية… توافق الحكومة وتشتت المعارضة

توفيق المحمود

انطلق الاثنين الماضي في موسكو منتدى تشاوري بشأن سورية في جولته الثانية، وذلك بمشاركة وفد حكومي برئاسة السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري وممثلين عن أطياف المعارضة، بغياب ما يسمى «الائتلاف السوري المعارض» وكان اللقاء الأول عُقد في كانون الثاني الماضي وانتهى بتوقيع وفدي الحكومة والمعارضة وثيقة من عشر نقاط سميت بمبادئ موسكو نصت على احترام سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها وضرورة مكافحة الإرهاب الدولي وإيجاد حل للأزمة في سورية بالوسائل السياسية والسلمية ورفض كل تدخل أجنبي ورفع العقوبات عن سورية.

وفي اليوم الأول من المنتدى التشاوري التمهيدي الثاني اتفق المجتمعون من المعارضة على تشكيل لجنة صياغة للوصول لرؤية مشتركة وتضمن جدول الأعمال بحسب معارضين شاركوا في المنتدى تقييم الأوضاع الراهنة والأهداف والفرص المتوافرة لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري وتوحيد جهود السوريين في التصدي للأخطار القائمة بما فيها الإرهاب وتدابير بناء الثقة التي قد تتخذها كل من المعارضة والحكومة ومناقشة أسس العملية السياسية وفقاً لبيان جنيف الصادر في حزيران 2012، والخطوات التي لا بد للأطراف السورية اتخاذها لتحقيق التسوية السياسية والتقدم إلى المصالحة الوطنية وقال الأمين العام لـ«هيئة العمل الوطني الديمقراطي» محمود مرعي إن اليوم الأول للمنتدى تمت فيه مناقشة جدول الأعمال وتم تشكيل لجنة صياغة للوصول لرؤية مشتركة.

وفي اليوم الثاني توصّل ممثلو المعارضة إلى ورقة مشتركة لطرحها على الوفد الحكومي رغم استمرار النقاشات بعد اختتامها وظهور بعض التباينات وركزت الورقة على الحل السياسي ومكافحة الإرهاب والجانب الإنساني، ومواجهة قوى التدخل الخارجي وتحرير الأراضي السورية المحتلة.

وأعلن سمير العيطة، ممثّل «المنتدى الديمقراطي»، أنّ بلورة الوثيقة تعتبر تقدماً كبيراً وأن المعارضة تنتظر من لقائها مع الوفد الحكومي وضع آلية لتنفيذ الالتزامات التي أخذها الطرفان على كاهلهما أثناء الجولة الأولى من مشاورات موسكو، إضافة إلى التزامات جديدة محتملة قد تسفر عنها الجولة الراهنة.

كما قدم فيتالي نعومكين نقاطاً أساسية لجدول أعمال الجولة الثانية من اللقاء بين وفد حكومة الجمهورية العربية السورية وشخصيات من المعارضة وفقاً لما تم الاتفاق عليه وهي تقييم الوضع الراهن في سورية وإمكانات وأغراض توحيد القوى الوطنية للبلاد في مواجهة التحديات القائمة بما فيها الإرهاب الدولي إجراءات بناء الثقة الممكنة من قبل الحكومة وقوى المعارضة والمجتمع المدني وأسس العملية السياسية بما فيها أحكام بيان جنيف والخطوات التي من الضروري القيام بها من أجل التقدم نحو المصالحة الوطنية وتسوية الأزمة.

وذلك وفي ضوء خلافات المعارضة طرح الوفد السوري بنوداً مشتركة لمكافحة الإرهاب وبناء الثقة للتوافق عليها، وقال بشار الجعفري أمس في نهاية الجلسة الأولى من الحوار: إنّ الحكومة السورية وافقت على جدول الأعمال المقدم من البروفيسور فيتالي نعومكين وفقاً للتسلسل الوارد فيه وأن الوفد الحكومي قدّم مقترحاته لتسوية الوضع الداخلي السوري، وركزت الورقة على رفض التدخل العربي والإقليمي ومكافحة الإرهاب، والسيادة الوطنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى