مشاركة
أنتم الذين أشرقت الشمس في نفوسهم، وسار مجد الحضارات في ركابكم، ورنت السماء إلى عليائكم، مباركة أيديكم. إذ نقرأ في خطوطها قسوة الأيام، ورقّة الأحلام…
مباركة أيديكم، إذ فاضت خيرات وإبداعاً، وأزهر جناها ألواناً…
افرحوا، يا عمّال بلادي! فأنتم في وطن، تسوده العدالة، وتحكمه شريعة القانون! افرحوا، يا عمّال بلادي، لِمَ تتذمّرون و«تتبرّمون»؟ وبأردية الانكسار تظهرون؟ ولِم، بين أهدابكم، دموع الذلّ تخفون؟ انظروا قليلاً حولكم: فلا فساد في المؤسّسات، ولا جشع لدى أربابها، ولا حقوق مهدورةً، ولا أجر بلا عمل، ولا عمل بلا أجر، ولا شهادة بلا جدارة، ولا وظيفة بلا كفاءة، ولا نجاح بلا تقدير، ولا تقاعس بلا تدبير، ولا… ولا… ومع كلّ ذلك، بحقوقكم تطالبون؟!
كيف تجرأون؟ انظروا كيف تتزيّن شوارعنا وأرصفتنا بالزنابق «المعفّرة»؟ وكيف تعمر حدائقنا وتتبارك بالمسنّين؟ هؤلاء الكبار الذين حفظت بصمات كفاحهم السنون، أكثر من الأقربين، أو من أولئك الذين نُصّبوا عليهم مسؤولين.
عمال بلادي، إذا كانت الحياة حركة، فأنتم نبضها! عذراً، أيها المبدعون المباركون الأمناء، وفي أيّ ميدان كنتم، جنوداً، مزارعين، حرفيين، عمّارين موظفين… دعونا نقدّم لكم، في عيدكم، كلمة فخر وعزّ، ونحني لكم الجبين، وإن كانت في القلب غصّة، وفي العين دمعة، لكننا، لن نستكين، لأن الحياة لا تقبل الخانعين…
لكم ولكل عامل شريف في وطني وفي أيّ مكان، زهرة محبّة، وتحية إكرام وإجلال.
سحر عبد الخالق