«الروضة»… مدينة سوريّة من الألف الثالث قبل الميلاد
ميس العاني
ضمن فعاليات «منتدى كنوز التراث السوري»، ألقى الباحث نظير عوض محاضرة عنوانها «الروضة مدينة من الألف الثالث قبل الميلاد على تخوم البادية السورية»، وذلك في القاعة الشامية في المتحف الوطني ـ دمشق.
وتحدّث عوض في محاضرته عن موقع أثريّ مهم جدّاً، ويتمثل بمدينة «الروضة»، التي يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، والتي اكتُشفت عام 1996 من قبل بعثة سورية ـ فرنسية.
وقال عوض إن الموقع اكتُشف على أطراف البادية السورية خارج المناطق المعروفة لتأسيس المدن، وهي مدينة دائرية الشكل بمساحة داخل الأسوار قدّرت بـ15 هيكتاراً، بسور مزدوج مع وجود الأبراج في محيط المدينة. لافتاً إلى أن تصميم المدينة يتضمّن طرقاً شعاعية خارجها لتقسمها إلى جزر سكنية، كما يتضمّن طرقاً دائرية.
وأشار إلى أن مؤسّسي هذه المدينة كشفوا عن وعي كبير وخبرة في تخطيط المدن في المكان الاستراتيجي، واستفادت من الفيضات الموجودة في المنطقة ومن الوديان، وبالتالي ازدهرت لـ300 سنة، وكان أهلوها يعتمدون على الزراعة والرعي والصيد.
وسلّط عوض الضوء على تخطيط المدينة وأهميتها الاستراتيجية متسائلاً عن تبعيتها لكيان سياسيّ أكبر، أم كانت كياناً بحدّ ذاتها لها مقوّماتها السياسية والاستراتيجية، إضافة إلى ضواحي «الروضة» التي كانت قرى صغيرة تقدّم خدمات متبادلة.
ولفت إلى أن أهم ما في المدينة، مجمّع المعابد. وهو مجمّع دينيّ فيه أكثر من معبد، ويعدّ من أهم المعابد وأكملها في الفترة نفسها، ويتألف من معبدين صغيرين وباحة مسوّرة وقسم الخدمات الذي كُشف فيه عن نُصب حجريّ كان مخصّصاً لأداء الشعائر.
وقال الدكتور محمود حمود، مدير آثار ريف دمشق، إن أهمية فعالية «ملتقى كنوز التراث» تأتي من أنها تعتبر فرصة للمهتم بالتراث والثقافة لأن يأتي ويستمتع بالمعلومات التي تتناول المواقع الأثرية وتاريخ سورية وحضارتها القديمة. ويخفف الأعباء والضغوط التي يتعرض لها، ويتعرف إلى الحضارة التي بناها أجدادنا.
وقال إن الهدف من الفعالية شدّ المهتمين عبر معارض الصور والكتاب المرافقة للفعالية، التي تعرّف بتاريخنا القديم والتراث والآثار المهمة في سورية.