مسيرات واحتفالات في لبنان والخارج بعيد المقاومة والتحرير: الثلاثية حقّقت الانتصار على «إسرائيل» وتحمي لبنان من التكفيريين
عمّت الاحتفالات بعيد المقاومة والتحرير قرى وبلدات الجنوب والبقاع وصولاً إلى عدد من الدول الأوروبية، حيث ألقيت كلمات وصدرت مواقف وبيانات أشادت بإنجاز المقاومة، وشدّدت على التمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي حققت الانتصار على العدو الصهيوني، مؤكدة أنّ هذه المعادلة تحمي لبنان أيضاً من الجماعات الإرهابة وأخطارها .
احتفال في الهرمل
وبالمناسبة، نظمت حركة أمل في الهرمل احتفالاً حاشداً برعاية وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر وحضور النائبين نوار الساحلي ومروان فارس ورؤساء بلديات البقاع الشمالي والهرمل وممثلين للأحزاب الوطنية الإسلامية ورجال دين وفاعليات سياسية واجتماعية وتربوية وممثلي عشائر وعائلات المنطقة.
وألقى زعيتر كلمة أكد فيها «ضرورة أن نكون موحدين في المقاومة وحولها لحماية حدودنا المائية وثرواتنا الطبيعية ومنع العدو من استغلالها، وكذلك حماية حدودنا الشرقية والشمالية من الإرهاب التكفيري الذي يهدّد وطننا ومواطنينا».
وأشار الساحلي، بدوره، إلى «أنّ العدو اندحر بفعل سلاح المقاومة والمقاومين ليكون النصر رداً على عار اتفاق 17 أيار الذي أسس فيه البعض لمقولة قوة لبنان في ضعفه، وكان الرد بفعل الثالوث الذهبي: الجيش والشعب والمقاومة لتدمر عصابات العدو الصهيوني بفعل السلاح المقاوم».
وأكد «استمرار المواجهة مع العصابات التكفيرية لإبعاد خطرها عن لبنان»، محذّراً «من يدافعون عنها ويناصرونها من أنهم سيكونون في صدارة المتضررين».
والبيسارية
وأكد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، في كلمة ألقاها خلال رعايته حفل تدشين قاعة الدكتور مصطفى شمران الرياضية في ثانوية الشهيد مصطفى شمران التابعة لمؤسسات أمل التربوية في بلدة البيسارية، ضمن إحياء فعاليات عيد المقاومة والتحرير، «أنّ أفضل أوجه الصراع مع العدو التكفيري وخلفه الإسرائيلي هو الاعتصام بالوحدة الوطنية حيث لا مكان للمذهبية والطائفية والأنانية والشخصانية، إنما إرادة وطنية جامعة تقبض على ناصية المسؤولية بعزم وحزم لتعبر بلبنان في هذا المحيط المتلاطم بالفتن والدمار والدماء إلى حيث يجب أن يكون ساحة تلاق وحوار لا ساحة لتصفية الحسابات».
وباريس
وأشار وزير المال علي حسن خليل، خلال احتفال نظمته حركة أمل والأحزاب والجمعيات اللبنانية في باريس، إلى «أهمية إخراج المقاومة ومشروعيتها في مواجهة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي المفتوح من التجاذبات الداخلية، باعتبار أنّ النصر الذي تحقق في 25 أيار 2000 كان بفعل تكاملها مع الجيش في اطار من الوحدة الوطنية».
ودعا إلى «إنقاذ البلد من حالة الشلل السياسي بملء الفراغ في رئاسة الجمهورية».
وأشار الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة، من جهته، إلى الحاجة «إلى صياغة كتاب موحد للتاريخ والتاريخ المشرف للبنان والعرب في صياغة تاريخ المقاومة»، فيما اعتبرت عضو المكتب السياسي لتيار المردة فيرا يمين أنّ «المقاومة ليست فقط بالبندقية بل هي حالة متكاملة في كلّ حراكنا».
وأكد أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – «المرابطون» العميد مصطفى حمدان، الذي زار الرئيس العماد إميل لحود في دارته في اليرزة، على رأس وفد من الهيئة قدّم له التهنئة «بذكرى عيد المقاومة والتحرير وبذكرى الاستقلال الفعلي للبنان بعدما استطاع أن يدحر هؤلاء الإسرائيليين من أرض الجنوب»،أنّ «المبدع الأول لهذه المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، هو فخامة الرئيس إميل لحود الذي كرس بالفعل وحدة الدم بين الجيش الوطني ورجال المقاومة في كلّ بقعة من بقاع لبنان». وتوجه حمدان بالتحية والتقدير «للرئيس لحود لإبداعه في هذه المعادلة الذهبية التي لا تزال اليوم وستبقى حامية لبنان من شر الصهاينة والإرهابيين». كما توجه بـ«التحية إلى حزب الله والسيد حسن نصرالله ورجال الله، الذين يقومون اليوم بواجبهم في حماية لبنان من أخطر هجمة إرهابية تكفيرية تخريبية تهدّد الوجود اللبناني وكينونة الوطن». كما توجه بالتحية «إلى الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي الذي يقوم بإدارة معركة مكافحة الإرهابيين والمخربين بقدرة فائقة واستراتيجية عالية الدقة».
بيانات
وتوجهت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان، بـ«أحرّ التهاني إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى عيد المقاومة والتحرير»، وبـ»التحية إلى أسر جميع الشهداء والجرحى من المدنيين الذين صمدوا في وجه الاحتلال، إضافة إلى أسر ضباط وأفراد الجيش اللبناني الباسل وعناصر المقاومة الذين ضحوا بحياتهم، منذ بداية مسلسل الإرهاب الإسرائيلي في العام 1948 حتى النصر الكبير في العام 2000». وأكدت الوزارة «حقّ لبنان في تحرير ما تبقى من أراض لبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي بكلّ الوسائل المشروعة، وهو الموقف الوطني الجامع الذي لن تألو جهداً في نقله إلى العواصم وفي المحافل الدولية، حتى وضع حدّ نهائي للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، ودحر الاحتلال وانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية».
وشدّدت على «ضرورة مواصلة الجهود الديبلوماسية، واتخاذ الخطوات القانونية لمحاسبة إسرائيل والمسؤولين الإسرائيليين عن أبشع الجرائم في حقّ المدنيين الأبرياء في لبنان والمنطقة»، مشيرة إلى نقاط تشابه فاقع بين ما نشهده من إرهاب إسرائيلي عنصري وإرهاب داعشي تكفيري، في مسعاهما المشترك إلى تفتيت المنطقة وتدمير أسس التعدّدية فيها لتحويلها إلى تكتلات طائفية متناحرة، تذهب ضحيتها القيم الإنسانية ويذهب ضحيتها الإنسان».
وهنأت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، في بيان إثر اجتماعها في مقرّها الرئيسي، «المقاومة وقائدها السيد حسن نصرالله واللبنانيين والعرب بعيد المقاومة والتحرير الذي صنع فيه المقاومون البواسل وجماهير شعبنا النصر التاريخي على جيش العدو الصهيوني، وحطموا أسطورته وجبروته، فأجبروه على الرحيل عن معظم أرض الجنوب والبقاع الغربي، مدحوراً مهزوماً، من دون قيد ولا شرط».
وأكدت الهيئة أنّ «هذا النصر الواضح أثبت قدرة المقاومة المسلحة على تحرير الأرض وإلحاق الهزيمة بالعدو وأسقط منطق التخاذل على السيادة والحقوق. كما شكل تحولاً مهماً في موازين القوى، وعزّز ثقافة المقاومة، ووجه صفعة إلى الأنظمة العربية التابعة للغرب والمتآمرة على قضايا الأمة وفي مقدمها قضية فلسطين».
ولفتت إلى أنّ «المقاومة نجحت في إسقاط محاولات الالتفاف على نصرها وأحبطت خطط إجهاضه، كما كرست معادلة ردعية في الصراع مع العدو الصهيوني، ووفرت الأمن والاستقرار لجميع اللبنانيين والحماية لسيادة لبنان وثرواته الوطنية من مياه ونفط».
وشدّدت على أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي صنعت التحرير، بدعم من سورية العروبة والمقاومة وإيران الثورة، تشكل اليوم الضمان للبنان وسورية والعراق وكلّ بلد عربي يواجه العدوان الإرهابي التكفيري الصهيوني الاميركي العربي الرجعي لإلحاق الهزيمة به وحفظ عروبة الأمة ووحدة مجتمعاتها».
وأكدت الهيئة ما جاء في «الخطاب التاريخي» للسيد نصرالله بعيد المقاومة والتحرير، «لناحية وحدة المعركة ضدّ الهجوم الارهابي التكفيري والدول الداعمة له».
واستنكرت مواقف قيادات 14 آذار «وفي مقدمها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذين سارعوا إلى انتقاد دعوة السيد حسن نصرالله إلى تحرير بلدة عرسال وجرودها من احتلال الإرهابيين التكفيريين، وبالاستناد إلى معادلة الجيش والشعب والمقاومة وسعيهم الواضح والمكشوف إلى توفير الغطاء السياسي لتنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين، ووصف عناصرهما بالثوار، فيما بات مجلس الأمن الدولي يضعهما على قائمة الإرهاب، وخصوصاً بعد المجازر الإجرامية التي ارتكباها في لبنان وسورية والعراق».
وحمّلت قوى 14 آذار «مسؤولية عرقلة اتخاذ قرار رسمي من الحكومة لتحرير عرسال وجرودها من هذا الخطر الارهابي وما قد يؤدي إليه من انعكاسات خطيرة على أمن أهلنا في بلدة عرسال والمناطق المحيطة بها».
وبالمناسبة، عقد المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام جلسة في منتزه الفضة في بلدة عديسة، المقابلة لمستوطنة مسكفعام في حضور رئيسه غسان غصن ونائبه حسن فقيه وأعضاء المجلس، ممثلي اتحاد نقابات عمال فلسطين في لبنان ورئيس بلدية عديسة علي رمال.
وألقيت خلال الجلسة كلمات شدّدت على «ضرورة مواجهة اليهود الصهاينة في الجنوب وصهاينة العصر والداعشيين وجبهة النصرة، لأنهم لا يعرفون الدين والانسانية».
ودعا رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان إلى «استذكار التحرير واعتباره حافزاً لاستكمال المسيرة والالتفاف حول المقاومة في معركتها البطولية إلى جانب الجيشين اللبناني والسوري لتطهير الجرود المحتلة والحد من المشروع الإسرائيلي التكفيري».
وأكد النائب السابق إميل لحود أنّ «الانتصار الذي حققته المقاومة وأدى إلى دحر العدو الإسرائيلي عن أرضنا في العام 2000 والذي تكرّر في العام 2006 مع إلحاق أكبر هزيمة بالجيش الإسرائيلي منذ إنشاء دولته الغاصبة، سيتكرّر مع المنظمات التي تحارب اليوم بالنيابة عن إسرائيل، في سورية وفي بعض البلدات اللبنانية القريبة من الحدود السورية».
وأكد لحود «لمن يحلم ويراهن على سقوط الدولة السورية أنّ إرادة الشعب السوري هي التي ستنتصر في النهاية، تماماً كما انتصرت إرادة أبناء الجنوب الذين خرجت منهم المقاومة وناضلت حتى التحرير».
وحيّا الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداود المقاومة وقال: «هذه هي قوة لبنان، الذي يواجه خطراً وجودياً جديداً، في سلسلة جباله الشرقية من قبل جماعات إرهابية تكفيرية، بدأت المقاومة مع الجيش السوري تحقق انتصارات عليها وتطردها منها، لينعم البقاع بالأمن، الذي سيتكرس بعد إخراج الإرهاب من جرود عرسال».
وطالب «لقاء الجمعيات والشخصيات» الإسلامية، عقب اجتماعه الدوري الأسبوعي برئاسة رئيس اللقاء الشيخ عبد الناصر جبري، بـ«الالتفاف حول الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، من أجل حفظ السيادة الوطنية، والتمسك بالمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، لردع العدوانية الصهيونية وخطر المجموعات الإجرامية لمنع تهديد أرضنا وشعبنا».
واعتبرت جبهة العمل الإسلامي في لبنان، أنّ «التمسك بثوابت ومبادئ الاستراتيجية الدفاعية والثلاثية الذهبية بات وأضحى أمراً مطلوباً، بل واجباً وذلك من أجل تحرير الأرض المحتلة من سيطرة المسلحين في جرود عرسال ودرء خطرهم ومنعهم من التوسع والتمدد وتحقيق أهدافهم ومآربهم المشبوهة».
وحيّت المنظمات الشبابية والطلابية، في بيان، «المقاومة قيادة ومجاهدين»، وأشادت «بتضحيات جميع الفصائل والأحزاب والقوى ضدّ الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكدة أنّ «الانتصار على العدو الصهيوني ما كان ليتحقق لولا تكامل الثلاثية الذهبية للبنان المتمثلة بشعبه وجيشه ومقاومته».
ودعت إلى «توحيد البوصلة نحو فلسطين وتركيز جميع الجهود والإمكانات والمقدرات البشرية والمادية في سبيل تحريرها».
ورأى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا «أنّ لبنان، في ذكرى الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي، لا يزال تحت خطر هذا العدو الغاشم بالاحتلال والتقسيم، فضلاً عن أنه يتعرض لمخاطر كبيرة وتهديدات بالغة من التطرف المسلح في الجرود وعلى الحدود، وهذا يتطلب مواجهة لبنانية شاملة تضع جانباً كلّ الحساسيات والانقسامات والمصالح الفئوية والخلافات، والوقوف خلف الجيش الوطني ليتولى حماية لبنان وتحرير كلّ شبر من أرضه من الجماعات الإرهابية المسلحة».
وطالب رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان «بحفظ معادلة الشعب والجيش والمقاومة» وبقراءة موضوعية لخطاب السيد نصرالله «والعمل يدا بيد لحماية لبنان من خطر التكفيريين».
ودعا حزب التوحيد العربي في بيان لمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيسه إلى «التمسك بالمقاومة التي تحمل راية التصدي للعدوان الإسرائيلي والإرهاب التكفيري»، فيما دعا رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين في بيان اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير، داعياً إلى «قراءة تجربة المقاومة في لبنان جيداً والبناء على التطلعات الوطنية المستقبلية لأنّ المقاومة تحمي لبنان وتبني الوطن».
وأبرق المكتب السياسي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مهنئاً بالتحرير.
وتوجهت لجنة أصدقاء الأسير يحيى سكاف بالتهنئة من اللبنانيين عامة ومن المقاومة و«سيدها السيد حسن نصر الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير الذي تحقق في 25 أيار 2000 بفضل بطولات المقاومين وتضحياتهم فتحرّر الجنوب من الاحتلال الصهيوني واندحرت قواته مهزومة فكان نصراً كبيراً للأمة ولكافة أحرار العالم وللقضية الفلسطينية».
وجدّدت العهد «مع أبطال المقاومة في لبنان وفلسطين من أجل تحرير كامل أراضينا المحتلة في لبنان والجولان وفلسطين وتحرير جميع أسرانا المعتقلين في السجون الإسرائيلية».
وحيت اللجنة، في بيان، «شهداء المقاومة في لبنان الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض الوطن فكانوا الدرع الحصين في مواجهة العدو وهم الذين أناروا الطريق أمامنا بالانتصارات في 25 أيار عام 2000 وعدوان تموز 2006»، مؤكدة أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة ستبقى هي الضمانة الوحيدة من أجل حماية الوطن من الأخطار المحدقة به».
واعتبر رئيس هيئة التضامن السرياني الديمقراطي ونائب رئيس الهيئة الشبابية الإسلامية – المسيحية للحوار جوي حداد، «أنّ هذه الذكرى العزيزة علينا تجعلنا نتوقف مع أنفسنا. لنحدّد أي لبنان نريد وما هو الدور الذي ينبغي أن يلعبه لبنان مع محيطه في معمعة الفوضى القائمة، كلها أسئلة لا بدّ من الإجابة عنها لكي نحاول أن نعيش التحرير الحقيقي من كلّ الأعداء سواء في الخارج أو الداخل، وسواء كان العدو ظاهراً أو كان منشأه الجهل والتخلف».
مسيرة سيّارة
وفي إطار الاحتفالات بالمناسبة، نظم حزب الله مسيرة سيّارة انطلقت من بلدة الشومرية مروراً بعدد من البلدات التي تحرّرت في العام 2000 وهي دير سريان والطيبة والعديسة وصولاً إلى تلة هونين حيث تجمع المشاركون في المسيرة ليقوم عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض إلى جانب عدد من الفاعليات برفع راية حزب الله على التلة.