تقرير
نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية موضوعاً في شأن المناقشات الجارية في الولايات المتحدة الخاصة بتحديد المنظمة الإرهابية الأخطر على الأمن القومي الأميركي: «القاعدة» أم «داعش»؟
وجاء في المقال: تحاول أجهزة الاستخبارات والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب ووزارة الدفاع التوصل إلى اتفاق لتحديد أيّ المنظمات الإرهابية «داعش» أم «القاعدة» أم غيرها تشكل الخطر الأكبر على الولايات المتحدة.
نتيجة هذا المناقشات، تحدّد كيفية توزيع مليارات الدولارات في مكافحة الإرهاب، وتوجيه جهود آلاف العاملين من مخبرين ومحللين في مجال مكافحة الإرهاب. وبحسب الخبراء، مع أن البيت الأبيض توجّه نحو محاربة «داعش»، إلا انه لا تزال هناك حاجة إلى توجيه قوة أساسية لمحاربة «القاعدة».
مؤسسات أميركية عدّة أصبحت مقتنعة حالياً أنّ العدو الرئيس هو «داعش»، لذلك يجب توجيه القوة الأساسية لمحاربته. «داعش» ينشط كثيراً في شبكات التواصل الاجتماعي ويجنّد مناصريه في جميع أنحاء العالم، ما يجعل الولايات المتحدة ضمن أهدافه. ولكن هناك جهات عدّة في الادارة الأميركية لا تزال تولي اهتماماً أكبر لنشاط تنظيم «القاعدة» في سورية واليمن.
نتيجةً لهذا، انقسمت الآراء في واشنطن. فمكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل ووزارة الأمن القومي إلى جانب اعتبار «داعش» الخطر الأكبر. في حين أن المسؤولين في وزارة الدفاع والاستخبارات والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب يعتقدون أنّ «القاعدة» هي التي تشكّل الخطر الأكبر. أما البيت الأبيض فيميل إلى اعتبار «داعش» الأخطر.
تقول مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، ليزا موناكو: إن داعش يشكّل الخطر الأكبر، لذلك تم تشكيل لجنة خاصة في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب تتركز مهمتها في متابعة نشاط هذه المنظمة داعش .
إن نتيجة هذه المناقشات هي التي تقرّر مصير المخصصات المالية الهائلة وجهود أعداد كبيرة من الناس، إذ إنّ ثلث الموازنة السنوية للأجهزة الأمنية حوالى 50 مليار دولار تنفق على مكافحة الإرهاب.
من جانبه، أعلن الرئيس السابق لمركز مكافحة الإرهاب مايكل لييتر، أن نشاط «داعش» حاليا يقلقه أكثر. فقد حاولت «القاعدة» أن تتوسع أكثر ولكنها لم تنجح في ذلك، في حين أنّ «داعش» كان أكثر نجاحاً في هذا المجال، لذلك هو أكثر خطورة، ومن الصعوبة تحديد أنصاره، وهذا يصعّب تنفيذ عمليات ضدّه، بحسب قوله.
أما عضو الكونغرس آدم شيف، فيقول: يتميّز «داعش» بكثرة العمليات الإرهابية، في حين أن «القاعدة» تولي أهمية أكبر لنوعية العمل الإرهابي. لذلك «القاعدة» في هذا المجال تقلقني أكثر.
من جانبه، يؤكد رئيس مركز تحليل النزاعات الشرق أوسطية في معهد الولايات المتحدة وكندا في روسيا آلِكسندر شوميلين، أنّ «القاعدة» أكثر خطورة على واشنطن من «داعش»، لأنها منتشرة في جميع أنحاء العالم، وتعمل بخلاياً صغيرة، قد تظهر في أي لحظة، وتستهدف الأعداء الاستراتيجيين كالولايات المتحدة. في حين أن «داعش» بعيد جدّاً عن الولايات المتحدة وينشط عملياً كجيش تحت راية معروفة.
وأضاف: إن نشاط «داعش» محصور في المناطق التي فيها نزاعات، وهو لا يقوم بهجمات خارج نطاق هذه النزاعات، أي أنه لم يصل إلى الولايات المتحدة، على رغم احتمال وجود أفراد من أنصاره هناك. فمثلاً، يُقتل جندي أميركي هناك ويعلن الإرهابي نفسه من أنصار «داعش». هذا لا يعني أن «داعش» خَطّط لهذه العملية. كل ما في الأمر اختار القاتل «داعش» لا «القاعدة».
يقول المحللون إنّ هذه النقاشات لن تنتهي قريباً، لأنه لا يمكن النظر إلى هذه المسألة بطريقة أبيض أو أسود، لأن المنظمتين تنشطان بطرق مختلفة. وبحسب قول ممثل مكتب التحقيقات الجنائية جيمس كورني، على رغم أنّ داعش بخلاف «القاعدة» لا يقوم بأعمال إرهابية في الغرب، إلا أنهما يشكلان خطراً على الأمن القومي الأميركي.