روسيا ترسل إلى سورية أسلحة دفاع جوي لحماية مقاتلاتها

اتفق ممثلون عن «الجيش الحر» ووزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان على عقد اجتماع بينهم في إمارة أبوظبي نهاية الأسبوع المقبل.

وقال محمود الأفندي أمين سر «حركة الدبلوماسية الشعبية» وأحد المنسقين في المفاوضات بين «الجيش الحر» والجانب الروسي إنه تم التوصل إلى اتفاق حول اجتماع لـ 26 كتيبة من «الجيش الحر» من ريف دمشق والقنيطرة وحماة والريف الغربي لحمص وكذلك الجبهة الشمالية من ريف حلب وإدلب مع ممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين سيجري على الأرجح في نهاية الأسبوع المقبل في أبوظبي.

وفي السياق، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المستشار السياسي في «الجيش الحر» والقيادي في «لواء سيوف الحق» أبو جاد أنه يتم التنسيق بين الجانب الروسي وممثلين عن بعض تشكيلات «الحر» لعقد اجتماع في الإمارات المتحدة لاستبيان وجهات نظر الطرفين.

وقال أبو جاد رداً على سؤال حول وجود تنسيق بخصوص هذا الاجتماع: «نعم يتم التنسيق من أجل تقريره وننتظر منهم وقف الغارات حتى نتمكن من جمع الوفد والاجتماع، سيكون وفد مصغر مبدئيا للاستماع إلى وجهة نظر الروس وبعدها سيتم طرح الموضوع على دائرة أوسع ويأخذ الصفة الرسمية إذا كانت هناك نقاط إيجابية».

وبيّن أبو جاد أن الوفد سيكون مختصراً في التمثيل «فهو يتم في دائرة مغلقة بالوقت الحاضر، والمطلوب من روسيا أن تبدأ خطوات بناء ثقة ووقف الغارات علينا حتى نستطيع أن نوسع دائرة التمثيل، وأما بالوقت الحاضر فالاجتماع مرفوض إن كان تحت القصف».

وأضاف: «الكثير من الألوية والتشكيلات العسكرية في الوقت الحاضر لديها تحفظ ورفض للاجتماع مع الروس ضمن المعطيات والظروف الحالية، إلا إذا استجدت أمور إيجابية مثل وقف الغارات».

وأكد المستشار أن هناك وساطة جارية ومقدمات لهذا الاجتماع قائلاً: «يتواصل معي شخص من الخارجية الروسية من أجل التمهيد للاجتماع، نحن طلبنا منهم وقف الغارات الجوية الروسية على مقار كتائب الجيش الحر فوراً، موضحاً أن «كبرى التشكيلات تراقب كيف ستجرى الأمور «.

جاء ذلك في وقت نفى ممثلو أربعة من فصائل «الجيش الحر» اللقاء المزمع في أبوظبي، ونقلت وكالة «رويترز» عن ممثلي أربع فصائل من «الجيش الحر» نفيها لهذا الموضوع.

وقال قائد ما يسمى جماعة «فرسان الحق» «إنهم المسؤولون الروس يجتمعون مع أشخاص سوريين لا يمثلون أحداً ويدعون أنهم قابلوا ممثلين عن الجيش الحر» على حد قوله.

من جهتها، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «لا علم لي بأي لقاءات مرتقبة على المستوى الرسمي مع ممثلي الجيش الحر».

وأضافت أن موسكو لم تعتبر أبداً كل المعارضين للحكومة في سورية «إرهابيين»، مؤكدة تكثيف الاتصالات مع مختلف جماعات المعارضة السورية بعد لقاء فيينا، وقالت: «نتعامل مع طائفة واسعة من جماعات المعارضة السورية»، مشيرة إلى محاولات إجراء اتصالات مع «الجيش الحر».

ولم تستبعد زاخاروفا إجراء «اتصالات ما» مع ممثلين عن «الجيش الحر» في أبوظبي، إلا أنها نفت علمها بشأن تحضير أي «لقاء خاص» على مستوى مسؤولين كبار، وذلك تعليقاً على ما جاء على لسان ممثل «حركة الدبلوماسية الشعبية» حول إعداد لقاء بين ممثلين عن «الجيش الحر» ووزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين في أبوظبي الأسبوع المقبل.

وأوضحت الدبلوماسية الروسية: «هناك اتصالات دائمة مع المعارضة السورية على مستوى سفاراتنا وممثلياتنا لدى المنظمات الدولية. لذلك فإن الحديث قد يدور أن أحد الاتصالات من هذا النوع».

وأضافت أن قائمة جماعات المعارضة السورية التي أعربت موسكو عن استعدادها للحوار معها والتي نشرت سابقاً في وسائل الإعلام، تعكس نتائج الاتصالات السابقة للجانب الروسي، مؤكدة استعداد موسكو للحوار مع مختلف تنظيمات المعارضة السورية المعتدلة وانفتاحها على مناقشة اقتراحات جديدة.

وأكدت زاخاروفا أن دمشق على علم باتصالات العسكريين الروس مع المعارضة السورية، مشيرة إلى أن جزءاً من هذه الاتصالات غير علني، وقالت إن الحكومة السورية أكدت استعدادها للمشاركة في اجتماع مع ممثلي المعارضة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو حاولت في وقت سابق الحصول على المزيد من المعلومات حول «الجيش الحر» من شركائها الغربيين، وتحاول الآن إقامة اتصالات مباشرة مع هذا التنظيم بعد عدم تلقيها أي معلومات عنه من الدول الغربية.

وأكدت أن موقف موسكو بشأن وضع الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير، مشيرة إلى أن مزاعم بعض وسائل الإعلام التي تؤكد عكس ذلك تمثل محاولة لإثارة خلاف وارتباك بهذا الشأن، بما في ذلك بين السوريين.

وقالت إن الشعب السوري وحده سيبتّ في مسألة رئاسة البلاد وليس روسيا أو أي دولة أخرى، مؤكدة أهمية الحفاظ على كيان الدولة السورية من أجل مكافحة الإرهاب في البلاد والمنطقة. وأضافت أن تغيير الحكومة مرة أخرى في المنطقة لن يؤدي إلى نتائج إيجابية.

الى ذلك، أعلن قائد القوات الجوية الروسية الجنرال فيكتور بوندريف أن بلاده أرسلت أنظمة دفاع جوي وصاروخي إلى سورية لحماية قواتها هناك.

وقال بوندريف إن موسكو درست جميع التهديدات المحتملة، وأرسلت ليس فقط الطائرات الهجومية، وقاذفات القنابل، والحوّامات، بل أنظمة صواريخ مضادة للطائرات أيضاً، لاستعمالها في حالات «القوة القاهرة»، كإمكانية اختطاف طائرة عسكرية من القواعد التي تسيطر عليها الحكومة السورية والقيام بضربات جوية.

وأكد بوندريف أن مجموعة الطائرات الروسية في سورية تضم أكثر من 50 مقاتلة ومروحية، مشيراً إلى أنه عدد كاف وأنه لا حاجة الآن إلى مزيد من الطائرات.

وأشار إلى عدم وجود أي خسائر في صفوف القوات الجوية الروسية خلال عملياتها التي دخلت شهرها الثاني، واصفاً تقارير بعض وسائل الإعلام الغربية حول «إسقاط طائرات ومروحيات روسية في سورية» بأنها كاذبة تماماً.

وأكد رئيس القوات الجوية الفضائية الروسية عدم وجود أي حالة استهداف منشآت مدنية نتيجة الضربات الروسية في سورية، مشيراً إلى أن «الكذب هو السلاح الإعلامي للأميركيين ومعاونيهم» لأنهم يريدون تشويه سمعة العملية الروسية في سورية بأي وسائل ممكنة.

وقال إن العملية تجرى بشفافية كاملة ويتم إبلاغ المجتمع الدولي بنتائجها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن واشنطن على سبيل المثال، لا تعرض نتائج عمل الطيارين الأميركيين في أفغانستان، متسائلاً: «ماذا يمكن لهم أن يعرضوا؟ كيف قصفوا عن طريق «الخطأ» حفلة زفاف أفغانية أو مستشفى»؟

وأوضح المسؤول العسكري الروسي إن الطيارين الروس يحصلون على معطيات حول مواقع «داعش» وغيرها من التنظيمات الإرهابية من مصادر عديدة. كما يتلقون معلومات عاجلة من المخابرات حيث يتم درس كل هدف وكل مهمة مطروحة بالتنسيق مع القيادة المحلية والقوات المسلحة السورية، ثم يتخذ قرار بشأن كل موقع، مشيراً إلى استعداد «قيادة مجموعة الطائرات الروسية للكشف عن إحداثيات أي هدف وأي منشأة ضربتها». وأكد بوندريف أن «داعش» يستخدم الأطفال كدروع حيث ينقلهم إلى معسكرات لتدريبهم.

وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن طائراتها دمرت في محافظة إدلب مستودع أسلحة كبيراً تابعاً لتنظيم «جبهة النصرة».

وأوضح المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف أن الحديث يدور عن مستودع نقلت إليه قبل أيام مجموعة كبيرة من صواريخ مضادة للدبابات، مشيراً إلى أن هذه المعلومات وردت من المركز المعلوماتي المشترك بين روسيا وسورية والعراق وإيران في بغداد.

سياسياً، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأمم المتحدة إلى عدم استخدام معلومات غير موثوقة تتعلق بالغارات الجوية الروسية في سورية.

وجاء ذلك في بيان صدر عن الخارجية الروسية في أعقاب لقاء أجراه لافروف مع ستيفن أوبراين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للشؤون الإنسانية.

وأشار البيان إلى أن الجانب الروسي طرح أمام المسؤول الأممي مسألة عدم جواز استخدام معلومات غير موثوقة تزعم بوقوع ضحايا بين المدنيين في سورية جراء عمليات الطيران الحربي الروسي ضد مسلحي «داعش».

وفي السياق، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي الأوضاع في سورية واليمن.

وأشار بيان للخارجية الروسية، إلى أن الاتصال الذي تم فيه بحث قضية إيجاد السبل لتسوية الأزمتين السورية واليمنية، جاء بمبادرة من الجانب الإيراني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى