بكين تدعو إلى مفاوضات سورية قريبة للمساهمة في حلّ سياسي
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس عدم وجود خطط لعقد لقاء روسي – أميركي دولي حول التسوية السورية في القريب العاجل.
وفي وقت سابق أمس قال قدري جميل، القيادي في جبهة التغيير والتحرير السورية إن ممثلي كل من موسكو وواشنطن والأمم المتحدة سيلتقون في القريب العاجل في جنيف لمناقشة تشكيل وفد المعارضة السورية في مفاوضاته مع الحكومة.
وقال جميل: «مجلس الأمن الدولي، أوعز لهيئة الأمم المتحدة بتشكيل وفد المعارضة، وأعتقد أن هيئة الوفد ستناقش الأسبوع المقبل، في اجتماع كيري ولافروف مع دي ميستورا»، مضيفاً أن «وفد المعارضة السورية، لم يحدد بعد، لأن المعارضة التي اجتمعت في الرياض، تحاول احتكار النفوذ، وتدعي تشكيل قائمة مشتركة للمعارضة من أجل المحادثات المستقبلية مع الحكومة السورية، المزمع عقدها في كانون الثاني المقبل».
ولفت إلى أن المعارضة لن تختار زعيماً واحداً لها، مؤكدا أن أطياف المعارضة السورية كافة، ستكون ممثلة في المفاوضات المقبلة.
جاء ذلك في وقت أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن بكين تريد استضافة جولة مفاوضات سلام بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة.
وقال المتحدث باسم الخارجية هونغ لي خلال إيجاز صحافي أمس إن «وزير الخارجية وانغ يي شارك في الاجتماع الوزاري الثالث حول سورية في نيويورك، وأعلن أن الصين ستدعو ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لزيارة بكين، وذلك من أجل المساهمة في عملية التسوية السياسية للأزمة»، كما تعهد المتحدث الصيني بأن تكشف بلاده قريباً عن تفاصيل إضافية حول اقتراحها هذا وحول موعد المفاوضات المحتملة.
الى ذلك، دعا قادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى محاربة الإرهاب في سورية، مؤكدين أن مكافحة تنظيم «داعش» الارهابي الذي يمثل خطراً على البشرية بكاملها هو من المهمات الأولوية بالنسبة لهذه المنظمة الإقليمية.
ودعا بيان المنظمة جميع الدول إلى الالتزام بتنفيذ جميع بنود قرارت مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب.
وفي السياق، رفض الكرملين التعليق على الغارات «الإسرائيلية» الأخيرة على سورية، وما إذا كانت «إسرائيل» أبلغت روسيا بها مسبقاً، وأحال جميع الأسئلة بهذا الشأن إلى وزارة الدفاع الروسية.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي أمس: «كما تعرفون هناك آليات لتبادل المعلومات بين هيئتي الأركان في الجيشين الروسي و«الإسرائيلي» ، وتجب إحالة الأسئلة حول ما إذا كانت هناك أي معلومات قدمت مسبقاً من جانب «إسرائيل»، إلى الزملاء العسكريين».
كما أكد بيسكوف أن العملية العسكرية الروسية في سورية تجرى بمراعاة تامة للقانون الدولي، ونفى استخدام الجيش الروسي للقنابل العنقودية في سياق عملياته ضد الإرهاب.
وقال الناطق باسم الكرملين تعليقاً على اتهامات منظمة «هيومان رايتس ووتش» التي قالت إنها وثّقت أكثر من 20 حالة من هذا القبيل منذ أواخر أيلول الماضي عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية «تجري روسيا عملياتها دائماً بمراعاة صارمة لمبادئ وأحكام القانون الدولي، ولا سيما جميع القوانين الدولية المتعلقة بقواعد استخدام أو حظر استخدام أنواع معينة من الأسلحة. ولا يجوز أن تظهر لدى أحد أي شكوك بهذا الشأن».
كما رفض بيسكوف التعليق على أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين جراء غارات قيل إنها روسية في ريف إدلب، وعلى خبر نقلته مجلة «وول ستريت جورنال» الأميركية حول مقتل 9 جنود روس شاركوا في العمليات البرية للجيش السوري.
وأردف قائلاً: «ليس لدينا أي معلومات من هذا القبيل. لا سيما أن هذه المعلومات منقولة عن مصادر مجهولة.. ولا محل للتعليق على هذه المعلومات».. ونصح بيسكوف الصحافيين بتوجيه جميع الأسئلة حول الجنود الروس العاملين في سورية إلى وزارة الدفاع الروسية.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي سويغو أن التعاون بين روسيا وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب يتطور على قدم وساق.
وفي لقائه مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في موسكو ذكر شويغو أن هذا التعاون بدأ على أثر وقوع هجمات باريس الإرهابية، كما عقدت لقاءات بين بحارة من البلدين على سفن روسية وفرنسية في البحر الأبيض المتوسط.
وأشار الوزير الروسي إلى أن التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب في سورية يتم بناء على تعليمات من الرئيسين الروسي والفرنسي، وأن هدف المحادثات الجارية هو «تدقيق بعض النقاط المتعلقة بتنسيق جهودنا في هذه الأراضي».
من جهة أخرى، أشار جان إيف لودريان إلى أن لروسيا وفرنسا رصيدا طويلاً من الصداقة والروابط التاريخية والانتصارات المشتركة، مضيفاً أنه «مهما كانت ظروف اليوم فمن بالغ الأهمية أن نتمكن من مواصلة هذا الحوار نظراً لتاريخنا المشترك والمخاطر والتهديدات المحدقة بكم وبنا».
ووصل وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان موسكو ليبحث مع نظيره الروسي توسيع الحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي وتقاسم المعلومات الاستخبارية في هذا الشأن.
وقال لودريان للصحافيين قبل توجهه إلى موسكو إن محادثاته مع نظيره سيرغي شويغو ستركز على قائمة التنظيمات في سورية التي تعتبرها موسكو وباريس إرهابية، مضيفاً أنه سيحث شويغو على توسيع العمليات الروسية ضد تنظيم «داعش» في سورية.
كما بحث لودريان وشويغو في طرق تقاسم المعلومات الاستخبارية حول تنظيم «داعش» وخصوصاً بشأن الإرهابيين الناطقين بالروسية والفرنسية، إضافة لتبادل المعلومات لتجنب الصدام بين الطائرات العسكرية الروسية والفرنسية في الأجواء السورية.
ومن اللافت أن لودريان قبل زيارته إلى موسكو بحث أجندة المحادثات المرتقبة هناك مع نظيره الأميركي آشتون كارتر هاتفياً.
وأوضح متحدث باسم البيت الأبيض أن المكالمة الهاتفية جرت بمبادرة الجانب الأميركي، إذ اتصل كارتر بـ لودريان، خلال زيارته لمتن حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» الموجودة قبالة سواحل سورية.
وبحسب المتحدث باسم البيت الأبيض، تحدث الوزيران عن ضرورة أن تركز روسيا اهتمامها الرئيسي في سورية على التصدي لـ»داعش».
ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس بالكامل على بلدة معراتة وتلتها الواقعة شمال شرقي خان طومان في ريف حلب الجنوبي، كما استعاد تلة العجمي الاستراتيجية بعد استعادته السيطرة على خان طومان وقطع طريق إمداد المسلحين في خان العسل وأحياء حلب الغربية.