بوتين يدعم الأسد بالتدخل… والانسحاب
علي جانبين
ماذا أحدث قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين المفاجئ بسحب قواته الروسية من سوريا ابتداءً من أمس الثلاثاء؟ سلسلة من التحليلات والتكهنات حول خفايا القرار وتداعياته على مستقبل المفاوضات الجارية في جنيف بين وفدي الدولة السورية والمعارضة؟
كان بوتين وجه وزير دفاعه مساء الاثنين لبدء سحب المجموعات الروسية من سوريا اعتباراً من الثلاثاء نظراً لإنهائها تنفيذ مهماتها. وشدد خلال اجتماع مع وزيري الدفاع والخارجية في الكرملين على ضرورة تكثيف الدور الروسي في العملية السياسية لإنهاء الصراع في سوريا، وقال متحدث باسم الكرملين ديمتري يوسكوف إن بوتين أبلغ ألرئيس السوري بشار ألأسد هاتفياً بالقرار الروسي.
هل سيترك بوتين الأسد وحيداً ويتخلى عنه وهو الذي دعمه وأسهم إلى حد ما في تغيير موازين القوى على الأرض؟
كشف الكاتب الصحافي الروسي يفغيني سيدروف أسباب القرار الروسي حول انسحاب القوات العسكرية الروسية من سوريا أنه جاء في ظل اتفاق روسي أميركي حول إنهاء الحرب في سوريا والبدء بتسوية شاملة يشكل القرار الأممي أساسها بتجاوز عقدة الرئاسة السورية من الحل وتركها للانتخابات.
من جهتها، اعتبرت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير أعدّه الكاتب روجر بويز أنه بعد لقاء بوتين مع قادته العسكريين في الكرملين فقد أعلن أن أهداف العملية العسكرية في سوريا قد تحققت. ويلفت التقرير إلى أن بوتين قد أمر قواته بالتدخل في سوريا في نهاية شهر أيلول 2015، حيث أسهم الطيران الروسي في دعم الجيش السوري وأن المقاتلات الروسية شنت خلال الفترة الماضية تسعة آلاف غارة وأن ما مجموعه 400 بلدة وقرية ومجمع سكني تمّ تحريرها . ويشير بويز الى أن التدخل الروسي ساهم في صرف ميزان الحرب لصالح الأسد.
وتورد الصحيفة نقلا عن الكرملين قوله إنه سيحتفظ بحضور له في سوريا. من أجل مراقبة الهدنة، مشيرة إلى أن روسيا ستبقي وجودها العسكري في قاعدة طرطوس البحرية والقاعدة الجوية في حميميم قرب اللاذقية، التي تعمل منها 48 مقاتلة وكانت روسيا قد نقلت منذ بداية الحملة حوالي 2400 جندي، لكنها أبقت شبكة الصواريخ الأهم من طراز أس أس 400 لحماية قواعدها وإرسال رسالة دعمها العسكري لحماية الجيش السوري من أي خطر استهداف من الجو.
روسيا تقول عملياً إن المرحلة الأولى للتدخل حققت أهدافها بفتح باب حل سياسي لحكومة موحدة معترف بها تكون شريكاً في الحرب الموحدة دولياً على الإرهاب وتشترط موسكو حدوث ذلك لتبدأ الحرب الثانية ولن تحتملها منفردة والغرب يتفرج فتعالوا ننجز الحل في سوريا ومع حكومة سورية موحدة ومعترف بها نتابع القتال ضد داعش والنصرة كإرهاب تمّ الاتفاق عليه وهذه نظرة سوريا أيضاً.