ممثل «جيش الإسلام» الإرهابي خارج أسوار جنيف.. وموسكو ترحب
أعلن كبير المفاوضين في وفد الرياض إلى محادثات جنيف السورية محمد علوش، انسحابه من المحادثات مقدماً استقالته من منصبه.
وأكد علوش في بيان رسمي أنّ انسحابه يأتي احتجاجاً على ما سماه «عجز المجتمع الدولي عن فك الحصار عن المدن المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين، وعدم وضع جدول زمني للمفاوضات».
وجاء ذلك عقب اجتماع للهيئة العليا للمفاوضات في الرياض، حيث تم التوافق على تعديل إسم رئيس الوفد المفاوض أسعد الزعبي، إضافة إلى تبني مقترح التواصل مع منصتي القاهرة وموسكو لزيادة التنسيق وتبادل الآراء.
جاء ذلك في وقت قال القيادي في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية أنور المشرف، إنّ إعلان علوش استقالته من منصبه، ليس حقيقياً، وإنما الحقيقة أنّه تمّ الإطاحة به من هذا الموقع بعدما اتفقت روسيا والولايات المتحدة على ضرورة تسيير المفاوضات واستكمالها.
وأوضح المشرف، في تصريحات صحفية، أنّ السبب في الاستقالة هو ضغوط دولية من الجانب الروسي على وفد الرياض، بعد اتصالات روسية أميركية مؤخراً، حيث تدخلت روسيا وطلبت من الولايات المتحدة استبعاد بعض الأسماء المتشددة، مثل أسعد الزعبي ومحمد علوش، من وفد الرياض.
وأضاف المشرف «تحليلي أنّ استبعاد جاء نتيجة صفقة، من أجل بدء مفاوضات تفضي إلى إنهاء الأزمة السورية وبدء الحل السياسي، خاصة أنّ علوش والزعبي معروفين بانتقاداتهما الشديدة للأكراد، المتحالفين مع أمريكا، وبالنسبة لعلوش، فإنّ «جيش الإسلام» الذي يقوده يعد من الجماعات الإرهابية، لأنّه ينتمي إلى فكر تنظيم القاعدة».
وتابع «ادعاء علوش أنّ الجيش العربي السوري يقاتل ويقتل المدنيين كذب، وسيبقى الجيش السوري أحد مؤسسات الدولة والوحيد المفوض لمحاربة الإرهاب، فحتى إذا توصلنا لحل سياسي سيبقى الجيش السوري وسندعمه، ومن الممكن دعم أي جماعات معارضة في الجيش بعد حل الأزمة، ولكننا رأينا سيطرة المعارضة وجيش الإسلام تفضي إلى انهيار التعليم والصحة وغيرها، ومن بين هؤلاء زهران علوش شقيق محمد علوش».
وعن تمسك مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية بالمطلب الذي سبق أن رفعه للمعارضة، بضرورة إقالة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، قال المشرف «هناك تغير على الساحة الدولية، فالآن نرى أمريكا ترغب في حل الأزمة، ووفد الرياض يُعلن أنه بصدد إعادة هيكلة وتشكيل نفسه وضم أعضاء جدد من منصة القاهرة إليهم، وبالفعل هناك بعض الأشخاص من مجموعة أحمد الجربا التي لا تمثل وفد القاهرة، تسعى للانضمام إليهم».
ولفت إلى أنّ وفد المعارضة في القاهرة يرفض المشاركة ضمن وفد الرياض في مفاوضات جنيف لحل الأزمة السورية وفي حالة قبوله المشاركة في المفاوضات، سيكون ذلك من خلال قائمة سبق لمؤتمر القاهرة التقدم بها، وتضم الأكراد السوريين، الذين سبق استبعادهم بـ»فيتو تركي»، رغم أنهم من أبناء الشعب السوري، ولهم مواقف بطولية حالياً في الدفاع عن الأراضي، ودورهم قوي في معارك تحرير الرقة من يد تنظيم «داعش» حالياً.
وفي السياق، قال المستشار الإعلامي للهيئة العليا لمعارضة الرياض يحيى العريضي، إنّ الهيئة مستعدة لتوحيد القوى مع مجموعة القاهرة، وفصائل معارضة أخرى، شريطة قبول مبادئ الهيئة.
العريضي أوضح أنّ الحديث يدور عن المجموعات المعارضة التي تُشارك الهيئة وجهات النظر حول مرحلة الانتقال السياسي. واستطرد قائلاً «خلال اجتماع الهيئة، كانت هناك مبادرات من جزء من الهيئة، لتمد يدها للآخرين، وتتوافق مع رغبة رعاة المفاوضات، لجعل وفد المعارضة، أوسع وأشمل، الهيئة العليا، تريد بحق هذا الشمول، لذا فإنهم يريدون مد أيديهم للآخرين، لا سيما في حال تطابق وجهات النظر».
وأضاف العريضي «هناك حديث عن التوحد مع مجموعة القاهرة، وهناك أيضاً بعض الممثلين عن مجموعة القاهرة، هم بالفعل جزء من وفد الهيئة العليا للتفاوض. لا مشكلة في ذلك، خصوصاً عندما يكونوا متفقين حول مجموعة مبادئ الهيئة العليا للتفاوض».
كما أفاد العريضي بأنّ الهيئة مستعدة لمد يدها، «لمجموعة موسكو، في حال وافقت على مجموعة مبادئها الرئيسية، كالموافقة على انتقال سياسي كامل بدون وجود رئيس النظام بشار الأسد فيه» بحسب تعبيره.
من جهته، اعتبر ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنّ استقالة علوش من منصب كبير المفاوضين، سيؤثر إيجابياً على مفاوضات جنيف.
بوغدانوف قال للصحفيين أمس أثناء تعليقه على انسحاب علوش من مفاوضات جنيف «نعتقد أن ذلك سيأتي بنتائج إيجابية فقط، لأن هؤلاء الأشخاص كانوا يتخذون موقفاً غير بناء على الإطلاق ولم ينووا للاتفاق على شيء بناء».
كما علق بوغدانوف على ما نقل عن وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو عن تقديم أنقرة اقتراحاً لواشنطن بشأن القيام بعملية خاصة مشتركة في سورية بدون قوات كردية، مشدداً على أنه لا توجد أي أسس قانونية لمثل هذه العملية، وهي في حال إقدام أنقرة وواشنطن عليها ستمثل تدخلاً في شؤون دولة ذات سيادة.
وقال «على أي أساس؟ يجب أن يكون أساس ما، إما قرار دولي لمجلس الأمن للأمم المتحدة، أو أنّه من الضروري الاتفاق مع السلطات الشرعية، ليس لديهم أيّ أساس، هذا تدخل في الشؤون السيادية للدولة».
و كان وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، قد صرّح في وقت سابق، بأنّ أنقرة تعرض على واشنطن القيام بعملية خاصة مشتركة في سورية بدون قوات كردية. وقال «ما نتحدث بشأنه مع الأميركيين هو إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن … وفتح جبهة ثانية»، في إشارة إلى منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة حلب شمال سورية.
الوزير التركي أضاف «إذا جمعنا قواتنا، لديهم الأميركيون قواتهم الخاصة ولدينا قواتنا الخاصة». وتابع «نحن نقول نعم يجب فتح جبهة جديدة ولكن ليس بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي»، في إشارة إلى الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب القوة المسلحة الكردية التي تساند واشنطن في شمال سورية وتعتبرها أنقرة «إرهابية».
من جهة أخرى، قال جاوش أوغلو إنّ معارضين سوريين عرب مسلحين ومدعومين من قبل القوات الخاصة التركية والأميركية وكذلك من دول أخرى حليفة مثل ألمانيا وفرنسا، يمكنّهم «بسهولة» التقدم باتجاه مدينة الرقة شمال التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».
في غضون ذلك، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» أنّ قواتها ستباشر العمل من محور رابع باتجاه منطقة الطبقة التابعة للرقة، في إطار الحملة التي أطلقتها لتحريرها.
وأوضحت أنّ البدء بعملية التحرير سيكون من جهة نهر الفرات، وصولاً إلى بلدة الطبقة. وأشارت إلى أنها حررت 10 قرى وعشرات المزارع من «داعش».
وفي السياق، أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب في عفرين، بياناً أعلنت فيه إغلاق جميع المعابر أمام المجموعات التابعة «للائتلاف المعارض» بين عفرين وإدلب، جراء استمرار المواقف العدائية لهذه المجموعات.
وأكدت وحدات الحماية التزامها سابقاً بقرار الهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة، إلا أنّ المجموعات التابعة «للائتلاف» واصلت هجماتها ضد حي الشيخ مقصود ومناطق الشهباء وعفرين، مؤكدة أنها سترد على الهجمات ضد حي الشيخ مقصود.